أبرز ملفات القمة الاوروبية في باريس الدفاع المشترك ودعم كييف 

0

كتب | محمود سعد  

تقرير جريدة الوطن اليوم : عقد كبار القادة الأوروبيين اجتماعاً “غير رسمي” في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، لبحث مسألة “الأمن الأوروبي المشترك”، وحرب روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ قرابة 3 سنوات، وسط تصاعد الخلافات بين دول القارة العجوز بشأن إمكانية إرسال “قوات حفظ سلام” إلى أوكرانيا.  

وحضر الاجتماع الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتز، ورؤساء وزراء بريطانيا كير ستارمر، وإيطاليا جورجيا ميلوني، وإسبانيا بيدرو سانشيز، والدنمارك ميت فريدريكسن، وبولندا دونالد توسك، وهولندا ديك شوف.   

كما حضر الاجتماع، الذي يأتي قبل أسابيع من قمة سيحضرها كافة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل والمقررة في مارس المقبل، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته.  

وقال ستارمر في بيان مصور على منصة “إكس”، إن الهدف من الاجتماع بحث مسائل “الدفاع والأمن في أوكرانيا في حال كان هناك اتفاق سلام دائم”، كما سيناقش” الأمن والدفاع المشترك في أوروبا”. 

من جهته، قال شولتز خلال الاجتماع، إنه “لا يمكن فرض أي إملاءات على أوكرانيا”، مشيراً إلى أنه “من الواضح وجوب الاستمرار في دعم أوكرانيا، وهذا ممكن فقط في حال قمنا بتمويل كييف”.  

ولفت المستشار الألماني في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، إلى أنه “لا ينبغي أن يكون هناك انقسام بين أوروبا والولايات المتحدة في مسألة المسؤولية عن أمن أوكرانيا”.  

وأضاف: “إذا أنفقت الدول الأوروبية أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، فإن ألمانيا تعتبر أن هذا لا ينبغي أن يكون جزءاً من حدود ميزانية الاتحاد الأوروبي”، موضحاً أن “ألمانيا ستواصل الاستثمار في جيشها، وبالتالي يتعين عليها أن تكون أكثر مرونة في التعامل مع قواعد ميزانيتها”.  

اتصال ماكرون وترمب 

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأميركي دونالد ترمب عبر الهاتف، وذلك قبل دقائق من استقباله كبار القادة الأوروبيين، والذين اجتمعوا لمناقشة مسائل أمنية.  

وأصيب مسؤولون أوروبيون بالصدمة من تحركات إدارة ترمب بشأن أوكرانيا وروسيا والدفاع الأوروبي في الأيام القليلة الماضية. ومن أبرز مخاوفهم أنهم قد لا يعود بوسعهم الاعتماد على حماية الجيش الأميركي، وأن ترمب قد يبرم اتفاق سلام في أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “يقوض أمن كييف وأمن حدود القارة الأوروبية”.  

وهوّن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي وصل إلى الرياض، من مخاوف الأوروبيين بشأن استبعادهم من المحادثات الأولية بين روسيا والولايات المتحدة.   

وقال لشبكة CBS NEWS، إن “عملية التفاوض لم تدخل مرحلة جادة بعد، وإذا أحرزت المحادثات تقدماً، فسيتم إشراك الأوكرانيين وأوروبيين آخرين”. 

“حزمة دفاعية كبرى لأوروبا” 

ويسارع المسؤولون الأوروبيون العمل على توفير “حزمة دفاعية كبرى”، من خلال زيادة الإنفاق العسكري و”دعم كييف”، في الوقت الذي يسعى فيه ترمب إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة.  

وأفادت “بلومبرغ”، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، بأن موعد الإعلان عن هذه الخطط تم تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الألمانية المقررة في 23 فبراير الجاري، من أجل تجنب إثارة الجدل قبل التصويت.  

وكُلف الزعماء الأوروبيون بإحياء قوة عسكرية للقارة بعد اعتمادهم الكبير على الولايات المتحدة طيلة 80 عاماً.  

وغيّرت عودة ترمب إلى البيت الأبيض العلاقة عبر الأطلسي بشكل أساسي، وأوضح المسؤولون الأميركيون، أن ترمب مستعد حتى لقبول تعرض الأوروبيين لعواقب في حال رفضوا تحمل المسؤولية عن أمنهم.  

ويسابق ترمب الزمن من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، ويشعر المسؤولون الأوروبيون بالقلق من أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يُدفع إلى “صفقة كارثية” ما لم يتمكنوا من التوصل بسرعة إلى خطة لتقديم الدعم العسكري له، وفقاً لـ”بلومبرغ”.  

وأعربت إدارة ترمب للمسؤولين الأوروبيين عن رغبتها بـ”تأمين وقف إطلاق النار في أوكرانيا بحلول عيد الفصح (20 أبريل 2025)”، بحسب مصادر مطلعة على المحادثات.  

ووصف بعض المسؤولين، وتيرة المحادثات التي تبدأ هذا الأسبوع بين المسؤولين الأميركيين والروس، بأنها “طموحة وربما تكون غير واقعية”.  

واعتبر مصدر لـ”بلومبرغ”، أن “الوصول إلى حل قبل نهاية هذا العام هو الاحتمال الأكبر”، مضيفاً أنهم “ما زالوا في وضع الانتظار والترقب”.  

خلافات أوروبية بشأن “القوة الأوروبية” 

وسبق أن توقع مسؤولون من فرنسا وبريطانيا أن يبحث الاجتماع الأوروبي، مدى استعداد القادة لإبلاغ الولايات المتحدة بموقفها من إرسال “قوات حفظ سلام” إلى أوكرانيا كجزء من الاتفاق المحتمل.  

وقال مصدر لـ”بلومبرغ”، إن “مثل هذا العرض من المرجح أن يكون جزءاً من مقترح بشأن الضمانات الأمنية الأوروبية، حتى لو كانت بعض البلدان مترددة”.  

واقترحت فرنسا مناقشة فكرة “تمركز مستقبلي لقوة ضامنة في أوكرانيا”، لكن “بعد التوصل إلى اتفاق سلام وليس قبله”، بحسب مسؤولين مطلعين على الاستعدادات للاجتماع. 

ووفقاً لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، اندلعت خلافات بين الدول الأوروبية بشأن مسألة إرسال قوات إلى أوكرانيا، إذ أعربت بولندا وإسبانيا عن عدم رغبتها بدعم هذه الخطوة، وذلك بعد ساعات من عرض بريطانيا إرسال قوات إلى هناك.  

وقالت ألمانيا، إنها “لن تخجل من المساهمة بقوات برية”، لكنها لا تتوقع التوصل إلى “اتفاقيات ملموسة” في اجتماع باريس.  

وكان رئيس الوزراء البريطاني ستارمر قال إنه مستعد لإرسال قوات بريطانية إلى أوكرانيا كجزء من أي قوة لحفظ السلام بعد الحرب، في محاولة لإظهار أن الدول الأوروبية يجب أن يكون لها دور في المحادثات بشأن إنهاء الصراع. 

اترك تعليق