بقلم حسن النجار .. الحكومة تنجح في تحطيم أزمة الكهرباء والدلار والادوية
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب السياسي للشؤون السياسية
بقلم | حسن النجار
انتهت أزمة الكهرباء على خير.. وقبلها تخطت مصر بنجاح الأزمة الأصعب الخاصة بـ الدولار، وفى الطريق نهاية قريبة ننتظرها لأزمة الأدوية.
صدقت وعود الحكومة وودّعنا تخفيف أحمال الكهرباء منذ أسبوع.. ولم يكن الثمن هيناً، فقد تكلفت الدولة حوالى مليار و٢٠٠ مليون دولار لاستيراد الغاز ومشتقات البترول التى تحتاجها الكهرباء،
ووصلنا لأعلى معدلات استهلاك الكهرباء مع الارتفاع غير الطبيعى فى درجات الحرارة.. الشعب كان يستحق هذه النهاية مهما كان الثمن، كان يستحق أن يجد آذاناً صاغية وتحركاً مباشراً لتنفيذ رغبته وحصوله على حقه فى كهرباء لا تنقطع تمنحه الحياة التى يستحق.. وقد كان.
قبل أزمة الكهرباء نجحنا فى تخطى أصعب أزماتنا الاقتصادية المرتبطة بالدولار، نتذكر حين وصل سعر العملة الخضراء فى السوق السوداء إلى ٨٠ جنيهاً وارتفعت كل الأسعار بشكل غير مسبوق،
فنحن المستورد الأكبر للقمح فى العالم ونستورد كميات هائلة من المواد الغذائية والبترول، وحتى مستلزمات معظم الصناعات والزراعة مستوردة.. تحمَّل الشعب العاشق لبلده.
ونجحت سياسة الدولة الحكيمة فى تجاوز أزمة الدولار، ومع تحرير سعر الصرف اختفت السوق السوداء واستقر السعر حول معدل ٤٨ جنيهاً مقابل الدولار لتستقر أسعار غالبية السلع وتتراجع.
نجحت الدولة ليصل احتياطى البنك المركزى إلى ما يجاوز ٤٦ مليار دولار مع سداد ما يجاوز ١٤ مليار دولار من ديوننا الخارجية.
وهى النسبة الأعلى تاريخياً للسداد، منها ٣٫٣ مليار دولار لصندوق النقد، لم تتخلف مصر أبداً عن سداد ديونها حتى فى أحلك أيام أزمتها الاقتصادية، ومع الاستقرار تضاعفت تحويلات المصريين من الخارج وبدأت الاستثمارات المباشرة الأجنبية تطرق أبوابنا بقوة.
صحيح أن صفقة رأس الحكمة كانت عاملاً مهماً فى هذا النجاح، لكن المؤكد أن التوصل لهذه الصفقة الضخمة نجاح يُحسب للدولة وللحكومة..
وغداً نحن على موعد مع مراجعة صندوق النقد ليتم صرف ٨٢٠ مليون دولار من القرض الأخير لتستقر السيولة الدولارية بشكل أكبر وتتزايد ثقة الاستثمار الأجنبى بأرض الكنانة.
الحكومة اضطرت، قبل أيام، إلى زيادة أسعار البنزين والسولار بنسبة لا تتجاوز ١٠٪ من سعرها، زيادة فرضتها ارتفاعات الأسعار عالمياً قبل أن تكون محل نقاش مع صندوق النقد.
والأهم الآن أن نرى رقابة حقيقية على وسائل النقل حتى لا تزيد الأسعار بما يجاوز الـ١٠٪ وتكون الفاتورة باهظة على المواطن،
الدعم حق للمواطن والأهم أن يصل لمن يستحق وألا نسمح للتجار والسائقين بتحويل الزيادة التى لا تجاوز ١٠٪ إلى زيادات غير مبررة لن يدفعها إلا المواطن وحده.
والحكومة، مهما كانت تملك من مبررات حقيقية وواقعية للزيادة التى حدثت، عليها أن تستمع جيداً للمواطن الذى يتحمل الفاتورة ولا يريد زيادات جديدة فى أسعار السلع والخدمات،
التضخم يجب أن يتراجع لنرى بعد ذلك تراجعاً فى أسعار الفائدة، وهذا لن يتحقق بزيادات جديدة فى أسعار السلع والخدمات.
وتتبقى الأزمة الأهم التى تشغل بال المواطن الآن المتعلقة بعدم وجود الأدوية أو ارتفاع أسعارها بشكل كبير.. وننتظر تحقيق وعد رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى بأن تنتهى الأزمة تماماً خلال ٣ شهور مع توفير الدولة مبلغ ٢٥٠ مليون دولار نحتاجها لاستيراد الأدوية،
الحق فى الصحة والعلاج فى مقدمة حقوق الإنسان وواجب على الدولة لا يحتمل النقاش، وإذا كانت الانفراجة قد بدأت فنحن ننتظر النهاية المطلوبة لهذه الأزمة التى طالت أكثر مما يجب.
منذ أطلت كورونا برأسها القبيح والأزمات العالمية لا تتوقف، بل تستفحل مع الحرب الروسية الأوكرانية التى تحولت لمواجهة غير مباشرة بين أوروبا وأمريكا مع روسيا والصين،
وبعدها الحرب الصهيونية القذرة النازية ضد الأشقاء فى فلسطين، والتى تلوح سحب توسعها إقليمياً بدلاً من نهايتها الحتمية الآن وليس غداً.
أزمات تسببت فى موجات غادرة من ندرة السلع وارتفاع الأسعار ودفعت مصر فاتورتها غالية.. الأزمات العالمية جزء حقيقى من أزمتنا الاقتصادية، لكننا لن نتخطاها إلا بالعمل والعمل ومواصلة البناء والتعمير ودعم الصناعة والزراعة والسياحة.. لا شىء مستحيل، ومصر قادرة بسواعد أولادها على تخطى كل الصعاب.
مسك الختام:
أكاد أجزم، دون توافر معلومات، أن إصابة بايدن بالكورونا كانت إصابة سياسية وليست مرضاً، مسلسل أمريكى محبوك يمنح بايدن الفرصة للتنازل عن الترشيح بعد أن ثبت دون أدنى شك أنه سيلقى هزيمة قاسية إذا أكمل ترشحه أمام ترامب، مسلسل انتهى بترشيح كامالا هاريس للرئاسة فى مواجهة ترامب.
وظهر واضحاً أنه قبل مؤتمر الحزب الديمقراطى يوم ٧ أغسطس القادم أن هاريس هى مرشحة الحزب بعد أن نالت تأييد كل قياداته ومندوبيه وأن أحداً لن ينافسها على ورقة الترشح.. السيناريو كان جاهزاً بنكهة هوليوودية خالصة،
وما يبدو على الساحة حتى انتقاد هاريس غير المسبوق لنتنياهو لجذب أصوات المسلمين والعرب يشير بقوة إلى أنها ستنجح فى الانتخابات..
وأنها قادرة على حرمان ترامب من حلمه فى العودة إلى البيت الأبيض، لكن الحقيقة أن ترامب خصم لا يستهان به.. الأكيد أن المنافسة ستكون مشتعلة والنهاية ستظل مفتوحة على طريقة هوليوود المحببة.