الرئيس السيسي يتوجه الي العاصمة الإسبانية مدريد في زيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا. مصر وإسبانيا تعاون في مختلف المجالات وترفيع العلاقات 

0

كتب | حسن النجار  

تقرير جريدة الوطن اليوم : علاقات تاريخية ممتدة منذ عقود، زادتها الأزمات الجيوسياسية وما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط والمتوسط من تحديات، مع توافق الرؤى، في الكثير من القضايا، آخرها قضية فلسطين ورفض تهجير سكان قطاع غزة.  

واليوم يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة الإسبانية مدريد في زيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون والتنسيق بين البلدين. 

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس سيجري خلال زيارته الرسمية إلى مملكة أسبانيا لقاءات مع ملك إسبانيا، ورئيس الوزراء، وممثلي بعض من الشركات الإسبانية الكبرى، فضلاً عن مشاركته في فعالية اقتصادية مع مجتمع الأعمال والشركات الإسبانية.  

وتتضمن الزيارة، توقيع اتفاق ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون المختلفة.  

ـ لقاءات رفيعة المستوى بين البلدين 

وقد شهدت السنوات الأخيرة لقاءات رفيعة المستوى، جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة إسبانيا تم  خلالها التأكيد على قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، و حرص البلدين على مواصلة أطر التعاون القائمة وتوسيعها، خاصة ما يتعلق بتعزيز التبادل التجاري والتعاون التنموي والاستثماري.  

و شهدت الفترة الأخيرة، زيارات متبادلة بين الجانبين، إذ قام وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي بزيارة إلى مدريد فى سبتمبر الماضى ،  

شارك خلالها فى إجتماع مدريد لتنفيذ حل الدولتين مع أعضاء مجموعة الإتصال العربية الإسلامية بشأن غزة والدول الأوروبية التي التزمت بالاعتراف بفلسطين، كما التقى وزير الخارجية خلال الزيارة ونظيره الإسبانى.  

والتقى وزير النقل أيضًا كامل الوزير مع أوسكار بونتي، وزير النقل، حيث ناقشا التعاون بين البلدين وخاصة بين الشركات الإسبانية والهيئة القومية للسكك الحديدية المصرية.  

ـ حجم التعاون الاقتصادي بين مصر واسبانيا 

وتعد  إسبانيا ثان أكبر دولة مستقبلة للصادرات المصرية والتي تقدر بقيمة مليار و265 مليون يورو، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالى 3 مليارات يورو،  حيث بلغ إجمالي الصادرات الإسبانية إلى مصر فى عام 2023 حوالى 1.5 مليار يورو وبلغت صادرات مصر إلى إسبانيا 1.6 مليار يورو،  وفي الفترة من يناير إلى يوليو من عام 2024،  

وصلت صادرات إسبانيا الى مصر إلى نحو 836 مليون يورو إلى مصر ، وبلغت الصادرات المصرية 1.1 مليار يورو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 1.5٪ و10.7٪ على التوالي مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، في  مجالات الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وتحلية المياه والنقل والأسمنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات  

والزراعة وتربية الأسماك والجلود والأزياء وتجهيز الأغذية، وذلك بالإضافة إلى التواجد التقليدي للشركات الإسبانية في البلاد، حيث تم تأسيس بعضها منذ أكثر من 20 عامًا.  

وكان السفير الإسبانى بالقاهرة قد أشار في تصريحات سابقة له نهاية العام الماضي، إلى العدد المتزايد من مشاريع التنمية بين الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي وشركائها المصريين فى الحكومة والمجتمع المدنى،  

مؤكداً أن مصر تحظى بأولوية بالنسبة للتعاون الإسباني، بهدف تعزيز قدرات البلاد ومؤسساتها والمجتمع المدني، من أجل دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والعادلة.  

وأضاف أن إجمالي المساعدات الإنمائية الرسمية في الفترة 2015-2023 بلغ 76 مليون دولار أمريكي، موضحا أن القطاعات ذات الأولوية حالياً هي النوع الاجتماعي والاقتصاد الأخضر والهجرة والحماية والتنمية.  

وأشار إلى الحرص على تعزيز مواءمة عمل التعاون الإسباني مع الأولويات المصرية فيما يتعلق بالتشغيل والاقتصاد الأخضر، فضلاً عن الاستجابة للاحتياجات المتزايدة لحماية الفئات الضعيفة والاستجابة الإنسانية للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء.  

ـ القضية الفلسطينية نقطة توافق وتعاون مشترك بين مصر واسبانيا  

كما تصدرت القضية الفلسطينية، مباحثات قادة مصر وإسبانيا، وشهدت  المشاورات بين البلدين تبادلا للرؤى إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية الملحة ذات الاهتمام المشترك، 

 وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تثمن مصر الموقف المشرف للحكومة الإسبانية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بالإضافة إلى أخر المستجدات على صعيد الأزمة في السودان والأوضاع في البحر الأحمر وجهود مكافحة الفكر المتطرف.  

و تقدر إسبانيا مكانة مصر كقوة إقليمية رشيدة تعمل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط وخاصة الدور المصري المسئول منذ بداية الأزمة في قطاع غزة،  

وحرصها على دفع التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، فضلًا عن موقفها القيادي عالميًا بالتصدي لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع رغم العراقيل الشديدة في هذا الصدد.  

كما تثمن مصر الموقف الإسباني المتوازن من الأوضاع الإقليمية، خاصة موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية العادلة وإرساء السلام والأمن المستدامين بالمنطقة.  

ويرفض الجانبان، التصعيد العسكري في القطاع، وحذرا من أية عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية لما ستسببه من عواقب إنسانية وخيمة، كما أكدا رفض جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية 

 عبر تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتأكيد الجانبان ضرورة دعم وكالة الأونروا ليتسنى لها القيام بدورها الإنساني في هذا الإطار، مع تأكيد ضرورة اتخاذ خطوات واضحة وملموسة من قبل المجتمع الدولي، للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بما يفتح المجال لتفعيل حل الدولتين، باعتباره الأساس لاستعادة الأمن والاستقرار الإقليميين.  

كما كانت هناك المشاركة المصرية في الاجتماع الوزاري الذى استضافته العاصمة الإسبانية “اجتماع مدريد من أجل تنفيذ حل الدولتين” الذي عقد في 13 سبتمبر الماضي مع أعضاء مجموعة الاتصال العربية الإسلامية بشأن غزة وعدة حكومات أوروبية ملتزمة بتعزيز الاعتراف بفلسطين،  

وهو الاجتماع الذى اختتم باعتماد “إعلان مدريد”، الذي يجدد الالتزام الذي لا رجعة فيه من جانب المشاركين بتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الحرب في غزة، وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، واحترام القانون الدولي.  

ـ العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر وإسبانيا 

وفى العلاقات  التعليمية والثقافية، التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف،   بالسفير الإسباني بالقاهرة ألفارو إيرانزو جوتيريز، لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي والدعوي بين إسبانيا والأزهر،  

وأكد الطيب ترحيب الأزهر بالتعاون مع إسبانيا ودعم جهودها في تحقيق الحوار والتقارب بين الثقافات، ودعم مسلمي إسبانيا من خلال توفير عدد من المنح الدراسية في جامعة الأزهر ومعاهد الأزهر للتعليم ما قبل الجامعي،  

ليكونوا سفراء للإسلام والأزهر في أوروبا ويساهموا في نشر الوسطية والاعتدال هناك، كما أوضح أن الأزهر مستعد لاستضافة أئمة إسبانيا في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والدعاة.  

كما تولى أهمية كبيرة لتعزيز اللغة الإسبانية، التي يتحدث بها 600 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.. وفي مصر، توجد 22 جامعة ومؤسسة للتعليم العالي بها أقسام نشطة للغة الإسبانية داخل كليات الفنون أو اللغات والترجمة،  

كما يقدم المعهد الثقافي الإسباني “ثيربانتس” دورات اللغة الإسبانية في مراكزه بالقاهرة والإسكندرية ويستضيف أيضًا أنشطة تتعلق باللغات والثقافات الأوروبية والإيبيرو أمريكي ، مثل يوم اللغات الأوروبية في القاهرة أو أسبوع الفيلم الإيبيرو- أمريكى.  

ـ التعاون الثقافي والمجال الأثرى 

كما برزت المشاركة الإسبانية السنوية في العديد من الفعاليات الثقافية في مصر، ومن بينها مهرجان الإسكندرية الدولي للمسرح،  

ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وحي القاهرة الدولي للفنون، ومهرجان “شى أرتز” SHE ARTS، ومهرجان “الأبد هو الآن” FOREVER IS NOW. 

وفيما يتعلق بالتعاون فى المجال الأثري، فهناك حاليًا 15 فريقًا علميًا إسبانيًا يتعاونون مع نظرائهم المحليين في مواقع التنقيب في جميع أنحاء مصر؛ وكثمرة لهذه البعثات،  

من المقرر أن يتم زيارة معرضين إسبانيين في مصر حاليًا: “كنز الوزير أمنحتب هوي” في متحف سوهاج أو “رحلات التفتيش على المواقع الأثرية في صعيد مصر وأرشيف إدواردو تودا” في متحف الأقصر. 

اترك تعليق