دعوات دولية من نيويورك لإقامة دولة فلسطينية وضمان سلام دائم بالمنطقة

كتب| محمد حجازى
انطلقت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أعمال المؤتمر الأممي لإحياء حل الدولتين، وسط مشاركة عربية وأوروبية واسعة، ومقاطعة لافتة من الولايات المتحدة وإسرائيل. ويهدف المؤتمر إلى وضع خريطة طريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط.
وفي كلمة الافتتاح، شدد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، على أن “تحقيق الأمن في الشرق الأوسط يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة”، مؤكدًا أن مبادرة السلام العربية تمثل الأساس العادل لأي تسوية نهائية.
وأشار الوزير السعودي إلى أن المملكة تجري اتصالات مع عدد من الدول لحشد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددًا على أن “ربط هذا الاعتراف بالفيتو الإسرائيلي أمر مرفوض”. وأضاف أن “لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية”، مؤكدًا دعم بلاده للسلطة الفلسطينية في تنفيذ الإصلاحات المرتبطة بالحوكمة والشفافية.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن “السلام العادل ليس وهماً”، معتبرًا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة “جريمة العصر”، ومشدداً على أن “الردع العسكري لا يصنع السلام بل قد يفرض هدنة مؤقتة”.
كما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتلبية الطموحات المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين”، داعياً إلى اتخاذ خطوات ملموسة تضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وشدد بارو، في كلمته خلال المؤتمر، على أن “لا بديل من الحل السياسي القائم على الدولتين”، مشيرًا إلى أن بلاده ستعمل على حث الدول الأخرى للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وفي موقف قوي، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأن “ضم إسرائيل التدريجي للضفة الغربية أمر غير قانوني ويجب أن يتوقف”، مضيفًا أن “التدمير الشامل في غزة غير مقبول ولا يمكن احتماله”، وداعيًا إلى وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تقوّض فرص السلام.
في المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن رفضها للمؤتمر، ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، الاجتماع بأنه “مسرحية دعائية” من شأنها “إطالة أمد الحرب وتشجيع حركة حماس”.
يُذكر أن المؤتمر كان مقرراً عقده في وقت سابق من عام 2025، إلا أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران في يونيو الماضي تسبب في تأجيله قبل أن يُعاد تنظيمه هذا الأسبوع.
ويُعوَّل على مخرجات المؤتمر أن ترسم ملامح جديدة لمرحلة ما بعد الحرب، وتدفع باتجاه اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية كمدخل أساسي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.