بقلم حسن النجار: “نحن‭ ‬أمام‭ ‬مستقبل‭ ‬ومصير‭ ‬وطن” 

0

بقلم | حسن النجار  

نعم … فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الذى‭ ‬تتصاعد‭ ‬فيه‭ ‬الصراعات‭ ‬وتندلع‭ ‬الحروب‭ ‬وتشتعل‭ ‬الحرائق‭.. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬حكمة‭ ‬القيادة‭ ‬وإدارتها‭ ‬للأزمات‭.. ‬ 

بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التشنج‭ ‬والتهور‭ ‬والاندفاع‭ ‬والعواطف‭ ‬والشعارت‭.. ‬فالمواقف‭ ‬والقرارات‭ ‬تتخذ‭ ‬بتقديرات‭ ‬وحسابات‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الدقة‭ ‬والعلم‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬والثبات‭.. ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬مستقبل‭ ‬ومصير‭ ‬وطن‭.‬ 

الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬وفى‭ ‬أتون‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬العبور‭ ‬بمصر‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬ 

لم‭ ‬يغامر‭ ‬بالبلاد‭ ‬أو‭ ‬العباد‭ ‬بل‭ ‬ظل‭ ‬متمسكاً‭ ‬بأهداب‭ ‬الحكمة‭ ‬والعقل‭ ‬الرشيد‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المغامرات‭ ‬والصوت‭ ‬العالى‭ ‬والعواطف‭ ‬مدركاً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يستدرج‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬منزلقات‭ ‬وصدامات‭ ‬ومواجهات‭ ‬تهدم‭ ‬جدار‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتعطل‭ ‬أكبر‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬الذى‭ ‬حلم‭ ‬به‭ ‬المصريون‭ ‬كثيراً‭ 

.. ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬كشعب‭ ‬أن‭ ‬نحكم‭ ‬لغة‭ ‬العقل‭ ‬والمنطق‭ ‬والوعى‭ ‬واليقظة‭ ‬لأهداف‭ ‬ومخططات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬ والتفرقة‭ ‬بين‭ ‬تهديدات‭ ‬مباشرة‭ ‬تمس‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬والسيادة‭ ‬والأرض‭.. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الصمت‭ ‬حيالها‭.. ‬أو‭ ‬السكوت‭ ‬عليها‭.. ‬

وبين‭ ‬تهديدات‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬يمكن‭ ‬احتواؤها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجهود‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭.. ‬ومصر‭ ‬لديها‭ ‬أوراق‭ ‬وبدائل‭ ‬كثيرة‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬اجهاض‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭.‬ 

ولطالما‭ ‬نصبت‭ ‬لمصر‭ ‬فخاخ‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وسلامة‭ ‬البلاد‭ ‬وهيأ‭ ‬لها‭ ‬سبل‭ ‬الاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬اصطفاف‭ ‬وتماسك‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬مرتكزة‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬والوعى‭ ‬واليقظة‭ ‬وعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بما‭ ‬يتم‭ ‬ترويجه.

‭ ‬من‭ ‬أكاذيب‭ ‬وشائعات‭ ‬وتشكيك‭ ‬وتحريض‭ ‬لدفع‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬انفعالية‭ ‬تستهدف‭ ‬توريطها‭ ‬واستنزافها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تدركه‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬باقتدار‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬خلاقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاصرة‭ ‬التهديدات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬واحتوائها‭ ‬سياسياً‭ ‬ودبلوماسياً‭ ‬بدور‭ ‬وثقل‭ ‬مصر‭ ‬وثقة‭ ‬العالم‭ ‬فيها‭ ‬ومكانتها‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭.. ‬ 

لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نضغط‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬ونتفهم‭ ‬دقة‭ ‬الموقف‭ ‬وحجم‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬تواجه‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها‭.. ‬فلم‭ ‬يسبق‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ان‭ ‬واجهت‭ ‬تهديدات‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬حدودها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإستراتيجية‭.. ‬ 

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الفهم‭ ‬والوعى‭ ‬والاصطفاف‭ ‬هى‭ ‬أهم‭ ‬وأقوى‭ ‬الأسلحة‭ ‬المصرية‭.. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬تحمى‭ ‬وتصون‭.

‬ويجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬الذى‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬مصر‭ ‬وأيضاً‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬شديدة‭ ‬الصلابة‭ ‬فى‭ ‬المواجهة‭.. ‬والتحركات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬وهى‭ ‬قوة‭ ‬حكيمة‭ ‬يعمل‭ ‬لها‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭.‬ 

لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬المصريين‭ ‬ان‭ ‬وطنهم‭ ‬مستهدف‭ ‬يسهر‭ ‬أهل‭ ‬وقوى‭ ‬الشر‭ ‬على‭ ‬محاولات‭ ‬الإضرار‭ ‬به‭.. ‬ 

فعلى‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬جرت‭ ‬مخططات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬تستهدف‭ ‬إسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬واضعافها‭ ‬وتصدير‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭.. ‬شرقاً‭ ‬وغرباً‭ ‬وشمالاً‭ ‬وجنوباً‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬محاولات‭ ‬العبث‭ ‬فى‭ ‬مقدرات‭ ‬مصر‭ ‬وممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬عليها‭ ‬وابتزازها‭.. ‬ 

فليس‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬عنا‭ ‬ببعيد‭.. ‬وكيف‭ ‬حاولت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬إسقاط‭ ‬مصر‭ ‬بإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬والفزع‭ ‬والخوف‭ ‬واقتحام‭ ‬الحدود‭ ‬واستهداف‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬ومنشآتها‭ ‬ومحاولات‭ ‬شل‭ ‬وتجميد‭ ‬أى‭ ‬نشاط‭ ‬فى‭ ‬الدولة.

‭‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصعيد‭ ‬وتيرة‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬والمظاهرات‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭.. ‬تم‭ ‬تمكين‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬للجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬المخطط‭ ‬والمؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭.. ‬

ثم‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذى‭ ‬استمر‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬وحاول‭  ‬إسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬أطرافه‭ ‬وداعميه‭ ‬ومموليه‭.. ‬ومن‭ ‬وفروا‭ ‬له‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭.. ‬ 

وكيف‭ ‬نجحت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تطهير‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬آثامه‭ ‬ودنسه‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬دولة‭.. ‬ثم‭ ‬تصدير‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صناعة‭ ‬وتخليق‭ ‬صراعات‭ ‬دولية‭ ‬وإقليمية‭ ‬لها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬تداعياتها‭ ‬الاقتصادية‭.‬ 

مصر‭ ‬الآن‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬وجودية‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬ورفح‭ ‬والعدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬إرادتها‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬ان‭ ‬يفرض‭ ‬عليها‭ ‬أمراً‭ ‬واقعاً‭ ‬ترفضه‭ ‬ولا‭ ‬ترضاه‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬ثوابتها‭ ‬وخطوطها‭ ‬الحمراء‭.. ‬ 

ولن‭ ‬تفلح‭ ‬محاولات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬جر‭ ‬مصر‭ ‬لأن‭ ‬لديها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬التى‭ ‬ستقطع‭ ‬دابر‭ ‬مخططات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وتفرض‭ ‬مصر‭ ‬إرادتها‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تخسر‭ ‬أو‭ ‬تستدرج‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نعيه‭ ‬كشعب‭ ‬.

من‭ ‬خلال‭ ‬الثقة‭ ‬المطلقة‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬والاصطفاف‭ ‬حولها‭ ‬فتماسك‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬وفهمها‭ ‬ووعيها‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لاجهاض‭ ‬المؤامرات‭ ‬ودحر‭ ‬المخططات‭ ‬والعبور‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.. ‬ 

بل‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬الانتصارات‭ ‬المصرية‭.. ‬فلا‭ ‬نسمع‭ ‬لشائعات‭ ‬أو‭ ‬أكاذيب‭ ‬ونلتزم‭ ‬بخطاب‭ ‬الدولة‭ ‬وعدم‭ ‬تجاوزه‭ ‬وعدم‭ ‬ممارسة‭ ‬تصعيد‭ ‬المواقف‭ ‬فنحن‭ ‬كشعب‭ ‬لا‭ ‬نتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬ولا‭ ‬نفرض‭ ‬مواقف‭.. ‬بل‭ ‬نصطف‭ ‬حول‭ ‬أهداف‭ ‬وقوة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.‬ 

اترك تعليق