كتبت | مني السباعي
تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، حيث أنذر الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة باستخدام قوة غير مسبوقة، محذراً من الانتقال جنوباً عبر شارع صلاح الدين، ومشيراً إلى أن الانتقال جنوباً عبر طريق الرشيد هو المسار المتاح حالياً.
وقبل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين في غزة، مبيناً أن هذا الممر سيبقى مفتوحاً حتى الساعة 12 من ظهر اليوم الجمعة.
وبالتزامن، أفاد مراسل “موقع وجريدة الوطن اليوم الاخباري ” بتقدم الدبابات الإسرائيلية من عدة محاور في حي الشيخ رضوان ومنطقة أبراج المخابرات شمال غربي غزة، بينما شهدت المدينة غارات عنيفة استهدفت مربعات سكنية كاملة.
وأوضحت السلطات الصحية في غزة أن المدينة تواجه أوضاعاً كارثية، حيث بلغت نسبة إشغال المستشفيات أكثر من 250%، في ظل النزوح الجماعي نحو جنوب القطاع الذي يفاقم الضغط على المرافق الطبية.
وأكدت مصادر محلية وقوع عدد من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل فلسطينية وخيام نازحين شمال وغرب غزة، فيما شهد شارع الرشيد وسط القطاع ازدحاماً شديداً أدى إلى مبيت عشرات العائلات في العراء بسبب انعدام وسائل النقل.
من جهته، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الجيش بات في “مرحلة الحسم” في غزة، مشيراً إلى أن كثافة النيران المستخدمة غير مسبوقة، وأن إسرائيل تعتمد خطة جديدة لتدمير بنية حماس التحتية فوق الأرض وتحتها، قائلاً إن انهيار الأبراج الشاهقة يوجع الحركة أكثر من أي شيء آخر.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد حذر حماس من استخدام الأسرى كدروع بشرية، مهدداً بملاحقتها حتى نهايتها، ومضيفاً أن هناك “مفاجآت لم يحن وقت الكشف عنها بعد”.
في المقابل، ردت حركة حماس محذرة من أن إسرائيل ستواجه “حرب استنزاف قاسية”، مؤكدة أن مقاتليها تلقوا تدريبات لزرع عبوات ناسفة في آليات الجيش الإسرائيلي، وأن الجرافات العسكرية ستكون أهدافاً مباشرة. وكشفت أن الأسرى الإسرائيليين موزعون في عدة أحياء بغزة، مضيفة أنها لن تكون حريصة على حياتهم “طالما نتنياهو قرر قتلهم”، وفق بيانها.
على الصعيد الدولي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات والإفراج عن المحتجزين لدى حماس، وهذه هي المرة السادسة التي تستخدم فيها واشنطن الفيتو منذ اندلاع الحرب.
في السياق، اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو اليوم الذي شنّت فيه حماس هجومها غير المسبوق على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة في نهاية أغسطس الماضي، فإن مليون شخص يقيمون في مدينة غزة ومحيطها، فيما تؤكد إسرائيل أن 350 ألفاً منهم فقط غادروها. ويأتي التصعيد الإسرائيلي وسط تنديد دولي واسع، بالإضافة إلى قلق داخل إسرائيل نفسها بشأن مصير الأسرى المحتجزين لدى حماس.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، منذ اندلاع الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
موقع الوطن اليوم الإخباري، جريدة عربية مستقلة تصدر من القاهرة، تهتم بالشأن المصري والعربي والدولي، وتقدم تغطية مهنية دقيقة للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية لحظة بلحظة.
