الشاعرة السورية فردوس النجار لـ” جريدة الوطن اليوم ” مشاهد تتوالى وكأنها في إتفاق مع ذاتها” انت الوطن “

0

فردوس النجار لـ” جريدة الوطن اليوم ” مشاهد تتوالى وكأنها في إتفاق مع ذاتها” انت الوطن “

كتب| محمود محمد سعد

كتب الناقد Raif Remawy في قصيدة ” انت كالوطن 

الشاعرة السورية الوطنية فردوس علي النجار تقدم في هذه السطور المضيئة حالة تفريغ  فيها شحنة ما،حالة تواجه بها الحياة،  تأخذ كل وقتها , تكتشف بها  ذاتها بملامحها الدقيقة , تمنحها قدرة على التعبير , يعجز عنها غيرها من الشاعرات ، حاله تتجاوز  وتجتاز بها  المسافات والفيافي والقفار , لتقبع بأمان ووداعة بين احرفها وقصائدها  ،  كطفلة تغوص وتغرق بين لعبها والعابها ,

كحقل زهور ينشر شذاه , تنشر فردوس النجار  رؤاها ورؤياها وآرائها , حالة فكرية معرفية ،تصوغها  كفارسة من فرسان الحرف والحرب , تصنع سلالم  شاهقة لتصل  إليها تسطع حباً وحبرا .

شـَرَعـْتَ تـُضيءُ لي رِئتِي

وَتـَرحـلُ فـِيَّ سَـكـْرَانا

فـَتـَمْهـَـرُ كـُـلَّ أوردتـِــــي

كـَأنَّ الـلـيـلَ ما كــــانا

تجربة مفتوحة على نهاياتها , مشرعة على بداياتها تجربة غنية  ، وعميقة ،,  تجربة تجعلها  قادرة على تطويع اللغة  مثل العجينة تشكلها كيف تشاء بين اناملها . ، بدايات مفتوحة على نهاياتها، ونهاياتها مفتوحة على بداياتها، جوهرها التمسك بتلك اللحظات الهاربة في زمن يمتد ويتغلغل في داخلها كأنه نهر يخترقها ويخترق هواجسها ، تجمعه وتتجمع فيه  قطرة, قطرة،

وتـَثـْوِي فيْ رؤى روحـي

غــزيـْرَ الـوجـدِ رَيَّـانـا

تـَصـيـرُ الــدربُ أنــهاراً 

وَأَشـــرعـةً وألـحــانـا

وَأصـعـَـدُ فـيـكَ كـَوْكـَـبَة ً

تـُعـَطـِّرُ فيْ سـَـجـَايـانـا

ألـَسْتَ صـَبابـَة ً لـلـقـلبِ 

تـَرقـص ُ آنَ مـَلـقـانـا؟!

الشاعرة فردوس النجار
الشاعرة فردوس النجار

 الشعر بالنسبة لها حالة وجدانية وفعل وحركة مؤرقة  تؤدي لاندفاعات  تفضي إلى تحولات جمالية تذوب  فيها ، وفي الرؤى والرغبات  المنبثقة من جداول افكارها ، تعبر عنها بأدوات وتقنيات مختلفة، رموز مفتونة بالتوغل في مدارات مكوناتها,  مفردات نصها . وفق انساقها الحميمة الخاصة بها ،

 نسق  يفتح و يتفتح وينغلق على الخارج  والداخل ،  لا يمكن لاحد  أن يشيح بوجهه ،  أمام روعة القصيدة ، حيث عمليات الإبلاغ  الواردة في القصيدة لا يمكن التجاوز عنها، ولهذا تتوالد الاستعارات والتأويلات القسرية، وتتوالى الصور  والتصورات وكأنها في اتفاق مع ذاتها بحيث تتكون  كأنها حقائق في الفضاء، فالتعايش داخل فضاءات النص فانتازيا ,

وارهاصات واستفهامات ,  تبهر  القارئ وتشده في رحلة بحث إلى السبيل المؤدي إلى جنانها وشواطئها بكل ما احتوت من جماليات

شعر أنتَ كالوطن:

شـَرَعـْتَ تـُضيءُ  لي رِئتِي 

  وَتـَرحـلُ   فـِيَّ   سَـكـْرَانا

فـَتـَمْهـَـرُ  كـُـلَّ  أوردتـِــــي

 كـَأنَّ   الـلـيـلَ  ما   كــــانا

وتـَثـْوِي فيْ رؤى روحـي

غــزيـْرَ   الـوجـدِ   رَيَّـانـا

تـَصـيـرُ الــدربُ أنــهاراً

 وَأَشـــرعـةً    وألـحــانـا

وَأصـعـَـدُ فـيـكَ كـَوْكـَـبَة ً

 تـُعـَطـِّرُ فيْ سـَـجـَايـانـا

ألـَسْتَ صـَبابـَة ً لـلـقـلبِ

وبـَدراً مـَريـَمـِيَّ الوَجْهِ

يـَـشـْـفـَعُ فيْ خـَطايـانـا؟

لِــمَ   الأيــامُ   تـَـسْـبـِـقـُنـا؟

وَتـَعـْبـَثُ  فيْ  قـَضايانا؟!

أَلـَسـْتَ  تـَمِيمَتِي  الفيروزَ

 أعشـَقــُها  ..  وَتـَـرعَـانا؟!

لـَدَيـْكَ  مَـبَاهِـجُ  الدنـيـا

إذا  وافـَـيـْـتَ   دُنــيـــانـا

تـَلـِجُّ  عـذوبة ُ الأعنابِ

نـَـزفــا  فـي  مـَـرَايــانــا !

اترك تعليق