بقلم | حسن النجار

هل نجحت معارض أهلًا رمضان فى تخفيف حدة الغلاء؟.. الإجابة من السوق.. لا هي خففت من قفزات الأسعار ولا واجهت مشكلات الفاكهة والخضار..
هناك من خلط ورق العنب بورق التوت
من الجائز أن تكون قد قدمت البديل لأسعار الأرز والسكر والزيت والدقيق.. لكنها لم تفعل شيئًا فى أسعار الطماطم والخيار والكوسة وورق العنب.. المثير أن هناك من خلط ورق العنب بورق التوت.. ليحقق مكاسب طائلة.. واكتشف البعض أنهم يأكلون ورق التوت بطعم غريب..
اقرا ايضا | الكل يتحدث عن ارتفاع الأسعار التي طالت أغلب السلع والخدمات في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية
وهؤلاء التجار الجشعون من الممكن أن يبيعوا البرسيم كبديل لبعض الأعشاب لصناعة طبق السلطة!.
احذروا من المطاعم التى يمكن أن تقدم «البرسيم» على أنه ملوخية.. من الممكن استغلال التشابه بين الملوخية والبرسيم «الربة».. فكل شىء جائز.. ولا تتقبلوا أسعار ورق العنب المبالغ فيها.. فمن الممكن استبدالها بورق الخس فهو أرخص وأفضل وأطعم.. بدلًا من الوقوع فى فخ المتلاعبين،
وبيع ورق التوت على أنه ورق عنب.. ولا تتعجبوا فالبعض كان يبيع قشر البطيخ المقلى على أنه سمك مقلى، ويرش عليه البهارات ويبيعه ساخنا وقد يؤدى نفس الغرض والسلام!.

التجار لم يتركوا شيئًا إلا استخدموه مهما كان.. يستغلون الظروف ويخدعون المستهلكين، مادامت لا تؤذى.. فى كل زمان ظهر مخادعون وظهر جشعون، لا يؤثر فيهم صيام ولا رمضان ولا شعبان.. ليس هناك رادع من ضمير ولا من قانون!.
نحن نتعامل مع التجار كأنه لا توجد حكومة
للأسف نحن نتعامل مع التجار كأنه لا توجد حكومة.. وأصبحت المعادلة بين تاجر ومستهلك.. أين الحكومة التى تضبط السوق، وأين الأجهزة الرقابية؟.. دور الحكومة ليس فى البيع، لكن فى ضبط السوق ومواجهة الاحتكار، والضرب بأيدٍ من حديد على يد المتلاعبين وأثرياء الأزمات والحروب!.
معارض أهلًا رمضان، التى يباهى بها وزير التموين، لا أثر لها فى مجتمع الـ100 مليون.. إن كان لها تأثير فى بعض المدن، فلا تأثير لها فى الريف.. الريف بالمناسبة يتعامل مع الأسعار التى فى القاهرة..
الكوسة وورق العنب
ويشترى الكوسة وورق العنب بالسعر المبالغ فيه، ويشترى الطماطم الأسوأ بسعر أعلى.. ويشترى البضائع درجة تانية وهو لا يملك حولًا ولا طولًا.. فكيف انفرط العقد إلى هذا الحد؟.. يتندر البعض بأن السيدات فى السوق كن يطفن على الباعة دون شراء.. ويقولون إنها كانت جولة بعجل فاضى!.
التاجر الجشع
مرة واحدة يتم تصوير التاجر الجشع وهو يبيع بأزيد من التسعيرة ويتم بث الفيديو على التليفزيون ويُحاكم على الملأ، سوف نقطع دابر اللصوص.. الذين استغلوا الناس ونكدوا عليهم حتى فى صيام رمضان.. المهم أن هذا التاجر يقال له الحاج فلان،
مائدة الرحمن
رجل البر والتقوى، ويقف على باب مائدة الرحمن يستقبل الضيوف حتى يقال إنه رجل الخيرات.. وتتغاضى الحكومة عن سوءاته.. وتعطيه المزايا.. لأنه يساعد الفقراء، وهو يستغلهم ولا يعطيهم من جيبه، وإنما من جيوب المواطنين!.
لا أتحدث عن إعدامه، لكن عن تجريسه، ومحاسبته على ثروته التى كسبها من حرام، وهو أضعف الإيمان!.
حسن النجار .. حفظ الله مصر .. حفظ الله الجيش ..حفظ الله الوطن