انفجار قرنية عين لطفل متفوق يُشعل غضب قرية بالشرقية بسبب اعتداء وحشي من طفل آخر بدافع الغيرة

0

كتب | ثروت القرم 

في حادثة صادمة هزت قرية ميت العز التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، تعرض الطفل محمد السيد عنتر، التلميذ في الصف السادس الابتدائي والذي لم يتجاوز عمره سنوات الطفولة، لاعتداء وحشي من طفل آخر بدافع الغيرة.

هذا الاعتداء أسفر عن انفجار في قرنية عينه، مما جعله يرقد حالياً في حالة صحية حرجة داخل مستشفى صيدناوي بمدينة الزقازيق، فيما يتابع أهل القرية بحزن وألم تفاصيل تطورات حالته الصحية.

محمد، الذي اشتهر بدماثة خلقه وتميزه العلمي والرياضي، كان قد برز بين أقرانه كطالب متفوق في دراسته، وحامل طموحات كبيرة في مجال الرياضة، حيث كان على وشك الحصول على الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه، إلى جانب تفوقه الدراسي والرياضي، لم يكن محمد مجرد طفل عادي؛ فقد استكمل العديد من الدورات التدريبية في الحاسب الآلي، بما في ذلك “الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي”، مما جعله نموذجاً يحتذى به بين أبناء قريته.

لكن هذا الطموح الكبير والشخصية المتميزة لم يشفعا له أمام أيدي الغيرة والحقد، فالتفوق الدراسي والرياضي الذي كان يتميز به محمد أثار غيرة أحد أقرانه، ما دفعه إلى القيام بهذا الاعتداء المروع.

هذا الهجوم أدى إلى إصابة محمد بانفجار في القرنية، وهي إصابة قد تترك آثاراً جسدية ونفسية عميقة على هذا الطفل الصغير.

والد محمد، الذي يعيش لحظات عصيبة في انتظار تحسن حالة ابنه الصحية، يرفض تماماً فكرة التسوية الودية التي اقترحتها بعض الأطراف.

فقد أكد والد الطفل أنه لن يتنازل عن حق ابنه بأي شكل من الأشكال، ويطالب بمحاسبة الجاني وفقاً للقانون حتى يكون رادعاً لأي تصرف مشابه في المستقبل.

“حق ابني لن يضيع”، بهذه الكلمات الحاسمة أعلن الأب تمسكه بالعدالة، مؤكدًا على ضرورة محاسبة كل من يتسبب في أذى للآخرين بدافع الغيرة أو الحقد.

حالة محمد الصحية ما زالت حرجة، وتعيش أسرته على أمل أن يستجيب للعلاج وأن يعود لهم سليماً معافى.

إلا أن الحادثة أثارت موجة من الغضب بين أهالي القرية، الذين دعوا إلى تكاتف الجهود لمحاسبة المتسببين في هذا الاعتداء البشع، وإلى ضرورة تعزيز قيم التسامح والمودة بين الأطفال، بعيداً عن مشاعر الغيرة والكراهية التي تسببت في كارثة غير متوقعة.

لقد كشفت هذه الحادثة عن خلل عميق في كيفية تربية الأجيال الجديدة على قيم التسامح والتعايش السلمي.

فالغيرة، التي قد تكون شعوراً طبيعياً بين الأطفال، تحولت إلى قوة مدمرة بسبب غياب التوجيه والإرشاد الصحيح.

اليوم، يُعاني محمد من نتائج هذا الغياب، ولكن على المجتمع بأسره أن يتعلم من هذه الواقعة أهمية تربية أبنائه على المحبة والتعاون بدلاً من التنافس الضار.

في الختام، يبقى محمد السيد عنتر رمزاً للطفولة البريئة التي لم تتلوث بالعداء، ورغم إصابته الجسيمة، فإن طموحه الكبير وحبه للتفوق يظل حياً في قلوب من يعرفونه.

وفي انتظار أن يستعيد عافيته، تبقى العدالة مطلباً أساسياً لأسرته ولكل من يؤمن بأن القانون هو الحامي الوحيد للحقوق في مواجهة أي ظلم.

اترك تعليق