بقلم حسن النجار .. قصة محمد فؤاد .. الطب مهنة إنسانية بالدرجة الأولى لا علاقة لها بالانتماءات والاختلافات والخلافات

الكاتب الصحفي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية

0

بقلم | حسن النجار 

علي مدار اليومين السابقين تابعت باهتمام شديد القصة التى حدثت مع الفنان محمد فؤاد بأحد المستشفيات الجامعية التى تتبع وزارة التعليم العالى. ما حدث تم تضخيمه وتهويله وإعادة تأويله لإظهار ما حدث بشكل موجه لتوجيه التعاطف بشكل افتراضى مع طبيب الطوارئ، وبالتبعية إدانة محمد فؤاد.

القصة ببساطة هى إصابة الشقيق الأكبر لمحمد فؤاد بأزمة وألم فى القلب قرب ساعات فجر الثلاثاء الماضى.. جعلته يتوجه إلى المستشفى. وسرعان ما لحقه محمد فؤاد، والذى توجه إلى الطبيب ليطمئن على أخيه، خاصة أنه قد عانى منذ فترة من مشاكل فى القلب. تعامل الطبيب بشكل فيه استهانة بقلق محمد فؤاد وأسرته، ولم يرد عليه،

ولم يحاول طمأنته.. ربما لعدم التشخيص الطبى، أو لأى سبب مرتبط بالإجراءات الطبية المتبعة. وربما لو كان طمأنه أو رد عليه بشكل إنسانى مقدرًا خوفه عليه،

ما كان وصل الأمر لهذا الشكل على السوشيال ميديا، خاصة أنه بعد المشادة التى حدثت، نقل محمد فؤاد أخاه الأكبر إلى مستشفى آخر، وتبين إصابته بالفعل بجلطة فى الشريان التاجى.

أولًا: لا أستبعد تمامًا سوء النية فى توجيه التسريبات الأولى ضد محمد فؤاد دون بيان حقيقة ما حدث بمعلومات مدققة.. وهو ما يستند إلى خلفيات سابقة لموقفه المعلن والمساند ضد التطرف والتشدد والتعصب، وموقفه الداعم والمساند لثورة ٣٠ يونيو.

ثانيًا: قطعًا، أرفض وأدين الاعتداء على أى طاقم طبى بكافة مستوياته، خاصة أثناء تأدية عملهم.. ولكننى فى الوقت نفسه، أرفض تمامًا أى شكل من سوء المعاملة والاستهانة بأى مواطن مصرى..

خاصة لو اختلفت التوجهات الأيديولوجية لكل طرف.. فالطب مهنة إنسانية بالدرجة الأولى لا علاقة لها بالانتماءات والاختلافات والخلافات.

ثالثًا: أعتب على التصريحات الأولى لنقابة المهن الموسيقية، والتى اعتبرت ما حدث هو خلاف شخصى لما فى هذه التصريحات من سوء تقدير بين ما هو شخصى وما هو غير ذلك. وأشيد بتصريحات

مصطفى كامل «نقيب المهن الموسيقية» الذى أعلن الاستناد إلى الإجراءات القانونية لبيان الحقيقة وحفظ الحق القانونى لكل طرف.

بقى أن أذكر ملاحظة هامة، وهى عتابى على بيان جامعة عين شمس الذى اتهم فيه محمد فؤاد برفقة عدد من الأشخاص بالتطاول على الطبيب المسؤول، وهو مدرس مساعد القلب،

بالسب والقذف بالألفاظ النابية.. دون أن يدين ما قام به الطبيب المذكور. ومن الأصل، كان الأفضل انتظار ما ستسفر عنه نتيجة البلاغ الرسمى، تجنبًا لاجتزاء الوقائع والمعلومات من سياقها، وعدم التأثير على الرأى العام باستباق توجيه الاتهامات.

وألفت النظر هنا إلى وجود فيديوهات متداولة أخرى تظهر جانبا آخر من تصرفات الطاقم الطبى بشكل يميل إلى العنف والاستهانة بحياة إنسان يمكن أن يفقد حياته فى تلك اللحظات القليلة التى حدثت فيها المشادة.

نقطة ومن أول السطر..

مع بداية تسريب خبر ما حدث، تم استقطاع أجزاء محددة من الفيديوهات للإيحاء بأن محمد فؤاد هو السبب، وهو الذى بدأ. وكالعادة، نجد حالة من التنمر سابق التجهيز على الفنانين بإصدار أحكام مسبقة مثلما يحدث مع رجال الأعمال. وهى نظرة عنصرية.. تميل إلى تحميلهم أخطاء المجتمع والعالم.

ترى، من الذى سيتحمل قانونيًا وإنسانيًا.. لو حدثت أى مضاعفات لشقيق محمد فؤاد أو غيره، ودفع حياته ثمنًا لبعض حالات العنف فى التعامل من الأطقم الطبية والإدارية لبعض المستشفيات.. خاصة إذا ثبت بالفعل إصابته بجلطة فى الشريان التاجى مثلما حدث؟!.

اترك تعليق