تقارب ترامب والشرع يربك حسابات إسرائيل العسكرية ويوقف الغارات على سوريا
الشؤون السياسية الدولية – كتبت | عزة كمال
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تقرير لها الأحد، عن تحول استراتيجي لافت في السياسة الأميركية تجاه سوريا، تمثّل في التقارب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، مما أدى إلى إرباك الحسابات العسكرية الإسرائيلية وتراجع ملحوظ في وتيرة غاراتها الجوية على الأراضي السورية.
ووصفت الصحيفة هذا التقارب بأنه “غصن زيتون” قدمه ترامب للقيادة السورية الجديدة، في خطوة تُعد تحولاً جذريًا في السياسة الخارجية الأميركية بالشرق الأوسط، بعد سنوات من المواجهة والتوتر.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذا التحول شكّل انتكاسة للحكومة الإسرائيلية، التي كانت تراهن على استغلال حالة الفراغ السياسي وعدم الاستقرار في سوريا لإضعافها ومنع أي جبهة معادية جديدة بالقرب من حدودها.
من جانبها، أبدت دوائر صنع القرار في إسرائيل قلقها من تداعيات هذه السياسة الجديدة، حيث اعتبر عدد من المسؤولين المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن حكومة الشرع لا تزال “غامضة التوجه”، ولا يُستبعد تحولها لاحقًا إلى نظام إسلامي متشدد قد يشكّل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.
وفي السياق ذاته، حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تامير هايمان، من أن استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية داخل سوريا قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويعزز من حضور التيارات المتطرفة التي تسعى تل أبيب لتقويضها. ودعا هايمان إلى “إعادة تقييم المهام والضربات العسكرية الإسرائيلية في العمق السوري، في ظل المستجدات السياسية والدبلوماسية المتسارعة”.
التحركات الأخيرة تشير إلى تغيرات جوهرية في موازين القوى الإقليمية، في ظل إعادة ترسيم التحالفات وتغير أولويات القوى الكبرى، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاعلات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط.