بقلم حسن النجار لابد أن تكون لمصر قاعدة بحرية فى منطقة باب المندب ومدخل البحر الاحمر
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم
نعم وألف نعم.. أمن البحر الأحمر هو عصب الأمن القومي المصري بالدرجة الأولى، لكنه أيضا مسؤولية عالمية وليس مسؤولية مصر وحدها..
وقد أدرك العالم ذلك، فتحركت الولايات المتحدة وأوروبا لصد الهجمات على السفن المتجهة للبحر الأحمر،
وقال مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يسعى لبدء عمل القوة الأوروبية لحفظ الأمن بالبحر الأحمر فى 17 فبراير الحالي!
وأضاف أن مهمة القوة الأوروبية هى حماية السفن فقط ولن تكون جزءا من الهجمات ضد الحوثيين..
والرسالة كما نرى واضحة جدا وهى حماية السفن لا الهجوم على الحوثيين.. وهى نظرة تتماشى مع السياسة المصرية فى هذا الشأن.. فليس معنى الهجوم على السفن أننا كنا ندخل فى حرب مع الحوثيين على أرض اليمن!.
ولكن لابد من الإشارة إلى أننى لم أكن أعد الهجمات على السفن الأمريكية المتجهة عبر البحر الأحمر وأشعر بالابتهاج،
لأنها تتعرض للضرب باعتبارها قوة استعمارية، فكل ذلك كانت مصر تدفع ثمنه وتتأثر به.. حتى أصبحت قناة السويس لا تعمل تقريبا، أو تراجعت فيها الملاحة إلى حد كبير وملحوظ!
كان على جماعة الحوثي أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ على السفن الأمريكية والأوروبية، وكان لابد أن تفهم أنها ستكون فى مواجهة مع مصر،
إذا استمرت فى عملياتها التى تعطل الملاحة فى قناة السويس، وكان على إيران أن تلفت نظر جماعة الحوثي إلى الخطر الذى يهدد المنطقة، نتيجة التصرفات الحمقاء لجماعة الحوثي!
ربما ابتهج البعض وصفق عندما استهدف الحوثيون السفن المتجهة إلى تل أبيب، فشجعها ذلك على توسيع نطاق الحركة ضد السفن الأمريكية والأوروبية،
مما جعلها تتجه لرأس الرجاء الصالح وتتكدس السفن فى البحر، قبل أن تحصل على موافقة الحوثي، وهو وضع شاذ كان لابد من مواجهته، وعدم التصفيق له، لأنهم يقطعون طرق الإمداد بالبضائع ويهددون العالم كله وفى القلب منه مصر!.
ويعد البحر الأحمر من أهم الممرات الدولية نظرا لموقعه بين دول الشرق والغرب ولعبه دورا مهما على مر العصور، ولدوره التجاري الذى جلب أطماع الدول الاستعمارية، لمحاولة السيطرة عليه من جانب الغرب، وزادت أهميته بشكل أكبر بعد اكتشاف نفط الخليج، فتحول أول ممر لهذا النفط إلى أوروبا وأمريكا،
كما يعد الشريان الاقتصادي الأبرز الذى تمر عبره حركة التجارة العالمية،
سواء من أوروبا وأمريكا إلى آسيا وإفريقيا، أو اليابان والصين والدول الغربية!.
ويعد البحر الأحمر محوريا، من الناحية الجيوسياسية والاستراتيجية، مما يستدعى حمايته والدفاع عنه من هجمات الحوثي أو أي جماعة أخرى فى المستقبل لتأثيره المروع على حركة التجارة العالمية!.
الخلاصة لابد أن تكون لـ مصر قاعدة بحرية فى منطقة باب المندب ومدخل البحر الأحمر وألا نترك الأمر كله لأوروبا أو أمريكا،
باعتبار أن أمن البحر الأحمر مسؤولية دولية، فإن فعلوها اليوم تحت ضغط الحوثي سيأتي يوم تهدأ فيه التهديدات وتتفرغ القوى الدولية لأى أمر آخر يهدد أمن مصر من جديد!.
حفظ الله مصر .. حفظ الله الوطن .. حفظ الله الجيش