بقلم حسن النجار: الذكري الـ ٤٣ لتحرير أرض الفيروز وعودة الارض  

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية

0 45٬140

بقلم | حسن النجار  

نعم تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية رقم ٤٣ لتحرير أرض الفيروز من دنس الاحتلال الإسرائيلى، فسيناء بوابة مصر الشرقية وكل من جاء غازيا لمصر على مر التاريخ جاء من سيناء،

 وفى نكسة 5 يونيو عام ١٩٦٧ تم احتلال سيناء المصرية والجولان السورية والضفة الأردنية ولم تعد غير سيناء المصرية وتم احتلال مزيد من الأراضى السورية.

فسيناء أرض مباركة تجلى على أرضها الله سبحانه وتعالى فى الوادى المقدس طوى وقد باركها العديد من الأنبياء منهم سيدنا يوسف وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وستنا مريم العذراء وزارها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فى رحله الإسراء والمعراج.

تمثل سيناء إلى مصر والمصريين العقيدة القتالية المصرية التى لا مثيل لها على وجه الأرض مضمونها “الشهادة مرفوعى الرأس أو النصر” فنحن المصريين خير أجناد الأرض وفى رباط إلى يوم الدين تفسير حديث نبوى شريف، فعقيدتنا القتالية أعتبرها كباحث سرا من أسرار الله سبحانه وتعالى، مثلها مثل سر التحنيط، وسر بناء الأهرامات،

موجودة فى جينات المصريين هبة من الله سبحانه وتعالى لنا، وعند الحديث عن سيناء لا بد أن نشعر بالفخر والسعادة ونتذكر ونذكر أبناءنا وأحفادنا ببطولات الجيش المصرى العظيم وكيف حقق المستحيل واستطاع أن ينتصر على الجيش الإسرائيلى رغم الفجوة التسليحية والتقنية التكنولوجية لصالح إسرائيل،

فجميع الدراسات البحثية والعسكرية أجزمت باستحالة عبور قناة السويس وعدم القدرة على اقتحام خط بارليف،

ولكن الأرض بالنسبة للمصريين العرض والشرف دونها الشهادة فتم التخطيط والأعداد الجيد وتحمل الشهيد البطل محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب والسلام ما لم يتحمله بشر من أجل الإعداد الجيد للحرب،

وفى يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ أعلن الجيش المصرى والشعب المصرى تحت قيادة الرئيس السادات قهر الجيش الإسرائيلى وتحطيمه زراعه الطولى سلاح الطيران بواسطة حائط الصواريخ المصرى،

وتم استرداد سيناء بالحرب وبالمفاوضات فى عهد الرئيس الراحل السادات وفى عهد الرئيس الراحل مبارك تم استرداد طابا بالتحكيم، وتعتبر حرب أكتوبر فى العلاقات الدولية بداية نهاية استخدام القوه الصلبة والخطط الحربية والتحصينات الهندسية والبعد عن الحروب التقليدية التى تستهدف الجيوش النظامية، وبدأ البحث عن أنماط جديدة للحروب تستهدف المواطن ,

فتفقده ولاءه وحبه لوطنه فتسقط الأوطان فى حروب أهلية ويتم احتلالها وفرض مناطق أمنية فيها، وقد أثبت نصر أكتوبر العظيم أن جميع النظريات العلمية تقف عاجزة تحت أقدام الجندى المصرى، فتحية واجبة إلى الزعيم الراحل محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام الذى أثبت للعالم أن مصر أرضها لا تنضب وأنها قادرة فى عز أزماتها أن تنتصر وأن تغير موازين القوى فى العالم وتكتب تاريخا جديدا،

ولا زال كلام الزعيم الراحل كأنى أسمعه الآن أن “حرب أكتوبر آخر الحروب” وبعد دراسة وتعمق وجدتها تدل على الاستشراف السياسى، فحرب أكتوبر نعم آخر الحروب التقليدية

باستخدام القوى الصلابة وأن القوى الكبرى فى العالم استبدلتها بقوى الإرغام والتطويع عن طريق الإرهاب والأزمات وما يطلق عليه مجازا حروب الأجيال، وأطلق عليها كباحث حروب القيم والروابط المجتمعية.

وتم استهداف منطقتنا العربية بثورات الربيع التى فتت الدول العربية فى كل من ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين المحتلة ولبنان وظهرت الفصائل المسلحة التى دمرت الجيوش الوطنية وكادت أن تنجح تلك المؤامرات.

 فى مصر لكن لطف الله سبحانه وتعالى ويقظة الشعب المصرى وقوة وقدرة الجيش المصرى وقيادته الوطنية حالت دون ذلك وقامت ثورة ٣٠ يونيو.

ومع إدراك الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد ثورة 30 يونيو للمتغيرات والتحديات والإشكاليات على الساحة المحلية الإقليمية والدولية وثقة فى الله تعالى ومع العمل والتقوى أطلق مقولته الشهيرة “إن الجيش اللى عملها مرة قادر يعملها كل مرة أنتصر فى حرب أكتوبر وقادر أن ينتصر فى أى حرب قادمة”

 لم تكن تلك كلمة عابرة ولكنها تدل على قراءة وتحليل للمشهد السياسى والدولى فمهما تغيرت تكتيكات الحروب من القوى الصلبة إلى قوى التطويع والإرغام باستخدام القوى الناعمة والإرهاب، فمصر تمتلك خير أجناد الأرض التى تتحطم تحت أقدامهم أعتى القوى والغزاة.

وتعيش مصر تجربة تحقيق الأمن بالتنمية فالقيادة السياسية تمتلك الاستشراف السياسى والقدرة على اتخاذ القرار فتجعل إنجازاتها ومشاريعها العملاقة على الأرض تتحدث عنها دون ضجيج وعندما تتكلم يصغى لها الجميع إدراكا واحتراما وتعيش مصر نهضة تنموية

فى جميع المجالات وما شهدته سيناء من تنمية ضمن الخطة الشاملة لتنمية مصر 2030 فتم عمل أنفاق وإدخال مياه النيل وعمل سكة حديد وإنشاء تجمعات بدوية ومدن جديدة واستصلاح أراضى ومشاريع سمكية كل تلك المشروعات وغيرها تتم فى ظل ظروف دولية وإقليمية متغيرة ورغم محاولات الجانب الإسرائيلى للتهجير القسرى للشعب الفلسطينى الصامد الذى نقدم له التحية العسكرية وندعو جميع الفصائل الفلسطينية للوحدة وجعل فلسطين أولا،

ورغم محاولات القوى المعادية لمصر من استخدام الإرهاب الممول دوليا فى تسوية قضايا سياسية استطاعت مصر أن تقضى على الإرهاب فى سيناء ويعتبر هبوط طائرة الرئيس الفرنسى ماكرون فى مطار العريش شهادة دولية لخلو سيناء من الإرهاب، فقد أثبت المصريون للعالم أنه كلما بغت قوة دولية

وجاءت إلى سيناء تكون نهايتها تحت أقدام جنود الحق جنود الجيش المصرى أبناء الشعب المصرى ذلك هو التاريخ، أين أباطرة الهكسوس والتتار وغيرهم كانت كل القوى على وجهة الأرض انهزمت أمام الباطل ونصر الله الحق بمصر وجيشها وشعبها، فسيناء قصة عشق لا تنتهى لدى المصريين دونها الشهادة، تلك عقيدتنا ولم ولن تتغير فهى جزء عزيز من أرض مصر.. حفظ الله مصر قيادة وشعبا.

اترك تعليق