بقلم حسن النجار .. أن مصر لا أحد يستطيع أن يخضعها أو يكسرها أو يمس أراضيها وحقوقها
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية
بقلم حسن النجار .. أن مصر لا أحد يستطيع أن يخضعها أو يكسرها أو يمس أراضيها وحقوقها
بقلم | حسن النجار
بعد ملحمة العبور فى أكتوبر 1973.. جاءت الرسالة واضحة.. أن مصر لا أحد يستطيع أن يخضعها أو يكسرها أو يمس أراضيها وحقوقها.. ولن ترضى بالضعف والاستكانة.. لذلك فكر المتآمرون فى أنواع جديدة من الحروب،
بغية تحقيق أهدافهم الخبيثة على مدار عقود من الترتيب، والتخطيط والتآمر لتحقيق غاياتهم فى مصر.
ما حدث من مؤامرة فى يناير 2011 لم يأت صدفة.. ولم يكن عملاً عشوائياً.. ولكن كان مخططاً وممنهجاً.. عكفت عليه قوى الشر لسنوات طويلة قبل يناير 2011، لإيجاد حروب بديلة عن الحروب التقليدية،
هى حروب التدمير غير النظامية وغير النمطية، التى لم نعتد عليها.. ارتكزت على اختراق العقل المصرى وترويج ثقافة التبوير والتسطيح وغياب الرؤية وعدم الانتباه لما يحدث.. وما هى أهدافه؟
كل شيء قبل 2011 اتضح كان مرتباً وممنهجاً ومخططاً ولم يأت صدفة.. وربما تتحمل الدولة الجزء الأكبر فى هذا الوقت فى ظل حالة اللامبالاة بخطورة ما يحدث فى المشهد.. سواء فى سيناء وأهمية تنميتها وتعميرها
.. أو إفساح المجال لـ الجماعات الإرهابية، خاصة جماعة الاخوان المجرمين وانتشارها فى النقابات والجامعات ومشاركتها بنسب غير مسبوقة فى البرلمان والسماح لها باجتماعات مع قوى خارجية والتحالف مع عناصر داخلية ذات توجهات معادية للدولة، بالإضافة إلى نجاح المخطط آنذاك فى تهيئة الأرض من خلال تمدد الإعلام الخاص وتسببه فى زيادة الاحتقان بين نظام ما قبل 2011 والشعب،
والمبالغة فى الفساد والظروف الحياتية والمعيشية الصعبة، وتردى الخدمات حتى أصبح قطاع من المصريين مهيأ للاستقطاب من قبل أدوات قوى الشر فى الداخل، وقيام الجماعات الارهابية بقيادة الاخوان المجرمين للتمدد فى قرى الريف واستغلال تدنى الأوضاع المعيشية والخدمية وتقديم الجماعة الارهابية للمساعدات بتوظيف سياسى يسهل من عملية استقطاب المواطن البسيط والانخداع فى التنظيم الارهابى المتاجر بالدين والزاعم بأنه ممثل الوسطية والتسامح..قبل 2011،
كانت هناك تحديات وتهديدات هى الأخطر، حيث غابت الرؤية والإرادة لبناء الوعى الحقيقي، وسادت ثقافة التسطيح والتبوير والاستهلاكية، دون وجود مضمون ومحتوى حقيقى قادر على تقوية جدار الوعى والولاء والانتماء، وانشغل الناس بتوافه الأمور، وباتت هناك فراغات كثيرة.. لذلك اُستبيح العقل المصرى من إعلام فاقد البوصلة قبل 2011، إلى قوى ناعمة مغيبة، إلى سينما ودراما تسيء للمجتمع.. كل ذلك أدى إلى تمرير المؤامرة التى تجلت وظهرت بوضوح على أرض الواقع فى 2011.. وهو ما يؤكد أن المقدمات دائماً تفضى إلى النتائج.
يناير 2011، أظهرت أسوأ ما فينا من أنانية وانتهازية وهشاشة الولاء والانتماء وعدم وجود الوعى الحقيقى وانتشار سلوكيات وقيم غريبة وشاذة، تعانقت مع ظروف اقتصادية قاسية ومعقدة، وخدمات منهارة وظواهر سلبية كثيرة أساءت للإنسان المصري، مثل العشوائيات وانهيار التعليم والصحة، بسبب تراجع الاقتصاد وغياب الرؤية وإرادة الإصلاح.
هذه المقدمة الطويلة تأخذنى إلى ما أريد قوله والرد على المنظرين ومن لديهم ذاكرة الأسماك والعصافير.. فإن «مصر- السيسي» تسلمت ميراثاً صعباً وقاسياً
.. وأنا هنا لا أعنى فقط الأوضاع الاقتصادية المنهارة، أو سوء الأحوال المعيشية وتراجع الخدمات.. ففى ظنى أن بناء الحجر أسهل بكثير من بناء البشر.. لقد ورثت مصر ميراثاً وهماً كبيراً، خاصة هذا التأثير السلبى سيزيد الوطأة على منظومة القيم والأخلاق المصرية
.. وقواها الناعمة فى ظل غياب مشروع وطنى سواء للبناء والتنمية أو حتى بناء الوعى والارتقاء بالوجدان، وخلق حالة من الفهم وتدعيم الولاء والانتماء.. لم يكن هناك فى الكثير من أجزاء الصورة سوى ثقافة الأنانية والانتهازية والاستهلاكية وعدم وجود أى وسائل لمقاومة المشروع الخبيث.
الحقيقة، إن «مصر- السيسي» انتبهت جيداً لهذه الأبعاد.. الدولة المصرية حاضرة على كل شبر من أراضيها بالبناء والتنمية والحياة الكريمة وتلبية احتياجات مواطنيها.. تقف إلى جوارهم وتساندهم..
دولة لا تقبل الإملاءات ولا تركع سوى لله ولا تخشى فى مصلحة الوطن وأمنه القومى لومة لائم.. ولا تعرف المواءمات أو غض الطرف عن تهديد أمنها واستقرارها.. ولا تسمح لأى جماعة غير مشروعة أن تتواجد،
أو أحد يقوم بدورها ومسئولياتها.. لديها مشروع شامل وكامل لبناء الوطن وبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح.. دولة حريصة على التواصل الدائم مع مواطنيها بشفافية ومصارحة ومكاشفة.. تستعيد بجدارة قواها الناعمة وإعلامها الذى يصدر الطاقة الإيجابية ويغذى منظومة القيم المصرية والحفاظ على الهوية.. ترسخ أسمى معانى الولاء والانتماء.. ومثال لذلك ما رأيناه فى الندوة التثقيفية الـ 37 التى نظمتها القوات المسلحة.. لذلك تعمل «مصر- السيسي» على بناء الحجر وبناء البشر جنباً إلى جنب..
بل إن بناء البشر هو القضية المحورية التى تم إهمالها قبل 2011، وكادت تتسبب فى ضياع الوطن.. لذلك فإن «مصر- السيسي» ترسى قواعد العدالة والنزاهة والشفافية والمساواة والحياة الكريمة والبناء وحقوق الإنسان والتسامح والتعايش.. دولة فى غاية اليقظة والانتباه.. تدرك دورها وواجبها بشكل جيد.
تحية إلى الرئيس السيسي.. الذى تحمل المسئولية العظيمة فى قيادة مصر.. وأنقذ الوطن، وبنى البشر والحجر معاً.. وحوّل الأزمات والتحديات، إلى نجاحات وإنجازات.. واهتم بكل صغيرة وكبيرة فى هذا البلد الأمين.. وتصدى بشجاعة وجرأة ووطنية نادرة ودحر المؤامرات والمخططات.. لذلك على كل مواطن مصرى شريف أن يتذكر ما كان.. وما أصبحت عليه مصر الآن.
تحيا مصر
تابع ايضا |