عاجل … سوريا تندد بقصف القصر الرئاسي: تصعيد إسرائيلي خطير يمس سيادة الدولة 

0 67٬058

كتب | محمد حجازى  

تقرير جريدة الوطن اليوم وصفت الرئاسة السورية القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق بأنه “تصعيد خطير”، مؤكدة أن الهجوم يمثل اعتداءً صارخًا على سيادة الدولة ومؤسساتها.

جاء ذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن إسرائيل شنت هجوماً استهدف موقعًا بالقرب من القصر الرئاسي، مكررًا مزاعمه بأن العمليات العسكرية تأتي في إطار حماية الطائفة الدرزية.

وأكدت الرئاسة السورية، في بيان رسمي، أنها تدين بأشد العبارات هذا العدوان الإسرائيلي، واعتبرته تصعيداً خطيراً ينتهك الأعراف الدولية ويهدد استقرار المنطقة.

وقالت الرئاسة السورية في بيان إنها “تدين بأشد العبارات القصف الذي تعرض له القصر الرئاسي، الخميس، على يد الاحتلال الإسرائيلي، والذي يشكل تصعيداً خطيراً ضد مؤسسات الدولة وسيادتها”.

وذكرت في البيان أن “هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد، وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.

وطالبت “المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات العدوانية، التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية”.

ودعت الرئاسة السورية “الدول العربية إلى توحيد مواقفها والتعبير عن دعمها الكامل لسوريا في مواجهة هذه الهجمات بما يضمن الحفاظ على حقوق الشعوب العربية في التصدي للممارسات الإسرائيلية العدوانية”.

“لا مساومة على السيادة أو الأمن” 

وجاء في البيان أن الرئاسة السورية “تؤكد أن هذه الاعتداءات التي تستهدف وحدة سوريا، سواء كانت محلية أو خارجية، لن تنجح في إضعاف إرادة الشعب السوري أو في إعاقة جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والسلام في كافة المناطق”،

لافتة إلى أن الأجهزة الأمنية المختصة تواصل التحقيقات اللازمة لمعاقبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات، وستواصل العمل بكل حزم لمنع أي تهديدات قد تستهدف أمن الوطن والمواطنين.

وقال البيان إن “الرئاسة السورية تجدد دعوتها إلى جميع الأطراف إلى الالتزام بالحوار والتعاون في إطار وحدة الوطن، والتصدي لكل محاولات التشويش التي تهدف إلى إطالة أمد الأزمة سوريا ماضية في مسار البناء والنهضة ولن تتوقف عجلة الإصلاح مهما كانت التحديات”.

واختتمت الرئاسة بيانها بالقول إن “سوريا لن تساوم على سيادتها أو أمنها، وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها بكل الوسائل المتاحة”.

وكان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، قال الخميس، لـ”جريدة الوطن اليوم “، إن الطائفة الدرزية جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، مشيراً إلى أن غالبية الدروز السوريون “يؤمنون بوحدة البلاد وهويتها، ويرفضون كل النبرات الاستجدائية التي تحاول أن تعادي الدولة، أو تحل الخلافات السياسية مع الحكومة المركزية من خلال إطلاق دعوات للتدخل الخارجي”.

واعتبرت وزارة الخارجية السورية، في بيان الأربعاء، أن الدعوات التي أطلقتها جماعات وصفتها بـ”الخارجة على القانون” للمطالبة بـ”حماية دولية”، بـ”غير الشرعية والمرفوضة بالكامل”، وذلك تزامناً مع زعم الجيش الإسرائيلي “شن ضربة تحذيرية دفاعاً عن الدروز في سوريا”.

وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل ضربة على سوريا في غضون يومين، بعدما تعهدت بالدفاع عن هذه الطائفة.

“رسالة واضحة” 

فيما قال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس: “شنّت إسرائيل الليلة الماضية غارة جوية قرب القصر الرئاسي في دمشق”.

وأضاف: “هذه رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات (السورية) بالانتشار جنوب دمشق أو بتشكيل أي تهديد للدروز”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن “طائرات حربية أغارت قبل قليل على المنطقة المجاورة لقصر الشعب في دمشق” من دون تحديد الهدف. ولم يصدر أي تعليق فوري من السلطات السورية.

ومنذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر 2024، سيطرت إسرائيل على أراضٍ في جنوب غرب سوريا، وتعهدت بحماية الدروز، وضغطت على واشنطن من أجل إبقاء الدولة المجاورة ضعيفة، كما دمرت الكثير من الأسلحة الثقيلة للجيش السوري في الأيام التي أعقبت إسقاط الأسد.

تصعيد أمني 

وشهدت دمشق فجر الجمعة تصعيداً أمنياً لافتاً، بدأ بانفجار عنيف في محيط قصر الشعب تبين لاحقاً أنه ناجم عن غارة جوية إسرائيلية، أسفرت عن تصاعد أعمدة الدخان من الموقع المستهدف.

وفي توقيت متزامن تقريباً، أفاد ناشطون بسماع إطلاق نار كثيف بأسلحة خفيفة ومتوسطة في محيط مبنى قيادة شرطة دمشق، نُسب إلى هجوم من محورين على المبنى الأمني، وسط غياب معلومات مؤكدة عن وقوع إصابات.

وتواصل الأجهزة الأمنية عمليات تمشيط المنطقة وملاحقة المشتبه بهم.

وفي مارس الماضي، أثارت زيارة نحو 150 شيخاً درزياً من بلدة حَضَر السورية بريف القنيطرة إلى الشطر الذي تحتله إسرائيل، جدلاً واسعاً، وذلك وسط تصاعد التوتر بين بعض قيادات الطائفة الدرزية في سوريا وحكومة دمشق الجديدة.

أحداث عنف في جرمانا 

وشهدت منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية اشتباكات بين مسلحين، الثلاثاء، بسبب تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد.

وذكرت قوات الأمن السورية، أنها تدخلت لـ”فض اشتباكات بين مسلحين من داخل وخارج مدينة جرمانا في ريف دمشق”، وأضافت أن قوات الأمن العام لم تكن طرفاً في المواجهات بمدينة جرمانا، مشيرة إلى أن السلطات تبحث عن “صاحب تسجيل مسيء للرسول محمد، والذي تسبّب بهذه الفتنة”، وفق قولها.

وأعلن محافظ ريف دمشق في سوريا عامر الشيخ، الأربعاء، التوصل مع عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية في المحافظة،

وبحضور وفد من الطائفة الدرزية، لـ”اتفاق مبدئي” يقضي بوقف إطلاق النار في منطقي جرمانا وأشرفية صحنايا، كما تم تشكيل لجنة مشتركة للعمل على إيجاد “حلول تساهم في تحقيق التهدئة”، مشدداً على أهمية “حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة”.

ولفت إلى أن هذه الاشتباكات أودت بحياة 14 شخصاً من الطرفين، موضحاً أن وزارة الداخلية أرسلت بعدها عناصر أمنية مدعومة بقوات من وزارة الدفاع ، و”استطاعت فرض الأمن، ونزع فتيل الأزمة”.

وذكر أن طائرة إسرائيلية استهدفت قوات الأمن في أشرفية صحنايا، وقتلت أحد رجال الأمن، وأحد أهالي أشرفية صحنايا، وجُرِح عدد من الأهالي.

والخميس، أعلن زعماء الطائفة الدرزية في سوريا، رفضهم “التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال”، مطالبين بـ”تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة”، فيما قالت الحكومة إنها توصلت إلى اتفاق مع وجهاء مدينة جرمانا على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري، وزيادة انتشار قوات الأمن بالمدينة.

وقال بيان مشيخة عقل طائفة الدروز: “نؤكد على مواقفنا الوطنية الثابتة وأننا جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد”. كما أكدوا حرصهم على وطن “يضم السوريين جميعاً ويخلو من الفتن والنعرات الطائفية”.

وأشار البيان إلى أن “تأمين طريق السويداء-دمشق مسؤولية الدولة مع ضرورة بسط الأمن والأمان على الأراضي السورية”.

اترك تعليق