عالم مصري «فوسفات الحديد» فرصة مصر الذهبية للريادة فى صناعة بطاريات السيارات الكهربائية
كتبت | هدي سالم
تقرير جريدة الوطن اليوم في ظل الاهتمام العالمي عن حلول مستدامة لإنتاج وحفظ الطاقة، سجل العالم المصري الدكتور ماهر القاضي الباحث في الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة إنجازا علميا بتطوير بطاريات أكثر قوة وأماناً، مما أدى لاختياره ضمن أكثر 10 قادة مؤثرين في مجال التنقل الكهربائى لعام 2025 ــ وذلك وفقا لمجلة CIOLOOK ــ بالابتكارات المؤثرة في مسارات الاقتصاد الدولي.
«الأهرام» تحدثت إلى القاضي عبر الانترنت وتعرفت منه على تفاصيل إنجازاته في مجال البطاريات واستدامة الطاقة الكهربائية لأطول وقت ممكن، والفرص المتاحة أمام مصر على وجه التحديد لتكون من أهم عناصر التحول التكنولوجي لحفظ الطاقة.
ويوضح العالم المصري أن صناعة البطاريات اعتمدت بشكل كبير ولفترة طويلة على ثلاثة عناصر هي النيكل والمنجنيز والكوبالت، ومع التطور التكنولوجي دخل مركب فوسفات الحديد في هذه الصناعة ليمنح البطارية عمرا افتراضيا أطول ويقلل من الاعتماد على الكوبالت وبالتبعية تكاليف الإنتاج.
وقال إن ثروة مصر من الفوسفات تجعلها مؤهلة لتكون وجهة للاستثمار الصيني على وجه الخصوص في هذا المجال، حيث تعتبر الصين المسيطر الأكبر على مجال صناعة البطاريات في العالم. وأشار إلى أن الدول العشر الأكثر إنتاجا للفوسفات هي دول عربية،
حيث تحتل المغرب المركز الأول فيه بسبب إنتاجها الفوسفات وشراكتها القوية مع فرنسا في هذا المجال، أما مصر فتحتل المركز الثالث، وعلينا استغلال الفرصة، من خلال إنتاج كميات كبيرة من الفوسفات تكون ذات جودة عالية. وحتى نكون لاعبين فاعلين في هذا المجال فيجب أن نوجه استثماراتنا لإنتاج السيارات الكهربية أو البطاريات التي تعمل بها،
خاصة أن فرص مصر ستكون واعدة إذا أولت تصنيع بطاريات سيارات كهربائية اهتماما كبيرا، إما من خلال شركة وطنية أو مستثمر أجنبي لأكثر من سبب، أهمها أنها بذلك ستكون قادرة على إتمام مراحل تصنيع السيارة الكهربائية بالكامل مع الوضع في الاعتبار أن لدينا سوقا محلية ودولية مقبلة بقوة على التحول للسيارات الكهربائية.
ويشير العالم المصري إلى أن مستقبل الطاقة اليوم متجه بقوة نحو البطاريات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وإنه في كاليفورنيا تم قطع أشواط كبيرة في مجال إنتاج بطاريات أكثر كفاءة في تخزين الكهرباء الناتجة عن مصادر متجددة للطاقة.
وأشار إلى أن شبكة الكهرباء بكاليفورنيا تقوم بتخزين ما يعادل من 10 ساعات طاقة كهربية من الخلايا الشمسية صباحا وتستهلكها ليلا.
وفي ذات السياق، من المتوقع أن تحتل صناعة البطاريات مكانة كبيرة جدا في المستقبل القريب.
ومع الأخذ في الاعتبار أن البطاريات أنواع ويختلف تصنيعها حسب استخدام كل منها وإن كان المبدأ واحدا، أي أن بطارية التليفون تختلف عن بطارية السيارة وهكذا.
لكن الميزة التنافسية التي تقدمها السيارة الكهربية يفترض أن تكون هي السعر بالدرجة الأولى. وأشار إلى أن سعر السيارة الكهربية الشعبية يقدر بنحو مليون جنيه.
ومع التطور السريع في صناعة البطاريات والاتجاه لقدرات أعلى في التخزين والسلامة والتكاليف حدث انخفاض في أسعار السيارات الكهربائية ووصلت إلى قرابة نصف مليون جنيه وهذا أمر ستكون له مدلولاته على السلامة والأمان وسلامة البيئة.
وعن رحلته العلمية، يتحدث العالم المصري ماهر القاضي بالكثير من الامتنان عن مدرس العلوم الذي تعلم على يديه في المرحلة الإعدادية، وينصح كل طالب في كلية العلوم الا يكتفي فقط بالمذكرات،
وأن يبحث عن التفاصيل في المراجع العلمية، وأن يبحث دائما عن إجابة على كل سؤال يدور في ذهنه، وأن يكون دائم البحث عن المنح الدراسية بالجامعات العالمية.