رغم الهدنة.. قلق وترقب في كشمير بعد مقتل 5 جنود هنود
الشون السياسية الدولية – كتب | محمود سعد
لا يزال شبح التصعيد يخيم على أجواء كشمير، رغم إعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، بعد أربعة أيام من أعنف مواجهات عسكرية بين الجارتين النوويتين منذ سنوات.
وأعلنت الهند، الأحد، مقتل 5 من جنودها خلال الاشتباكات الأخيرة، بالإضافة إلى سقوط عدد من المدنيين، وذلك حسبما أكده اللواء راجيف غاي، مدير العمليات العسكرية بالجيش الهندي، خلال مؤتمر صحفي.
من جانبها، أكدت مصادر عسكرية في نيودلهي تنفيذ ضربات “دقيقة ومركّزة” استهدفت من وصفتهم بمسلحين داخل الأراضي الباكستانية، بينما تبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق الهدنة بعد ساعات فقط من التوصل إليها، بوساطة أمريكية.
كشمير في مهب الترقب
ورغم سريان وقف إطلاق النار منذ مساء السبت، إلا أن ملامح القلق لم تغادر وجوه السكان على جانبي خط السيطرة، حيث أعرب كثيرون عن خشيتهم من تجدد القتال في أي لحظة.
وقال بشارات أحمد، أحد سكان منطقة بونش الخاضعة للهند: “لن نعود إلى منازلنا إلا عندما يسود الهدوء التام. لقد اعتدنا أن الهدنة لا تدوم”.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت منذ 22 أبريل، عقب مقتل 26 مدنياً في هجوم مسلح في جامو وكشمير، اتهمت الهند باكستان بالوقوف خلفه، وهو ما نفته إسلام آباد.
وشهدت المواجهات الأخيرة تصعيداً غير مسبوق، إذ امتدت الضربات العسكرية إلى خارج خط السيطرة، ووصلت إلى مناطق مدنية مأهولة على طول الحدود الغربية، مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.
دمار ومعاناة على الجانبين
وعقب الهدنة، عاد بعض السكان في الجهة الخاضعة لباكستان إلى قراهم ليجدوا منازلهم مدمرة ومحالّهم التجارية مهدّمة، وسط غياب تام للخدمات والمساعدات.
وقال أحد السكان: “عدنا لنجد كل شيء قد تحول إلى رماد. لا نعلم إن كانت الهدنة ستصمد، ولا نعرف من سيساعدنا على إعادة بناء حياتنا”.
ويستمر الجيشان الهندي والباكستاني في تأمين مواقعهما على طول الحدود، حيث لا تفصل بين الجنود سوى مئات الأمتار، ما يزيد من احتمالية اندلاع اشتباك جديد في أي وقت.
ويطالب السكان على جانبي كشمير المجتمع الدولي بالتدخل الجاد لحل النزاع المزمن وتجنيبهم مزيداً من الدمار والنزوح.