بقلم | حسن النجار ..الكبت من أسباب الانتحار وهناك أسبابًا أخرى من ضمنها تعاطى المخدرات

الكاتب الصحفي حسن النجار | مدير تحرير جريدة الوطن اليوم الإخبارية

0
حسن النجار
حسن النجار

بفلم | حسن النجار 

هل هناك أسباب واضحة ومحددة لـ المقدمين على الانتحار؟.. الإجابة أن الكبت من أسباب الانتحار، وأن هناك أسبابًا أخرى من ضمنها تعاطى المخدرات، والاضطراب النفسي والفصام فى الشخصية،

وإساءة معاملة الأطفال. ولاحظ أن الأطفال حتى سن 18 سنة.. وهذا العمر يشمل تقريبًا كل طلاب وطالبات التعليم حتى دخول الجامعة.. وأحيانًا الأولاد يتصورون أن تحكم الأبوين فى الطفل يعنى حالة فقدان ثقة وتُقدم البنت بالذات على الانتحار، بحجة أن أمها لا تثق فيها!

وهذا النوع من البنات الحساسة ينبغى التعامل معه بمشاعر أكثر، والاقتراب منه والاستماع إليه.. حتى يشعر بأنه محبوب وبالتالى يشعر بالحنان ولا يفكر فى الانتحار.. أمس أقبلت فتاة على الانتحار بمدرسة إعدادية

داخل الفصل، وللأسف غافلت المدرس ورجعت فى الدسك الأخير «جنب الشباك» وكتبت كلمتين ورقم تليفون ثم غافلت المدرس الذى كان يكتب على السبورة ووقفت وقفزت من الشباك، بعدها تحولت المدرسة إلى فوضى.. بوليس ومباحث وإسعاف وتحقيقات!

لم تلحق بها الإسعاف لـ تنقذها ولم يشاهدها المدرس لـ ينقذها، وأصبح على إدارة المدرسة أن تتواصل مع أم الطالبة التى تركت تليفونها فى الورقة التى كتبتها، لأنها تريد أن تكوى قلب أمها التى منعت عنها الموبايل، ورأت البنت أن الثقة هكذا قد انعدمت، فقررت أن تفارق الحياة!

التخلص من الحياة ليس حلًا، ولابد لـ الأسرة أن تناقش أولادها فى كل قرار.. ولابد أن تكون هذه الأشياء باتفاق.. فالأسرة ليس عليها إطعام الأولاد فقط، وإنما عليها أن تشاركهم فى حياتهم ولا تُملى عليهم القرارات حتى لو كانت فى مصلحتهم!

علموهم أن يكونوا أقوياء، وعلموهم الصلابة والتصدي لأى مشكلة، وأن كل مشكلة لها حل.. وعلموهم أمور دينهم حتى يستصغروا مشكلاتهم ويركنوا إلى الله والصلاة حتى تمر أي أزمة.. فلا شيء يستحق إزهاق الأرواح مهما كان، سواء كان الأمر يتعلق بالموبايل أو الحبيب.. فالحبيب أيضًا ليس نهاية المطاف!

تلاحظ فى الفترة الأخيرة أن البنات أكثر إقدامًا على الانتحار من الشباب، وهى مسائل تتعلق بقدرة البنت على مواجهة الأفكار الانتحارية، كما أنها فى حاجة إلى الحماية أكثر، ولابد أن يتعلم الآباء والأمهات أنهم لا يربون قطعانًا من الحيوانات يطعمونها فقط، ولكن لابد من النقاش والحوار والشرح.. ومعرفة حدود تصرف الأولاد فى القضايا الاجتماعية التى تواجههم!

باختصار هناك مشكلة بالنسبة للفتاة المنتحرة، فهي ليست مشكلتها وحدها حين تنهى حياتها بتناول حبوب الغلة أو تقفز من الشرفة.. وهى غالبًا تحدث فى الأسر الأقل ثقافة، أو البيوت المتحكمة، ومن حسن حظ هذه الفتاة أنها تحظى بشهادات طيبة من زملائها الأولاد والبنات

اترك تعليق