عاجل | الصمت الانتخابي يسود الأجواء في تركيا بدا من اليوم الأحد
عاجل | الصمت الانتخابي يسود الأجواء في تركيا بدا من اليوم الأحد
كتب| محمد حجازى
دخلت تركيا فترة الصمت الانتخابي مساء السبت، قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد، لتنتهي بذلك الفترة الممنوحة من أجل الحملات السياسة للمرشحين المتنافسين، وهما مرشح “تحالف الشعب” الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان (69 عاماً)، ومرشح “تحالف الأمة” المعارض كمال كيليجدار أوغلو (74 عاماً).
وتفتح مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، وتغلق على الساعة الخامسة مساء، وستعرف النتائج الأولية بعد ذلك.
لكن هذه المرة يعتزم حزب الشعب الجمهوري، نشر 5 مراقبين لكل صندوق اقتراع، أي حوالي مليون شخص لضمان “أمن التصويت”.
وعشية الدورة الثانية، اختار أردوغان زيارة ضريح رئيس الوزراء القومي السابق عدنان مندريس، الذي أعدمه العسكريون، ويُشكل مصدر إلهام له في السياسة، في محاولة لحشد تأييد القاعدة المحافظة.
وكان عدنان مندريس، الشخصية البارزة لدى اليمين المحافظ التركي، أنهى في عام 1950 حكم حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، قبل أن يعدمه العسكريون.
وأثار أردوغان الذي وُصف بأنه “منهك”، وأن الأزمة الاقتصادية “أنهكته”، وكذلك تداعيات زلزال 6 فبراير، مفاجأة بحصوله على 49.5% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 14 مايو، مقابل 45% لمنافسه.
وكتب الرئيس التركي في تغريدة على تويتر، السبت: “أنا أصرخ لكل فرد من أمتي: ليس بدونكم!”.
وفي الوقت نفسه، اتهم الرئيس في حديث مع التلفزيون التركي الرسمي، وسائل الإعلام الغربية بأنها “لا تزال تسعى إلى فبركة أخبار كاذبة”.
وتبدو الحسابات مواتية لأردوغان، خصوصاً بعدما قرر القومي المتشدد سنان أوغان، الذي نال 5.2% من الأصوات في الدورة الأولى، دعم أردوغان في الجولة الثانية.
خطابات انتخابية أخيرة
ويسعى الرئيس التركي للاستفادة من قوة الدفع التي حصل عليها قبل الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، وحث الأتراك على المشاركة بأعداد كبيرة في عملية التصويت، في حين دعا منافسه كمال كيليجدار أوغلو، الناخبين إلى انتشال بلادهم من “الحفرة المظلمة” التي أحاطت بالبلاد خلال حكم أردوغان الممتد منذ عقدين.
وفي خطاب أمام حشد من مؤيديه الملوحين بالأعلام بمنطقة بيكوز في إسطنبول خلال تجمع انتخابي أخير، طلب أردوغان من الناخبين التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع.
وقال “هل سنركض إلى صناديق الاقتراع غداً؟ هل سنُدلي بأصواتنا في الساعات الأولى من الصباح؟ لن نخسر أي شخص أدلى بصوته في الجولة الأولى”، فيما رد مناصروه بحماس “نعم”.
وأضاف “سنشجع الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الذهاب (إلى صندوق الاقتراع في الجولة الأولى). هل سنكمل العمل الذي لم ننته منه في 14 مايو بأغلبية ساحقة من خلال توسيع الفجوة غداً؟”
وفي المقابل، قال كيليجدار أوغلو، إنه يجب على كل من يحب تركيا أن يدلي بصوته في جولة الإعادة.
وفي تغريدة عبر تويتر، كتب كيليجدار أوغلو “إذا كنت تريد ذلك حقاً، فسنخرج جميعاً من هذه الحفرة المظلمة معاً.. أنا أخاطب جميع أفراد شعبنا بغض النظر عن وجهة نظرهم أو أسلوب حياتهم. هذا هو المخرج الأخير. كل من يحب وطنه يجب أن يذهب إلى صندوق الاقتراع!”.
ووجه مرشح المعارضة، في وقت سابق، اتهامات لأردوغان بحجب رسائله النصية إلى ناخبيه، مشيراً إلى هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، والتي قال إنها “تنفّذ أوامر أردوغان لإلحاق الضرر بحملته”.
وقال في مقابلة تلفزيونية: “لقد حجبوا (الرسائل النصية) لأنهم خائفون منا”.
واتهم معسكر أردوغان بأنه “يُحاول بكل الوسائل البقاء في السلطة”، مضيفاً: “لقد سيطروا على كل المؤسسات التي تخص 85 مليون شخص، ولا تعود لرجل واحد”.
كما كتب في تغريدة أخرى: “أسألك يا أردوغان، ألا تريدني أن أخوض هذه الانتخابات”.
وأعلنت حملة كيليجدار أوغلو، أنها أرسلت على نطاق واسع رسائل نصية، دعت فيها إلى متابعة المقابلة التلفزيونية مع زعيم المعارضة.
ويحاول كمال كيليجدار أوغلو، مرشح تحالف من 6 أحزاب، من اليمين القومي وصولاً إلى اليسار، تعبئة مؤيديه بما يشمل اليمين.
تصعيد ضد اللاجئين السوريين
وصعّد كيليجدار أوغلو الذي كان يدعو إلى التهدئة قبل الدورة الأولى، خطابه ولعب على الشعور المناهض لوجود اللاجئين السوريين في البلاد.
وتستقبل تركيا 3.4 مليون لاجىء سوري (بحسب الأرقام الرسمية)، ومئات آلاف الأفغان والإيرانيين والعراقيين، وهي أول دولة مضيفة في العالم.
ووعد كمال كيليجدار أوغلو، خصوصاً في الجنوب المتاخم لسوريا الذي تضرر بشدة من الزلزال، “بإعادة السوريين” في العام الذي يلي انتخابه.
وكرر حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد دعمه غير المشروط له رغم التقارب المريب لكيليجدار أوغلو مع مجموعة قومية متشددة صغيرة مناهضة للأكراد ومعادية للأجانب.
وقالت بروين بلودان، وهي مسؤولة في حزب الشعوب الديمقراطي إن “أرودغان لم يكن أبداً خياراً لنا”، فيما كتب أحد رموز الحزب صلاح الدين دميرتاش المسجون، عبر “تويتر” إنه “ليس هناك دورة ثالثة في هذه القضية! فلنجعل كيليجدار أوغلو الرئيس ولندع تركيا تتنفس. توجهوا إلى صناديق الاقتراع وصوتوا!”.
وتعتبر المعارضة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أفضل فرصة لها حتى الآن لإزاحة أردوغان من الحكم والتخلص من الإجراءات ذات التأثير الكبير التي أدخلها على تركيا، حيث تضررت شعبيته بأزمة غلاء المعيشة.
ويهدف المرشحان إلى الفوز بتأييد ثمانية ملايين ناخب لم يدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى.
ووفقاً لبيانات اللجنة العليا للانتخابات، تجاوزت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 87% بما شمل أصوات المغتربين