بقلم حسن النجار.. الصورة الحضارية للدولة المصرية «المنصورة الجديدة» وعد بها الرئيس السيسى لتواكب التصورات الحديثة
بقلم | حسن النجار
أمس الخميس، انضمت «المنصورة الجديدة» إلى مدن الجيل الرابع التى وعد بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتواكب التصورات الحديثة سواء فى البنية التحتية أو استيعاب الزيادة السكانية التى كان من نتاجها زحف خرساني على الأراضي الزراعية على مدار سنوات طويلة،
كان من نتيجته تشويه الصورة الحضارية للدولة المصرية، وضياع أراض من أجود الأراضي الزراعية التى كانت تعتمد عليها الدولة فى توفير الأمن الغذائي.
«المنصورة الجديدة» التى افتتحها الرئيس السيسى أمس وسط حضور مكثف من مواطني الدقهلية، مدينة جديدة زينت دلتا مصر العظيمة، بل يمكن القول إنها واحدة من الآليات التى اعتمدتها الدولة لإعادة الصورة الحضارية للدلتا،
حيث جاءت المدينة الجديدة التى ستستوعب أكثر من 600 ألف نسمة، فى إطار مجموعة المدن الذكية الجديدة التى شرعت الدولة فى تشييدها على امتداد رقعة الجمهورية وتعد أحد شرايين التنمية فى ساحل مصر الشمالي، حيث تحتوى على جميع المرافق والخدمات من مناطق حكومية وأسواق،
ودور عبادة، ومناطق ثقافية وترفيهية، ومناطق خاصة بالمطاعم، وحدائق مركزية بإطلالة على ساحلية على البحر المتوسط بطول 15 كيلومترا.
قبل 7 سنوات وعد الرئيس السيسى بتنفيذ خطة شاملة لبناء 30 مدينة جديدة على امتداد الجمهورية، ويوما وراء الآخر نشهد مولودا جديدا يستوعب كتلة سكانية ضخمة وفى الوقت ذاته توفر لساكنيها كل المرافق والخدمات ومصادر للرزق، واليوم جاء الدور على «المنصورة الجديدة»،
التى تتشابه مع بقية المدن الجديدة فى أنها لا تمثل رفاهية بل أصبحت ضرورة حتمية لا غنى عنها، أو كما قال الرئيس السيسى «المدن الجديدة ليست شكلا وإنما مجموعة أهداف تتحقق»، وهذه الأهداف – رغم اتفاق السابقين على أهميتها وضرورة العمل على تنفيذها وفق مخططات سابقة –
لكن حالت الكثير من الظروف والتحديات على أن يحققوا حلمهم، واليوم يتحقق الحلم، لتصبح مقولة «الخروج من الوادي الضيق» واقعا نلمسه، واقعا تحدى كل الظروف والتحديات الدولية والإقليمية، ونراه اليوم يتحقق أمام اعيننا.
الرئيس السيسى خلال الافتتاح أمس كان حريصا على الإشارة إلى وجود مخططات سابقة بمواجهة خطر التحدي السكاني، الذى ظل لسنوات يؤرق كل الحكومات المصرية على مدار سنوات طويلة، وهو ما يؤكد أن الخطر قديم، والنية على المجابهة كانت موجودة، لكن كانت الإرادة ناقصة، وربما السبب كما سبقت الإشارة مرجعه ظروف حالت دون توافر هذه الإرادة،
لكن اليوم، ورغم أن التحديات أصعب من ذي قبل، لكن الإرادة بدت منذ اللحظة الأولى قوية ولديها تصميم على المضى فى تحويل الأحلام الى واقع، لأن الوضع لا يحتمل، لذلك لا مفر من المواجهة وتحمل المسؤولية بكل قوة وثقة، وهو ما نلمس نتائجه اليوم، فى المنصورة الجديدة التى تعد حلقة ضمن سلسلة طويلة من إنجازات وتحركات شاهدة على قوة الإرادة المصرية، والعزيمة الرئاسية التى لم تلن للحظة.
هذه العزيمة كانت آثارها واضحة على وجوه من شاركوا الرئيس السيسى فى الافتتاح أمس من أبناء وبنات الدقهلية، وكل من لبوا الدعوة من سياسيين بمختلف انتماءاتهم السياسية، ورجال دين وثقافة وفن وإعلام وطلاب وطالبات، فقدت كانت الأحاديث كلها تدور حول ثقتهم فى الرئيس السيسى وقدرته على أن تصبح مصر «قد الدنيا».