بقلم حسن النجار.. تصريحات ترامب مقصودة وليس ” زلة لسان ” وكأن غزة أرض بلا شعب
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية
بقلم | حسن النجار
منذ أيام، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصريحًا صادمًا كعادته، معلنًا أنه “ملتزم بشراء غزة وامتلاكها”! وكأن غزة أرض بلا شعب، وكأن الفلسطينيين مجرد أرقام يمكن إعادة توزيعهم بقرار من تاجر عقارات قرر أن يضيفها إلى قائمة ممتلكاته.
هذا التصريح ليس مجرد زلة لسان، بل هو تعبير فجّ عن نظرة استعمارية جديدة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، لا عبر الحرب فقط، ولكن عبر مشاريع تهجير قسري يُعاد تغليفها بشعارات ووعود زائفة.
ما يتحدث عنه ترامب هو امتداد لمخططات قائمة بالفعل، حيث يتم تدمير غزة بشكل ممنهج، لتصبح بيئة طاردة لأهلها، في محاولة لدفعهم للهجرة القسرية أو القبول بأي حلول مفروضة عليهم.
لكن وسط هذا العبث السياسي، يبقى الموقف المصري ثابتًا وواضحًا، كما كان دائمًا. مصر، التي لطالما حملت القضية الفلسطينية على عاتقها، لم ولن تسمح بأي محاولة لتصفية القضية أو المساس بحقوق الشعب الفلسطيني.
تصريحات القيادة المصرية كانت حاسمة في رفض أي سيناريو يُطرح على حساب الفلسطينيين أو المنطقة. مصر ليست مجرد وسيط، بل هي العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، وعمودها الفقري في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
الشعب المصري بدوره لم يكن يومًا متفرجًا، بل دائمًا حاضرًا بقوة في دعم القضية الفلسطينية، مؤمنًا بعدالتها، رافضًا أي محاولات لتجاوز حقوق الفلسطينيين المشروعة. من تظاهرات التأييد إلى الحملات الشعبية، ومن المبادرات الإنسانية إلى الدعم السياسي، مصر دولة وشعبًا كانت وستظل الحاضنة الأهم للقضية الفلسطينية، والمُدافع الأول عنها في المحافل الدولية.
تصريحات ترامب قد تروق للبعض في إسرائيل، ولكنها لا تساوي شيئًا أمام ثوابت الدولة المصرية، ولا أمام إرادة الفلسطينيين الذين يعرفون أن أرضهم ليست للبيع، ولا مستقبلهم خاضع لمزادات السياسة.
غزة لن تغادر مكانها، ولن تكون جزءًا من أي صفقة مشبوهة، وأي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة أو المال، ستسقط كما سقطت كل المخططات السابقة.
ستظل مصر، كما كانت دائمًا، السند الحقيقي لفلسطين، صوتها القوي في العالم، وحائط الصد الأول ضد أي محاولات لتصفية القضية أو طمس الهوية الفلسطينية.
حفظ الله مصر – حفظ الله الوطن – حفظ الله الجيش والشرطة المدنية