بقلم حسن النجار .. مصر فى أعين الرأى العام الأمريكى والمسؤولين
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية
بقلم حسن النجار
- لا ترى فى مصر سوى ارتفاع أسعار مترو الأنفاق والوقود وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار..!!
- تناقض نفسها فى التقرير نفسه عندما أكدت أن المصريين يواجهون ارتفاعا فى التضخم .. ثم تذكر رأى صندوق النقد الدولى عندما قال: “جهود السلطات المصرية لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي تؤتي ثمارها بشكل إيجابي .. والتضخم ينخفض”
- ونحن نوجه أسئلة مهمة لمسؤولى الصحيفة الأمريكية:
- هل هناك اقتصاد لأى دولة فى العالم محاط بكل هذه التوترات والتهديدات ويظل صامدا بهذا الشكل .. بل ويتحسن أيضاً؟!
- هل هناك دولة تستضيف عشرة ملايين من الأشقاء العرب ولا تحدث أزمة فى الغذاء والسلع الأساسية والاحتياجات الضرورية؟
هل عميت أعينكم عن رؤية ما يتحقق من انجازات فى مصر؟ - ألم تلفت انتباهكم المبادرات الرئاسية والمشروعات القومية وتغيير وجه الحياة فى مصر؟
مع الأسف .. تفقدون صوابكم ورصيدكم من المهنية والمصداقية عندما يتعلق الأمر بالهجوم على مصر ومحاولة تشويه كل انجاز فيها - ماذا تريد الصحافة الأمريكية من مصر بالضبط ؟.. فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونجد صحيفة او موقعا إليكترونيا أو قناة تليفزيونية أمريكية تهاجم مصر وتحاول تشويه أى إنجاز يحدث على أرضها، وتقلب الحقيقة من صورة ناصعة البياض إلى شكل مشوه،
حتى تبدو مصر فى أعين الرأى العام الأمريكى والمسؤولين هناك بانها لا تتخذ خطوات إيجابية لتحقيق أى إصلاح لاقتصادها ، وأن مواطنيها يعيشون معاناة لا تتوقف مع كل شئ، وكأن لاشئ جميلاً يحدث فى مصر مطلقاً.
الأسبوع الماضى رددت هنا على تقرير اسود لموقع صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية وقلت إنها أصبحت المتحدث الرسمى باسم خونة الأوطان لأنها أوردت تقريرا يقطر سما وحقدا وغلاً على مصر ورئيسها وحكومتها ، واليوم أتناول الرد على تقرير لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية التى أصابها العمى والصمم وهى تقدم تقريراً الذى لايرى فى مصر سوى ارتفاع اسعار تذاكر مترو الأنفاق ،
ووقود السيارات وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار حتى ولو كان هذا الانخفاض بقروش قليلة، المهم أم تبدو الصورة قاتمة، لدرجة أن الصحيفة استغرقت فى سرد أسعار تذاكر المترو فذكرت أن الزيادات بقيمة كذا وكذا وكذا، وكأن زيادة تذاكر مترو الانفاق هى الكارثة الاقتصادية التى حلت بمصر.
الغريب ان الواشنطن بوست تناقض نفسها فى التقرير الذى نشرته عن مصر، فقالت الصحيفة إن المصريين يواجهون ارتفاعا فى التضخم بينما ذكرت فى التقرير نفسه رأى صندوق النقد الدولى فى شهادته عن الاقتصاد المصرى فقال صندوق النقد:
” لقد بدأت الجهود التي بذلتها السلطات المصرية مؤخرا لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي تؤتي ثمارها بشكل إيجابي ، والتضخم ينخفض”، ولكن الصحيفة الأمريكية تصر على أن التضخم يرتفع!!.
ونحن بدورنا نوجه عدة أسئلة لمسؤولى الواشنطن بوست الأمريكية:
أولا: هل يوجد اقتصاد لأى دولة فى العالم محاطاً بكل هذه التحديات والتهديدات والتوترات شرقا وغربا وجنوبا ومن الداخل ايضا من أتباع خونة الوطن ، ويستمر فى الصمود؟ ليس ذلك فقط ولكن يمكنه تحقيق تقدم وتحسن فى الأداء بشهادة صندوق النقد الدولى؟!!
ثانياً : هل توجد دولة فى العالم تستقبل مالا يقل عن عشرة ملايين ضيف على ارضها من الأشقاء من الدول العربية الشقيقة التى تشهد توترات سياسية وعسكرية تهدد استقرار أوطانهم، ولا تحدث ازمة فى الغذاء فى مصر، بل وتتوافر السلع الاساسية والاحتياجات الحياتية الضرورية وبأسعار فى متناول الجميع؟!!
ثالثاً: هل اصابكم العمى فأصبحتم لا ترون أى إنجاز يحدث على أرض مصر؟ ولا ترون إلا ارتفاع الاسعار الذى يضرب كل اقتصادات العالم بسبب نقص امدادات السلاسل العالمية والحرب الروسية الاوكرانية والحرب الاسرائيلية المدمرة على غزة ، بخلاف تأثر عائدات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية العابرة من مضيق باب المندب وصولاً إلى قناة السويس؟
..هل تعلمون أن عائدات قناة السويس انخفضت بما يقرب من سبعين بالمائة مما كان يصل لمصر من الدولار الذى تتفاخرون بأن سعره يرتفع أمام الجنيه؟
رابعاً: ألم تسمعوا أو تشاهدوا أن مصر ادخلت مساعدات لأشقائنا الفلسطينيين المحاصرين فى غزة تعادل كل ما قدمته دول العالم مجتمعة؟..ألم تسمعوا او تشاهدوا أن مصر بمفردها واجهت الإرهاب نيابة عن العالم واستطاعت دحره؟!.
خامساً: ألم تسمعوا أو تشاهدوا ارتفاع رصيد مصر من احتياطى العملة الأجنبية ليصل إلى أكثر من 46.38 مليار دولار لأول مرة، وانخفاض الدين الخارجى بمقدار اكثر من 15 مليار دولار،
وزيادة تدفقات النقد الاجنبى للسوق المصرية بنسبة 200%، وزيادة الاستثمارات الاجنبية فى مصر لثقة الأجانب فى استقرار السوق المصرية والاقتصاد المصرى، والتزام مصر بسداد أقساط ديونها الخارجية ونصيب الشركاء الاجانب فى قطاع البترول بانتظام؟!.
سادساً: ألم تسمعوا او تشاهدوا زيادة الرقعة الزراعية المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة على الرغم من أزمة المياه التى تعانيها مصر بسبب تعنت الجانب الاثيوبى بسبب سد النهضة؟!.
سابعاً: ألم تسمعوا أو تشاهدوا زيادة المساحة العمرانية فى مصر من 6% إلى 16% خلال السنوات العشر الأخيرة؟!
ثامناً: ألم تسمعوا أو تشاهدوا شبكة الطرق والانفاق والكبارى التى سهلت حركة سير السيارات الشخصية والمستثمرين إلى أماكن مصانعهم ومشروعاتهم، وجعلت مصر تتقدم فى الترتيب العالمى لمؤشر جودة الطرق بمائة مركز فقد احتلت المركز الثامن عشر عام 2024 بعد ان كانت تحتل الترتيب المائة وثمانية عشر عام 2015؟!
تاسعاً: ألم تسمعوا او تشاهدوا قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيادة المرتبات والمعاشات للمواطنين مرات متتالية ليستطيعوا مواكبة زيادة الاسعار العالمية التى ضربت كل دول العالم؟!.
عاشراً: ؟.. ألم تسمعوا او تشاهدوا تلك المبادرات الرئاسية التى استهدفت الاهتمام بصحة واقتصاد كل فرد فى الاسرة المصرية مثل التأمين الصحى الشامل ، والقضاء على العشوائيات والقضاء على فيروس سى كأول دولة فى العالم تحقق هذا الاعجاز الطبى؟
ومبادرات حياة كريمة و100 مليون صحة وسكن لكل مواطن ومشروعات تنمية المرأة الريفية،ومشروعات المرأة المعيلة والارامل والمطلقات،ودعم صحة المرأة المصرية، والكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم،ودعم صحة الام والجنين، ونور حياة ،والقضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الجراحية،
وعلاج مليون افريقى من فيروس سى، وتحويل وإحلال المركبات للعمل بالغاز الطبيعى، ودكان الفرحة، وسجون بلا غارمين، ومايغلاش عليك، وبر أمان، ومراكب النجاة، واتحضر للاخضر اتحضر للمستقبل، واعمار غزة، وصنايعية مصر، وتتلف فى حرير، ورواد تكنولوجيا المستقبل، ودمج وتمكين متحدي الإعاقة؟!.
بقلم حسن النجار .. إسرائيل تعيش حربا نفسية قاسية تتذوقها كل يوم وكل ساعة
من المؤكد أن مسؤولى صحيفة واشنطن بوست يسمعون ويشاهدون بل ويتابعون كل انجاز يحدث على ارض مصر وماحدث خلال السنوات العشر الاخيرة من تغيير وجه الحياة فى ارض الكنانة،
ولكنهم عندما يتعلق الأمر بالهجوم على مصر فإنهم ـ مع الاسف ـ يفقدون صوابهم وكل قواعد المهنية والمصداقية الصحفية، فيقلبون الحقائق إلى أكاذيب ويشوهون كل إنجاز يحدث على ارض المحروسة.
نعلم تماماً أن الإعلام الأمريكى فقد مصداقيته ومهنيته منذ أمد بعيد ، والعالم كله يعى ذلك، لذلك لن ننتظر منه الصدق فى تقاريره ، ولا المهنية فى أدائه – حفظ الله مصر – حفظ الله الوطن – حفظ الله الجيش