بقلم حسن النجار .. التفوق ليس هبة .. ولكنه مهارة تحتاج الى تدريب افلاطون

0

بقلم حسن النجار .. التفوق ليس هبة .. ولكنه مهارة تحتاج الى تدريب افلاطون

حسن النجلر

بقلم | حسن النجار

حدث تطوير فى الثانوية العامة حتى يختفى “بعبع”كل عام من البيوت المصرية ..التطوير ظهر جليا فى الامتحانات التى لاتعتمد على الحفظ وانما على الفهم والتفكير ..الاسئلة اختيارية وأخرى مقالية وتفرق بين الطالب المتميز ..والطالب العادى ..

بين الطالب المجتهد الذى يفكر ويبدع والطالب الذى يتطلع للنجاح والعبور من تلك المرحلة الفارقة التى تحدد مصيره والكلية التى يتمناها ..ومن ابرز عمليات التطوير هى منع الغش باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة واستخدام كاميرات لرصد المخالفات وضبط أى طالب يقوم بتصوير أسئلة أو أجوبة ..

ورغم هذا التطوير وتوفير كل سبل الراحة للطلاب الا انه مازالت ظاهرة انتظار بعض أولياء الامور أمام لجان الامتحانات تمثل ظاهرة سلبية لم نر مثلها فى أى دولة ..والغريب ان بعض هؤلاء من المثقفين الذين يعملون فى مهن مرموقة والمفترض انهم يدركون ان وجودهم امام اللجان لا فائدة أو جدوى منه ..

ان هؤلاء يتعاملون مع أبنائهم الطلاب وكأنهم أطفال ..ولكن من الظواهر الايجابية هو اختفاء بعض أولياء الأمور الذين كانوا يقفون أمام اللجان ويمسك أحدهم الميكروفون ويهتف بالا جابات الصحيحة حتى يسمعها الطلاب داخل اللجان فى أبشع وأسوأ صور الغش الجمعى ..

اختفىهؤلاء الأغبياء الذين يضرون ابناءهم بسبب النظام الدقيق لمنع الغش باسخدام التكنولوجيا الحديثة والرقابة الصارمة ..

جاحد من ينكر انه حدث تطوير فى الثانوية العامة للتمييز بين الطالب العادى والمتميز الذى يفهم ويفحص السؤال من كل جوانبه قبل الاجابة ..لأن هناك اسئلة غير مباشرة وضعتها وزارة التربية والتعليم تحتاج للتفكير والفهم السليم ..

الثانوية العامة ..تمثل “شبح” فى كل بيت ..وكل اسرة تحرص على ان يحصل ابنها على أعلى الدرجات للا لتحاق باحدى كليات القمة ..فهى تحدد مصيره ومستقبله العلمى والمهنى ..وقد يدفع مجموع الدرجات التى يحصل عليها الطالب لكلية أو معهد لايريده بل ضد رعبته وايضا قد  يدفع الأب أو الام الأبن للالتحاق بأحدى كليات القمة لحصوله على مجموع كبير رغم ان ذلك يتعارض مع رغبته فيصبح طبيبا فاشلا أو مهندسا محبطا يائسا ..

ويفشل فى حياته العملية ..وهنا تأتى أهمية اختيار الطالب للكلية التى يتمناها والتى تؤهله للمهنة التى يعشقها .لذلك ينبعى على أولياء الامور ان يتركوا لأبنائهم حرية الاختيار ..وعدم التدخل فى اختيار مايعشقون من مهن تتوافق مع قدراتهم ..وابداعاتهم..

يجب ان يختار الطالب احدى الكليات أو المعاهد التى تؤهله لسوق العمل فى ظل تحديات وظروف لاترحم من لا يمتلك ادوات العصر من وسائل التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى الذى يمثل ثورة ستقلب الموازين

الطالب الواعى يبتعد عن الكليات النظرية التى لاتؤهله لسوق العمل ..ولايقع تحت اغراء المسميات التى لاتحقق نفعا ولاتسمح له بفرصة عمل فى خضم سباق اسلحة أدوات العصر وتكنولوجيا الصناعة والزراعة

يجب ان يفهم كل طالب ان الظروف قد تغيرت ..ولم تعد هناك فرص للعمل بالحكومة او القطاع العام ..ومن يتطلع لحياة أفضل وتحقيق طموحه ..

فلا مجال سوى القطاع الخاص أو التخطيط لاقامة مشروع خاص ..مثل المشروعات الصغيرة التى لاتحتاج لرأسمال كبير ..وان لم يمتلك مالا فانه من اليسير الحصول على قرض بسيط يبدأ به مشروعه ..

وما أكثر الشباب الذى نجح فى اقامة مشروع صغير ثم تطور وكبر..وأصبح بعض هؤلاء نجوما فى مجال عملهم

الشاب الذى يتطلع للنجاح والتفوق فى عمله ..يجب الا يكون تقليديا او كسولا يبحث عن وظيفة بسيطة لاتوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة ..وانما لابد ان يكون مغامرا جريئا ..يواجه التحديات بالعمل والمثابرة والصبر ولا يتعجل النجاح..فالعمل الجاد لابد ان تأتى ثماره

 (الطبيب القاتل ..والثوب الأبيض)

جريمة  هزت المجتمع ..لغرابتها وبشاعتها ..فالقاتل طبيب والمقتول ايضا صديقه الطبيب

الطبيب القاتل بالاتفاق مع صديقته المحامية وعامل اخر قتلوا الطبيب ودفنوه فى حفرة داخل عيادة بعد تغطية الجثة بمواد بناء من الاسمنت والطوب حت لايسطيع أحد اكتشافها ..

جريمة مخيفة ومفزعة من أجل المال..فلا أحد يتصور ان طبيبا مثقفا يغدر بصديقه الطبيب ويقتله بهذه الصورة الغريبة على مجتمعنا..

من منا يتصور ان طبيبا المفترض انه ملاك رحمة يستدرج صديقه وزميله ليقتله بهذه الصورة الوحشية ..؟!

ان هذه الجريمة النكراء تثير مخاوف المرء ..لأن الطبيب يفحص المريض فى غرفة مغلقة ..فكيف يشعر المريض بالأمان والاطمئنان عندما يسمع أو يقرا عن هذا النوع من الجرائم ..والجانى طبيب

بالطبع مصر حبلى بالأطباء الأمناء الذين يقدمون أفضل رعاية وعلاج لمرضاهم ..ويحافظون عليهم ..ولكن للأسف الطبيب الغدار القاتل يشوه الثوب الأبيض لأطباء مصر

 ( الثلاثى و مستشفى مصر للطيران )

كلما ذهبت لمستشفى مصر للطيران أتذكر المرحوم المهندس محمد فهيم ريان الرئيس الأسبق لمصر للطيران الذى كان يحرص دائما على تطوير المستشفى وتزويدها بأحدث الاجهزة والمعدات الطبية لتقديم أفضل رعاية صحية وعلاجية للعاملين بالشركة واسرهم واصحاب المعاشات ..

وهذه الأيام تعج المستشفى بالمرضى والزائرين ..ويلحظ المرء التناغم بين رئيس مجلس ادارة مصر للطيران للخدمات الطبية  الدكتور ايمن صلاح ونائبه الدكتور أيمن وهدان والدكتور هشام طاهر رئيس القطاع الطبى لتقديم التيسيرات وتذليل اية معوقات او مشاكل تواجه المرضى..ولكن فى الحقيقة يختفى التنسيق بين بعض الاقسام الطبية وكأنهم يعملون فى جزر منعزلة ..والضحية هو المريض الحائر

وكلمة حق يجب قولها ..ان هناك اطباء يتسابقون لخدمة المرضى ..وتخفيف الامهم ..ويتضح ذلك جليا فى قسم الطوارئ ..عندما يستقبل الدكتور الشاب مروان كل المرضى والمترددين بوجه بشوش وابتسامة ومعاملة طيبة تزيل الام المريض ..على عكس بعض الاطباء الذين تبث كلماتهم احباط ويأس المرضى

اترك تعليق