بقلم حسن النجار .. هل يعتقد المصريون أن بناء المستقبل أولوية فوق الطعام والأسعار؟

0

بقلم حسن النجار .. هل يعتقد المصريون أن بناء المستقبل أولوية فوق الطعام والأسعار؟

hassan elnagar
hassan elnagar

بقلم | حسن المجار

نعم .. في برج العرب، تحدث الرئيس السيسي عن صبر المصريين على الإصلاح، والذي فاق توقعاته.

نعم .. تحدث الرئيس السيسي عن خطورة ترك الدولة لتتدهور في سبيل الحفاظ على مستوى الأسعار مؤقتا.

 نعم .. تحدث الرئيس السيسي عن الفرق بين التنظير وبين الاشتباك مع الواقع بآليات تنفيذية واقعية.

كل ذلك تحدث عنه الرئيس، ولكن السؤال الجاد والحقيقي والحتمي.. هل يرى المصريون الصورة بنفس الطريقة؟ هل يعتقد المصريون أن بناء المستقبل أولوية فوق الطعام والأسعار؟ هل يفهمون حقيقة المشهد المُعقد لدى الدولة والذي لا يمكن اختصاره في عنوان برّاق؟

 العناوين المذكورة في بداية المقال ليست جديدة، الرئيس تحدث أكثر من مرة عن هذه الموضوعات، وهو يستدعيها عادة في الافتتاحات ومؤتمرات الشباب من أجل تشكيل “حالة فهم” و”سياق وعي”.. لكن هل يتلقاها المصريون بالإيجاب؟

الإجابة منطقية للغاية: هل خرج المصريون ضد الرئيس؟

هل أعاق الشعب أي إصلاحات؟

لم يحدث.. 9 سنوات من حكم الرئيس السيسي لم يعطل المصريون شيئا على الإطلاق، وواهمٌ من يظن أن قبضة أمنية أو تخويفا يمكن أن يمنع شعبا كالشعب المصري من التعبير عن رفضه للسياسات أو للأشخاص.

السكون والاستقرار الحاليين لا يمكن تفسيرهما إلا ضمن سياق من القبول لما يحدث، مع الإقرار أيضا بوجود ضغوط وتحديات اقتصادية حقيقية على الناس.

الحقيقة أن المصريين يرون الصورة من نفس زاوية الرئيس، بالتأكيد ليس بنفس الوضوح الذي توفره المعلومات والدراسات لـ رئيس الجمهورية، لكن الصورة العامة مُتفقٌ عليها.

 بناء المستقبل مُقدمٌ حتما على الطعام، هذا مفهوم راسخ لدى الغالبية العظمى من المصريين، الذين يفهمون أيضا أن الاشتباك مع الواقع يختلف تماما عن التنظير والشعارات.. وهل أدلّ على ذلك من ثقتهم في الرئيس ومتابعتهم لشرحه الدقيق لتفاصيل التحديات؟

المصريون يفهمون تماما.. يصبرون بوعي.. يجددون التفويض يوميا لقائد أدرك مكامن قوة هذا الشعب وبدأ عملا دؤوبا منظما لتوظيف هذه القدرات والطاقات في بناء المستقبل.

عبثٌ محض يرقى لـ«قلة الأدب»، تحويل صبر المصريين الواعي، وكفاحهم لتحقيق أحلامهم، إلى مجرد خوف من بطشٍ أمني يخشون أن ينتج عن الاعتراض على سياسات الرئيس، وهل خاف المصريون من تنظيم إرهابي مجرم استعرض قوته لشهر كامل على الأقل قبل ثورة 30 يونيو فامتنعوا عن طرده شر طرده؟

الرئيس يتحدث، والشعب يتلقى حديثه بقبول حسن، والرئيس يفهم هذه الحقيقة ويبني عليها قراراته وسياساته.. علاقةٌ فريدة عصيّة على الكسر والعبث، هذا ما حدث طوال 10 سنوات كاملة رغم التحريض والتشويه والأكاذيب.. وسنظل هكذا على قلب رجل واحد، ولو كره الكارهون.

اترك تعليق