بقلم: حسن النجار .. محمد صلاح.. الملك الذي هزم الزمن وتحدى التوقعات نحو الكرة الذهبية” 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم

0 65٬106

بقلم: حسن النجار   

حينما نتحدث عن محمد صلاح، لا يمكن للكلمات أن توفيه حقه، فقد باتت قصته ملهمة تفوق حدود اللغة والمألوف. شاب مصري بسيط، خرج من رحم الريف، من قرية نجريج التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية،

حمل حلمًا أكبر من جدران قريته، وسار خلف الساحرة المستديرة حتى غزا أوروبا، ليصبح أحد أساطير كرة القدم العالمية.

محمد صلاح.. الملك الذي هزم الزمن وتحدى التوقعات نحو الكرة الذهبية"
محمد صلاح.. الملك الذي هزم الزمن وتحدى التوقعات نحو الكرة الذهبية”

قصة محمد صلاح ليست فقط عن لاعب كرة قدم بارع، بل عن إرادة لا تلين، وكفاح لا يهدأ، ونجاح صنع من العدم. قصة تستحق أن تُدرس، وتُحكى، وتُروى للأجيال القادمة لتعرف أن من يملك العزيمة يمكنه الوصول للعالمية مهما كانت البداية بسيطة.

في الموسم الكروي الحالي 2024-2025، والذي يوشك على الانتهاء، عاد “الملك المصري” ليكتب سطورًا جديدة من أسطورته مع ناديه ليفربول، متحديًا الزمن، وكاسرًا كل التوقعات التي راهنت على تراجعه بسبب عامل السن أو رحيله المحتمل نحو الدوري السعودي.

صلاح لم يكتفِ بالحفاظ على مستواه، بل تفوق على نفسه، وسجل أهدافًا حاسمة، وصنع أخرى، حتى تصدر ترتيب الهدافين في الدوري الإنجليزي الممتاز، مقتربًا من تحقيق الحذاء الذهبي، وسط إشادة جماهيرية وإعلامية غير مسبوقة.

جماهير ليفربول لا تزال تهتف باسمه في مدرجات “أنفيلد”، والأغنية الشهيرة “مو صلاح” أصبحت نشيدًا رسميًا لمحبّي الفريق الأحمر، وصلاح أصبح رمزًا، وأسطورة، وواحدًا من أعظم من ارتدى قميص ليفربول على مر تاريخه، بل وأحد أبرز نجوم البريميرليج على مدار العقود الثلاثة الأخيرة.

ورغم خروج ليفربول من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إلا أن أرقام صلاح الفردية وتوهجه الكروي، جعله على رأس قائمة المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025،

 بحسب ترشيحات كبريات الصحف الأوروبية، ليتنافس بقوة مع نجوم بحجم كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، إيرلينج هالاند، لامين يامال، وهاري كين.

اليوم، نعيد طرح السؤال الذي لا يزال يتردد منذ سنوات: متى يتوج محمد صلاح بالكرة الذهبية؟

ربما لم يكن التوقيت أنسب من الآن، فالنجم المصري قدّم موسمًا استثنائيًا، أبدع وتألق وتفوّق على نفسه وعلى الجميع، وأصبح اسمًا لا يُذكر في كرة القدم العالمية إلا بكل تقدير واحترام.

وإن كانت الكرة الذهبية هي “الحتة الناقصة” في مسيرة صلاح، فإن ما نتمناه اليوم كعرب ومصريين أن تكتمل هذه المسيرة العظيمة بهذا اللقب المستحق، وأن تتعزز فرحتنا بقيادة محمد صلاح لمنتخب مصر نحو التتويج بكأس أمم إفريقيا المقبلة، ومن ثم التأهل إلى كأس العالم 2026.

محمد صلاح ليس فقط نجمًا عالميًا، بل حالة إنسانية وكروية فريدة، تثبت أن الأحلام لا تموت، وأن الأمل دائمًا موجود.

اترك تعليق