بقلم حسن النجار.. الكلمة الطيبة شعاع أمل في عالم مليء بالهموم
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية
بقلم | حسن النجار
في عالم يثقل كاهله الهموم وتطغى عليه الضغوطات، تصبح الكلمة الطيبة أداة لإعادة بناء ما تحطم. فهي وسيلة تمنح السكينة وتبعث الأمل في النفوس التي تاهت في زوايا مظلمة.
وقلم الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار، يستعرض المقال كيف يمكن للكلمة البسيطة، إذا خرجت من القلب، أن تصلح أرواحاً وتعيد لها الحياة، مؤكدًا أن “إماطة الأذى عن القلوب صدقة”. دعوة للتأمل في أثر كلماتنا على الآخرين وضرورة استخدامها لنشر الخير.
في عالم تسوده الهموم وتطغى عليه الضغوطات، تتناثر القلوب في زوايا مظلمة، بحاجة إلى شعاع من الأمل، إلى لمسة دافئة من إنسانية مفقودة، إلى كلمة تُنزل السكينة في الأعماق،
لكن، قليلون هم أولئك الذين يستطيعون أن يتحولوا إلى مصدر لهذا النور، إذ أن “إماطة الأذى عن القلوب صدقة”، ليست مجرد عبارة رمزية، بل هي دعوة حقيقية لتطهير أرواحنا وتخفيف أثقال الحياة عن الآخرين.
يقول البعض إن الكلمات قادرة على تحطيم قلوب الآخرين، لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو أن الكلمة الطيبة قد تكون أسرع وسيلة لإصلاح ما تهدم، وأقوى من أي علاج نفسي.
إن جبر الخواطر، ذلك الفعل البسيط الذي يعيد للإنسان جزءاً من أمله المفقود، يُعتبر من أسمى الأعمال الإنسانية التي يمكن أن يقدمها الإنسان لأخيه، فمن منا لا يحتاج إلى يد حانية تُمسك قلبه المتعب، إلى كلمات دافئة تمسح عنه غبار الأيام؟
في الحياة اليومية، نواجه مواقف صعبة، قد تكون كلمات أو تصرفات من حولنا بمثابة سهم مؤلم يخترق مشاعرنا، لكن هناك من يمتلك القدرة على تحويل تلك اللحظات إلى فرص للشفاء،
هم أولئك الذين يتقنون فن جبر الخاطر، الذين يعرفون كيف يحولون الألم إلى أمل، والمحنة إلى منحة، هم الذين يتعمدون أن يكونوا بلسمًا لقلوبنا، لا شدة أخرى تضيف على جراحنا.
“إماطة الأذى عن القلوب صدقة”، هي الدعوة إلى إعادة بناء الجسور التي تهدمها الأيام، هي سعي دائم لإيجاد الضوء في الظلام، هي لحظة نقية في عالم مليء بالفوضى.
إن جبر الخواطر لا يقتصر على الكلمات فقط، بل يتعداها إلى الأفعال، أحيانًا، كل ما يحتاجه الإنسان هو أن يشعر بأن هناك من يراه، يفهمه، ويعطف عليه.
إذا كانت المساعدة المادية قد تملأ الجيوب، فإن جبر الخاطر يملأ القلوب، ويُحيي الروح في لحظات ضعفها، فليكن لنا من هذا الفعل العظيم زادًا في مسيرتنا اليومية،
ولنتذكر دومًا أن من يزرع الأمل في الآخرين لا يضل طريقه، بل يظل قلبه مشرقًا، مرتاحًا، مستمتعًا بهدوء الضمير.
حفظ الله مصر – حفظ الله الوطن – حفظ الله الجيش