بقلم: حسن النجار “المرأة التي لا تُشترى.. حين تكون العزة أغلى من الحب!”
المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية
بقلم: حسن النجار
في زمن التغيرات السريعة وتبدل المشاعر، تظل بعض النساء حالة خاصة لا تنتمي لقواعد العاطفة المعتادة، بل تشكّل كيانًا متفردًا لا يُدجّن بالهدايا، ولا يُروض بالمجاملات. إنها المرأة الصعبة، التي تبدو كأنها لغز من التناقضات، لكنها في الحقيقة أصدق من كثيرين.
هي تلك التي إذا اشتاقت قست، لا ضعفًا، بل لأن الكرامة عندها أغلى من لحظة حنين. وإذا غارت، اختلط جنونها بغيرتها، لأنها لا تطيق المشاركة، ولا تقبل أنصاف العلاقات.
وإذا خافت، انسحبت بهدوء، لأن السلام النفسي عندها أولى من الفوضى العاطفية. وحين تشعر أن كرامتها في خطر، تمضي بلا عودة، مهما كان الحب عميقًا.
هذه المرأة، لا يغريها المال، ولا تبهرها الهدايا. لا تسكنها النزعة المادية، بل تؤمن أن ما يُمنح من عاطفة،
يجب أن يُبنى على احترام وقيم. هي عنيدة في الحق، عنفوانها نابع من اقتناع، وضحكتها صادقة لأنها لا تجيد التمثيل، وحزنها مؤلم لأنه نابع من قلب نقي. يخدعك مظهرها الطفولي، فتظنها سهلة الكسر، ولكنك تفاجأ بأنها تملك عقل رجل حكيم.
مواقفها متزنة، وردودها ناضجة، وقراراتها حاسمة. تؤمن أن عزة نفسها لا تقدر بثمن، وتقف عند هذه النقطة فترحل حيث يتوقف الآخرون.
ولتعلم يا عزيزي الرجل… أن أصعب النساء ليست تلك كثيرة المطالب، بل تلك التي منحتك وقتها، وصبرها، وفرصًا كثيرة لتتغير، ولم تفعل. بقيت تراها هادئة، كالشمس على صفحة بحر، لكنك لم تلحظ كيف كانت تذوب كالماء، تنحت في جدار قلبك من دون أن تشتكي.
وإن قررت الرحيل، فهي لن تلتفت. لأنها المرأة التي لا تعود بعد الكسر، ولا تبيع قناعاتها، ولا تتنازل عن ذاتها. هي ببساطة، امرأة لا تُشترى.