جريدة الوطن اليوم تتساءل : هل سيقوم الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية واسعة ضد الضفة الغربية المحتلة
كتب| حسن النجار
جريدة الوطن اليوم تتساءل حيث تشهد محافظات شمال الضفة الغربية المحتلة، تصعيداً نوعياً، خصوصاً بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين والتي انتهت بضحايا فلسطينيين وإصابات عديدة في صفوفهم وصفوف عدد من عناصر الجيش الإسرائيلي.
وشهد المخيم اشتباكات بين الكتائب الفلسطينية المسلحة والقوات الإسرائيلية بعد اعقتال مطلوبين لدى إسرائيل.
وبدأت القصة، عند انسحاب القوات الإسرائيلية بعد تنفيذ مهمة الاعتقال، إلا أن عددا من آلياتها العسكرية تفاجئت بعبوات ناسفة أدت إلى تعطيل محركاتها وألحقت أضراراً فيها.
وأدى ذلك وبشكل غير مسبوق، لإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بجروح بين طفيفة ومتوسطة ودفع الجيش لطلب مساعدة الطيران الإسرائيلي لإخلاء الجرحى.
واستغرق الأمر ساعات طويلة حتى نجحت القوات الإسرائيلية في الانسحاب من المخيم وإخلاء الجنود وآلياتهم التي شهدت أضراراً جسيمة.
واعتبرت إسرائيل ما جرى بالمخيم تصعيداً نوعياً في نهج وقدرة الكتائب المسلحة.
جريدة الوطن اليوم هل أصبحت إسرائيل تقترب من تصعيد العمل العسكري؟
يقول رئيس معهد ميسغاف لشؤون الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية ومستشار الأمن القومي الأسبق، مئير بن شبات، لمراسل بي بي سي بالقدس، مهند توتنجي، بإن الوضع بالمخيم أصبح قريباً جداً بأن يصل إلى ما وصفه بالخطوط الحمراء الإسرائيلية.
ورداً على سؤال حول نية إسرائيل التوجه لعملية عسكرية واسعة، أجاب بن شبات بأن المستويات السياسية تبحث دائماً نقاط المكاسب والمخاسر من أي خطوة على الأرض وسيتم اتخاذ القرار بحسب تلك المعطيات.
وحمل المسؤول الإسرائيلي السابق، السلطة الفلسطينية مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في تلك المناطق بسبب ما وصفها بسياسية الإهمال.
ومن جهته، يحمل رئيس الوزراء الفلسطيني، إسرائيل مسؤولية تلك الأحداث وما يصفه بإراقة دماء الأطفال والشبان الفلسطينيين.
أما محافظ جنين، أكرم رجوب، فيعتبر أن حياة المواطن الفلسطيني لا تساوي شيئاً بالنسبة للحكومة الإسرائيلية وأنها هي التي تدفع الشبان لحمل السلاح والمقاومة.
تصريحات باحث إسرائيلي في الأمن القومي يتحدث عن صعوبة البدء بعملية عسكرية
خلال تصريحات مع الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، يوحنان تسوريف، أشار المختص الإسرائيلي إلى ضرورة فحص ما جرى في مخيم جنين.
وأضاف أن المؤسسة العسكرية لا ترى تغييراً كبيراً في المعادلة الأمنية ولكنها قد ترى وجود كتائب مسلحة أكثر تنظيماً من قبل وباتت تطور من قدرات تصنيع عبوات ناسفة.
لكن ذلك غير كافٍ بحسب قوله للدخول في عملية عسكرية واسعة النطاق، كتلك التي نفذتها إسرائيل عام 2002 في فترة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
إذ كانت إسرائيل تحارب حينها فصائل مسلحة معروفة ومنظمة، فضلاً عن قتال عناصر الأمن الفلسطينيين. والحال اليوم هو أنها في وجه أفراد وشبان صغار.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية اليوم في حكم الرئيس محمود عباس، أكثر اتزاناً وتعاوناً من فترة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
جريدة الوطن اليوم هل سينجح الوزراء المتشددون في جر الجيش لتصعيد أكبر في الأراضي الفلسطينية؟
تقوم الجماعات المتشددة داخل الحكومة الإسرائيلية، بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحقيق إنجازات يمينية في الملف الفلسطيني.
حيث طالب عدد من الوزراء المتشددين الجيش بالدخول فوراً في عملية عسكرية واسعة في جنين.
ويسود الاعتقاد بأن هذه الشخصيات قد تجر الحكومة في الاتجاه المعاكس للموقف الرسمي العام الذي لا يريد إضعاف موقف السلطة الفلسطينية أو زيادة العنف ضد الفلسطينيين.
جريدة الوطن اليوم ما هي وجهة نظر أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية؟
تشير المعلومات الأخيرة التي أوردتها صحيفة هآرتس إلى أن الجيش يرفض أي عملية عسكرية أوسع في الضفة الغربية، إلا أن موقف جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك”، بات يميل لعكس ذلك.
وتقول مصادر إسرائيلية إن الجهاز يخشى من تصاعد قدرات الكتائب المسلحة وتعاون حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفتح.
وتضيف المصادر بأن الأجهزة الأمنية قلقة من انتقال سيناريوهات التوتر من مناطق شمال الضفة إلى وسطها وبالتالي تصاعد مساحة المواجهة.
وتشهد الضفة الغربية منذ أكثر من عام تصعيداً كبيراً، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات عسكرية بهدف ما يقول إنها مساعٍ لضرب التنظيمات المسلحة.
وقتل العديد من الفلسطينيين خلال هذه العمليات، من مدنيين ومسلحين على حدّ سواء.
في المقابل، يقوم فلسطينيون بتنفيذ عمليات في مناطق مختلفة وفي مستوطنات أدت أيضاً الى قتل عدد من الإسرائيليين.
وتشهد أعداد القتلى في صفوف الفلسطينيين ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالسنوات الماضية، حيث قتل أكثر من 120 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي وفقاً لوزراة الصحة الفلسطينية.
بينما قتل أكثر من 20 إسرائيلياً بينهم جنود ومستوطنون.