بقلم: حسن النجار:لماذا تصمت أوروبا وأمريكا على جرائم إسرائيل؟” 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية

0 70٬090

بقلم: حسن النجار   

لا تزال التصريحات الأوروبية والبيانات الأمريكية التي تخرج عقب كل مجزرة ترتكبها إسرائيل في غزة تثير تساؤلات الشارع العربي والعالمي: هل هي مجرد ذر للرماد في العيون؟ أم أن هناك نية حقيقية للتصدي لما يحدث من انتهاكات صارخة للقوانين الدولية والإنسانية؟

الواقع يقول شيئًا، والتصريحات تقول شيئًا آخر. إذ يصعب تصديق أن دولًا بحجم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لا تروقها الجرائم المرتكبة، ومع ذلك تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يرتكبه جيش الاحتلال من مجازر، بينما تقدم في المقابل كل أشكال الدعم السياسي والعسكري.

نحن لا نتحدث عن كيانات خفية أو مجموعات غير معروفة، بل عن دول تتغنى ليل نهار بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن يبدو أن تلك “الحقوق” تسقط حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين.

الآلة العسكرية الإسرائيلية لا تميز بين طفل وشيخ، ولا بين مدني ومقاتل. يكفي أن نتأمل فقط في مشهد قتل تسعة أطفال دفعة واحدة – أصغرهم لا يتجاوز عمره سنة واحدة – لندرك حجم المأساة. هل حقًا يحتاج هذا “العدو” المفترض إلى قنبلة نووية لردعه، كما يبرر بعض الساسة في الغرب؟!

أما عن الحصار، فالسؤال يظل معلقًا: كيف يمكن إتمام حصار خانق على غزة وسط كل هذا الغضب العالمي المفترض؟ ألم يحن الوقت لوقف نفاق البيانات وتبديلها بإجراءات عملية تضع حدًا لهذا الانفلات الإجرامي؟

ثم نأتي إلى أميركا.. بلاد “الديمقراطية” كما يحلو لها أن تسوّق نفسها. ولكن أي ديمقراطية تلك التي تبرر القتل الجماعي وتسكت عن أكبر جرائم الإبادة في العصر الحديث؟ إنها ليست ديمقراطية، بل سياسة انتقائية لا تُعير للعدالة وزنًا إلا إذا وافقت مصالحها.

قد لا تغير المقالات من الواقع شيئًا، وقد لا تهز بيانات الشجب ضميرًا عالميًا غارقًا في الصمت، لكنها تبقى صرخة ضمير.. لعلها تذكّر العالم أن في غزة أُناسًا يُبادون.. ودماءً تُسفك.. وأطفالًا يُقتلون دون حساب.

وعلى الله قصد السبيل.

اترك تعليق