الدقهلية تودّع “سلطان القراء”.. سرادق عزاء ضخم بمسقط رأس الشيخ السيد سعيد
الدقهلية – كتب | ايمن الجوهرة
في مشهد مهيب يليق بمكانته وتاريخه، قدّم اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، ونائبه الدكتور أحمد العدل، وعدد من نواب مجلس الشعب، واجب العزاء في فضيلة الشيخ السيد سعيد، الملقب بـ”سلطان القراء”، والذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض داخل مستشفى معهد ناصر.
وأُقيم سرادق العزاء الضخم بمسقط رأس الشيخ الراحل في قرية ميت مرجا سلسيل بمدينة الجمالية، على مساحة تتجاوز فدانين، وسط حضور جماهيري كبير من مختلف محافظات الجمهورية،
يتقدمهم كبار قرّاء إذاعة القرآن الكريم، وعلى رأسهم الشيخ طه النعماني، والشيخ محمد حامد السلكاوي، والسيد عبدالكريم الغيطاني، وإبراهيم المسلمي، وآخرون.
وحرص المحافظ على الحديث مع أسرة الفقيد، خاصة نجله أسامة السيد سعيد، والاستماع إلى تلاوات قرآنية قدمها المشايخ المشاركون في العزاء، وسط أجواء من الحزن والبكاء والابتهالات المتواصلة.
وكان الآلاف قد شيّعوا جثمان الشيخ سيد سعيد بالأمس إلى مثواه الأخير بمقابر القرية، في جنازة مهيبة انطلقت من المسجد الكبير عقب صلاة الظهر، حيث تم تشغيل مكبرات الصوت بآيات من القرآن الكريم بصوت الفقيد، ما زاد المشهد خشوعاً وتأثراً.
من جانبه، نعى الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، ووزير الأوقاف، الشيخ الراحل، واصفاً وفاته بالخسارة الكبيرة للقرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي،
فيما أكد محافظ الدقهلية في بيان رسمي أن الدولة كانت تتابع حالته الصحية عن كثب، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي حرص على توفير الرعاية الصحية الكاملة له.
وكان الشيخ السيد سعيد قد توقف عن القراءة منذ سنوات بسبب إصابته بالفشل الكلوي، حيث كان يتلقى جلسات غسيل كلوي منتظمة، واهتمت وزارة الصحة بنقله بسيارات إسعاف مجهزة إلى مستشفى ناصر لمتابعته بشكل دائم.
يُذكر أن الشيخ الراحل كان قد كشف في حوار سابق أن سبب شهرته العالمية تعود إلى تسجيله لسورة يوسف بطريقته الخاصة، والتي لاقت إعجاباً واسعاً، وحققت شهرة كبيرة داخل مصر وخارجها.
برحيل “سلطان القراء”، طوت مصر صفحة مضيئة من صفحات قرّاء القرآن الذين تركوا أثراً في القلوب والعقول، وبقي صوته العذب يصدح في بيوت المحبين عبر أثير الإذاعة وشرائط التسجيل التي صنعت مجده وخلدته في الذاكرة.



