بقلم حسن النجار .. بناء مصر الحديثة يأخذنا إلى تقليل نسب الاستيراد وتعزيز الاقتصاد المصري 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم

0

بقلم حسن النجار .. بناء مصر الحديثة يأخذنا إلى تقليل نسب الاستيراد وتعزيز الاقتصاد المصري 

حسن النجار
حسن النجار

بقلم | حسن النجار

كيف تخطط وتفكر الدولة المصرية؟.. سؤال قد يبدو للبعض أنه تأخر كثيرًا، لكن من المهم أن نجد إطاراً معيناً لبناء الوعى الحقيقى حتى ولو بتكرار الرسائل،

 ولكن بأساليب مختلفة، خاصة أن ما يجرى فى ربوع البلاد من حراك تنموى غير مسبوق يستهدف بناء الدولة الحديثة التى ترتكز على علاج الأزمات والإصلاح الشامل،

الاكتفاء الذاتى وتقليل الاعتماد على الخارج وخفض فاتورة الاستيراد

وتحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتى وتقليل الاعتماد على الخارج وخفض فاتورة الاستيراد لتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادى والغذائى ، بالإضافة إلى أن الاعتماد فى توفير السلع والاحتياجات الأساسية محليًا يحقق أهدافاً أخرى ذات أهمية بالغة مثل توفير فرص العمل،

واستيعاب الزيادة السكانية من خلال التوسع العمرانى القائم على خلق مساحات جديدة تستغل زراعيًا، وصناعيًا واستثماريًا.

الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى باتت تفكر وتخطط بأسلوب مختلف واستثنائى وبفكر خلاَّق يعتمد على النظرة المستقبلية والرؤى الإستراتيجية الأكثر شمولية والتى تحقق مجموعة من الأهداف وليس هدفًا واحداً.

الزراعة فى عهد السيسى تجسد فكرًا مختلفًا ومتفرداً عن باقى العصور

على سبيل المثال إذا أخذنا مجالاً مثل الزراعة خاصة أن الرئيس السيسى بالأمس افتتح موسم الحصاد فى منطقة واعدة هى شرق العوينات تحمل الخير والنماء لمصر وتفسح المجال مع مشروع توشكى لإضافة مليون فدان للرقعة الزراعية فى مصر.. الزراعة فى عهد السيسى تجسد فكرًا مختلفًا ومتفرداً عن باقى العصور،

فالأمر لا يتعلق فقط باستصلاح وزراعة الأراضي، ولكن هناك رؤية شاملة ومتكاملة، ترتبط بخلق مجتمعات زراعية وصناعية وعمرانية سكانية متكاملة تضم كافة الخدمات والبنى التحتية، وتستهدف جذب المواطنين والمستثمرين، وتوفير فرص عمل، فالمشروعات الزراعية،

هى مدن زراعية شاملة ومتكاملة خاصة إذا كنا نتحدث عن إضافة 3.5 مليون فدان للرقعة الزراعية فى مصر، أى ثلث الرقعة الزراعية المصرية، والسؤال ما نتائج هذا الإنجاز العظيم، سواء على مستوى توفير احتياجات المصريين من السلع الإستراتيجية أو على صعيد تحقيق الأمن الغذائي،

وتقليل فاتورة الاستيراد وتوفير النقد الأجنبى بل زيادة عوائد العملات الأجنبية نتاج التصدير فنحن نتحدث عن وصول الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية إلى 6.5 مليون طن من خلال 400 صنف إلى 160 من الأسواق الخارجية.

بناء الدولة الحديثة التى ترتكز على الإصلاح الشامل والنظرة العبقرية

الفكر الإستراتيجي، ورؤى المستقبل الشاملة لدى الرئيس السيسى عززت بناء الدولة الحديثة التى ترتكز على الإصلاح الشامل والنظرة العبقرية، فإذا كنا نتحدث عن توفير مليون طن من القمح فى شرق العوينات وتوشكى فإننا أمام توفير 350 مليون دولار كنا نحتاجها فى استيراد هذا الحجم من القمح،

وإذا كنا نتحدث عن وصول حجم المساحة المنزرعة بالقمح هذا العام إلى 3.2 مليون فدان، تنتج حوالى 10 ملايين لذلك السؤال كيف ساهمت هذه المساحة فى تقليص نسبة الاستيراد والاعتماد على الخارج فى توفير سلعة ومحصول إستراتيجى يدخل فى صناعة رغيف الخبز، وهو أمن قومي.

مشروعات التنمية الزراعية فى مصر

المجتمعات الزراعية الشاملة والمتكاملة فى عهد الرئيس السيسى والتى تشمل زراعة الكثير من المحاصيل الإستراتيجية والتوسع فيها، تتسم بالشمولية وتمثل شرايين عمرانية جديدة تجذب السكان وتوفر فرص العمل، لإقامة مجتمعات متكاملة تحظى بحياة كريمة.

وبقراءة مشروعات التنمية الزراعية فى مصر نجد أن هناك حسابات دقيقة، وأهدافاً واضحة المعالم خاصة بالتوسع فى استصلاح وزراعة الأراضى أو بطبيعة الزراعات والمحاصيل، فالدولة تعمل على التوسع فى زراعة القمح، لتوفير جزء كبير من احتياجات المصريين لتوفير العملات الصعبة بتخفيض فاتورة الاستيراد،

وأيضًا التوسع فى زراعة المحاصيل الزيتية مثل عباد الشمس، وفول الصويا وغيرها وذلك لتوفير احتياجات تصنيع وإنتاج الزيوت فى مصر، وهو أمر إستراتيجى.. أظهرت الأزمات الدولية الحاجة إلى تقليل الاعتماد على الخارج وبالتالى تخطط وتفكر الدولة فى تقليل نسبة استيراد الزيوت من الخارج،

 كذلك التوسع فى زراعة البنجر لتحقيق الاكتفاء الذاتى الكامل من السكر خاصة أن مصر لديها اكتفاء تجاوز نسبة الـ 90٪.

الدولة أيضًا تفكر بطريقة مختلفة سواء من خلال مشروع الدلتا الجديدة التى ستكون إلى جانب الدلتا القديمة وهو حدث تاريخى للتوسع فى العمران، وإقامة حياة كاملة ومتكاملة خاصة أن المشروع العملاق يضيف 2.2 مليون فدان للرقعة الزراعية فى مصر بالإضافة إلى أن الأمر لن يكون مقصوراً على الزراعة ولكن هناك أنشطة خاصة بالتصنيع الزراعى.

 والاستثمارات ومجتمعات عمرانية سكانية وطرق ومياه وبنية تحتية وفى شرق العوينات تفقد الرئيس السيسى بالأمس مصنع البطاطس وهى رؤية ثاقبة خاصة المصنع إلى جوار الزراعات، ويتم التصنيع والتجهيز بدلاً من احتمالات التلف التى يتعرض لها المحصول عندما يقطع 750 كيلو متر أو أكثر إلى المناطق المستهدف النقل إليها وهو ما يعرض المحصول إلى عوامل التلف.

حماية مصر من تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية الطاحنة

الفكر الخلاق والجديد فى بناء مصر الحديثة يأخذنا إلى قيمة وعوائد ما تحقق، وما أدى إليه فى النهاية من حماية مصر من تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية الطاحنة، وتأثيرات الجوائح والحروب والصراعات الدولية والإقليمية، فالتوسع الزراعى الأفقى والرأسي،

وأيضا التنوع فى زراعة المحاصيل حسب الاحتياجات الملحة والاستراتيجية لمصر وشعبها، لتقليل فاتورة الاستيراد من القمح والزيوت والأعلاف، والمحاصيل التى تدخل فى صناعة وإنتاج سلع ومنتجات كنا نستوردها من الخارج وتكلف الدولة ميزانيات دولارية ضخمة،

لذلك فالرؤية والفكر الاستراتيجى للقيادة  السياسية يؤكد أن مصر على الطريق الصحيح، نحو توفير احتياجاتها بالاعتماد على الداخل،

تعزيز الاقتصاد المصرى من خلال التصدير إلى الخارج

 وتقليل نسب الاستيراد، وتعزيز الاقتصاد المصرى من خلال التصدير إلى الخارج، وزيادة الاستثمارات ومشاركة القطاع الخاص، وتوفير فرص العمل، فالمشروعات الزراعية العملاقة وفرت مليون فرصة عمل وهو إنجاز ونجاح عظيم، يؤكد عبقرية ما حققه الرئيس ومازال من طفرات وقفزات فى مجال البناء والتنمية.

الحقيقة أن الرؤية الشاملة والفكر الاستراتيجى الخلاق، والنظرة المستقبلية، والإصلاح والاستفادة من الثروات والموارد المصرية، وتطويرها وتعظيم الفرص منها ليس مقصوراً فقط على مجال الزراعة الذى حقق انجازات غير مسبوقة وواضحة للعيان ولكن هذا الفكر شمل جميع المجالات والقطاعات تراه واضحاً فى مجال الطاقة والكهرباء،

حتى وصلت مصر إلى وجود فائض كبير منها بعد تحقيق الاكتفاء والتصدير للخارج عبر الربط الكهربائى مع كثير من الدول بعد أن كانت مصر تواجه أزمة عنيفة فى مجال الطاقة، وأيضا فى مجال الطاقة والغاز والبترول،

والبتروكيماويات خاصة أننا أمام 19 مليار دولار تصدير منتجات بترولية و8 مليارات دولار تصديراً للغاز، ولعل المشروعات التى شهدتها «مصر – السيسى»، التى تتسم بالتكاملية والنظرة المستقبلية فتحت آفاقاً جديدة للمستقبل.

تحيا مصر .. تحيا مصر … تحيا مصر

اترك تعليق