بقلم حسن النجار: معاك ياريس ودماءناً فداءاً لتراب الوطن ونُضحى من أجله
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية
بقلم | حسن النجار
لا تراجع ولا استسلام، ثابتون على مواقفنا، أقوياء، صامدون على أتراءنا، لن نهتز ، لا خوف يعترينا ، لا تردد فى تصدينا لمن يريدون تصفية القضية الفلسطينية ، لن نوافق على تهجير الفلسطينين من أراضيهم ،
عزيمتنا لا تلين ، وصلابتنا أشد وأقوى من صلابة الجبال ، تاريخنا يقول : نحن شعب الأبطال المُضحون من أجل أن يبقي الوطن آمناً ، نحن شعب الأبطال دماءناً فداءاً لحبات تراب الوطن ونُضحى من أجله ، وقت الجد نكون كُلنا جنود تحت أمره الوطن العزيز الآبي
عيشنا أسبوعاً عصيباً ، مر علينا _ هذا الإسبوع _ ونحن نُتابع الأحداث السياسية الجارية عن كثب _ وبإهتمام بالغ _ فزادت ثقتنا فى أنفسنا وفى جيشنا وفى رئيسنا بعد أن شاهدنا المُخطط يخرج من السر إلى العلن وعلى الملأ وعلى المكشوف وبكل صراحة يقولون لنا : سيتم تهجير الفلسطينين من أراضيهم .. الحديث الفج عن “تهجير الفلسطينيين من أراضيهم” لم يُسبب لنا صدمة ..
أبداً .. فنحن لدينا من الفطنة والذكاء ما يجعلنا نُدرك ما يُحاك ضدنا وما يُخططونه منذ زمن بعيد لنا ، فمنذ ( أحداث يناير ٢٠١١ ) ونحن نعلم بأن إحداث الفوضى فى “مصر” وتركيعها وضربها فى مَقتل _ ضربة لا تقوم منها أبداً _ هو الهدف الأسمى لهم ، كُنا نعلم بأن أعيُن الأعداء على سيناء ،
حينما إستقدموا عناصر إرهابية من بلاد مختلفة وشكلوا معسكرات تدريب فى سيناء أدركنا بأن يناير لم يكن ( ربيعاً ) ولن يكُن بل ( إرهاب ) مع سبق الإصرار والترصد ، تم إحباط المخطط وطرد الجماعة الإرهابية من الحُكم بنجاح ، تم تطهير سيناء من الإرهابيين وقُطعت أيادي من يساعدونهم ومن يمولونهم ،
وتم تعمير وتنميتها ، تم تشييد بها مصانع ومدارس وجامعات وطرق وموانيء ومحطات مياه شرب وصرف صحى ومساكن للشباب ومحدودى الدخل
.. بعد أحداث ( ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ) كُنا نُدرك أننا دخلنا فى ليڤل أخر وصفحة جديدة وخطة جديدة لإتمام تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء ، يدفعونهم للخروج من غزة بعد أن دمروا جميع سبل الحياة بها ، ولم يعُد بها مكان آمن وأصبحت عبارة عن رُكام وأطلال ومنازل مهدومة ،
فى بداية الأزمة أدركت “مصر” بأن اللعبة مفقوسة والمُخطط مكشوف فتم التعامل معه بطريقة مباشرة ، وقتها خرج الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحدث فى مؤتمر صحفي عالمى بحضور المستشار الألمانى “سولتش” أمام جميع وكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية وكشف ما يتم التخطيط له وقال : نرفض تهجير الفلسطينيين ونرفض تصفية القضية الفلسطينية ..
إنقلب العالم عن بَكرَة أبيه ، وهمس الجميع وقالوا : إن ما يُقال فى السر فى الغُرف المُغلقة قاله الرئيس السيسي فى العلن وأمام وسائل الإعلام ، البعض قال : إنه تصرف سليم وتعامُل جيد مع مايدور حولنا من مخططات ، البعض _ الآخر _ تساءل : لهذه الدرجة وصلت الضغوط على “مصر” ؟ ،
لكنى أقول : أن “الرئيس السيسي” أراد إرسال رسالة لطمأنة الرأي العام فى “مصر” بأن ثوابت الدولة المصرية لا يمكن التنازل عنها وهى ( إقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها “القدس الشرقية” وأن “مصر” تؤيد حل الدولتين ) ، ورسالة للخارج مفاداها ( لن يتحقق السلام والإستقرار والأمن فى الشرق الأوسط إلا بإعطاء الشعب الفلسطينى حقه )
.. ومن يومها ، ومرت الأيام والشهور ، و “مصر” مازالت عند موقفها الثابت والراسخ الذى لا تحيد عنه أبداً ، “مصر” لا تقبل بضياع القضية ولا تقبل المساومة ولا تقبل التنازلات مهما حدث من ضغوط ومهما حدث من إنفلات وعبث وتعنت إسرائيلي ومهما إرتكبت “إسرائيل” مجازر فى كل مدن قطاع غزة ،
“مصر” تتواصل مع كافة الأطراف الفاعلة عربياً ودولياً من دول كبرى وقادة المنظمات الدولية ودول مؤثرة فى الإتحاد الأوروبي لنقل وجهات نظر “مصر” لهم بضرورة إعطاء الشعب حقه ..
إلى أن وصلنا إلى ما تم إعلانه _ مؤخراً _ عن البدء فى تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة .. هُنا عادت “مصر” لتكرار موقفها الرافض بشدة ، زادت اللهجة المصرية وأصدرت الخارجية المصرية بياناً تُحذر فيه من تنفيذ مخطط التهجير ،
لدرجة أن البيان يقول ( ٤ ) مرات ( وتحذر مصر بِشِدَة ) ، أرى حالة تأهُب قصوى وقد ظهرت على السطح ، تأهب شعبي غير مسبوق ، المواطنين إصطفوا خلف “الرئيس السيسي” ،
واثقون فى خطواته وقراراته ، واثقون أنه يبذل كل الجهد للحفاظ على الوطن وهو يعلم أن وراءه شعب دؤوب مِقدَام قادر على قهر المستحيل والتصدى للصعاب ومواجهة التحديات