بقلم حسن النجار .. خذ الحكمة من فم السائق والحلاق ” تاكسي العاصمة “

مقال الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية

0
حسن النجار
حسن النجار

بقلم | حسن النجار 

خذ الحكمة من فم السائق والحلاق.. فهما يتحدثان مع الناس طوال الوقت، ويجيدان الكلام واستخلاص الأفكار، وإعادة تدويرها فى أحاديث أخرى.. وخلال مشوار داخل العاصمة بالقاهرة قد ركبت مع سائق تاكسي يحب الكلام..

 

وفي حديثة معي قال : والله يا أستاذ إحنا فى نعمة، لكن أكثر الناس لا يعلمون، كنت بكلم بنتي فى فرنسا على الإنترنت منذ أيام وفاجأتني حين قالت يا بابا :

 

إحنا هنا لا نجد زجاجات الزيت على أرفف المحلات.. وقد أصبحت مشغولا على ابنتي التى تعيش فى أوروبا.. مع أن ولدا واحدا كان يسافر يستطيع أن يغير مسار عائلة من الفقر إلى الثراء!.

اقرا ايضا | 

بقلم حسن النجار .. مليون مبروك لـ جمهور الزمالك ولتستمر أفراحه بالبطولات بعد سنوات الصبر والمعاناة

بقلم حسن النجار : ما يقرب من 70 عاما تحقيق حلم كاد أن يكون مستحيل لولا وجود إرادة سياسية وطنية لا تخشى إلا الله

بقلم حسن النجار : الإشادات الدولية بالمبادرات المصرية للحفاظ على الصحة العامة والدعوة إلى نقل الخبرة المصرية إلى الدول الأخرى

يتساءل السائق : لم أعد أدرى هل أحمل إليها الزيت من مصر؟، أم أنتظرها حتى تعود؟.. فقلت أنا وهو فى وقت واحد: الحمد لله مصر بخير.. كل شيء موجود بأي كمية.. وزدت عليه فقلت: العيشة فى مصر سهلة وبأقل تكاليف، المهم الناس تشكر!.. عشرة جنيهات فول وطعمية ممكن تأكل أسرة فى الصباح!.

 

أحببت أن أنقل إليكم كلام سائق التاكسي من العاصمة القاهرة مصر لأنه يأتي فى موعده.. نحن هنا بأقل شيء نستطيع أن نعيش.. وسائق التاكسي لا يقبل يده غالبا ولا يشكر فى الحكومة فهو كثيرا ما يختلق مشكلات ومتاعب،

 

كي تزيد له فى الأجرة.. فهو كثيرا ما يتحدث عن عملية جراحية لأمه وغيرها لزوجته ليستدر عطف الراكب، خاصة إذا رأى أنه من فئة أعلى، أو قادم من سفر، وحبذا لو كان الراكب من دول الخليج!.

 

حسن النجار
حسن النجار

 

حسن النجار .. وانا ككاتب أخذني التفكير بعيدا فقلت إن الحكومة المصرية هي المعنية وحدها تقريبا بالمخزون الاستراتيجى، منذ أيام الحرب، ولذلك مرت علينا ظروف الكورونا وظروف حرب روسيا وأوكرانيا، دون أن نتأثر، وكانت الحكومة تؤمن الاحتياطي الاستراتيجى!.

 

أما أوروبا فهي لا تنشغل بالمخزون ولا الاحتياطي لأنها تملك القدرة على استيراد ما ينقصها من الغذاء، وتملك النقد الأجنبي، ثم إنها نسيت زمن الحرب فوقعت فى الفخ!.

 

فهل تتخيل أن أرفف المحال فى بريطانيا وفرنسا خالية من الخضار، ومن زيت الطعام، بينما هذه الأصناف موجودة فى مصر، سواء ما ننتجه، أو ما تستورده!.. وبالمناسبة فقد قامت وزارة التموين بتأمين مخزون استراتيجى من كافة السلع الغذائية لمدة ستة أشهر، كما قال وزير التموين على المصيلحي!.

 

صحيح الناس أصبحت تعبانة لكن تبقى الحياة هنا أسهل، ولو كنا نعيش بمرتبات عادية، لكن هناك حزمة إجراءات للحماية الاجتماعية، وهناك نوع من الدعم وكل شيء متاح.. زيت الطعام متاح، بينما فى أوروبا مسموح لكل أسرة بزجاجة زيت، مهما كانت قدرتها على الشراء!.

 

حسن النجار ..وأخيرا، لا أقارن لأننا أفضل، قطعا لسنا الأفضل، لكن خدمتنا ظروف الحروب التى عشناها، ووضعنا سياسات جعلتنا نراقب مؤشرات المخزون الاستراتيجى، وهذا هو الفرق بين من لا يفعلون ذلك فى الظروف العادية!.

 

حفظ الله مصر – حفظ الله الجيش – حفظ الله الوطن … 

اترك تعليق