بقلم حسن النجار: شهداء مصر.. ضحّوا لنحيا وأعيادنا آمنة دائمًا
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم
بقلم: حسن النجار
العيد في مصر ليس مجرّد مناسبة دينية أو طقس اجتماعي عابر، بل هو لحظة وطنية تتجلى فيها أعظم معاني الانتماء والتلاحم. هو الموعد الذي تثمر فيه تضحيات الأبطال أمنًا واستقرارًا، وتصفو فيه القلوب تحت سماء تحفظها دماء شهداء صنعوا الفرق وكتبوا المجد.
في عالم يضطرب بأزمات متلاحقة، تظل مصر واقفة بشموخ، لا بفعل الصدفة، بل بفضل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، واستراحوا في جنات الخلد بعد أن أهدونا وطنًا آمِنًا. هم شهداؤنا الأبرار،
من الجيش والشرطة، ومن كل الميادين، ممن اختاروا طريق التضحية ليسجلوا أسماءهم في ذاكرة الوطن ووجدانه.
شهداء العيد.. حاضرون في القلوب
في كل عيد، تعود ذكرى الشهداء أكثر حضورًا، لا كأحداث مضت، بل كنبض دائم في قلب كل مصري. هم من جعلوا لنا الأعياد ممكنة،
وتركوا لنا الأمان هدية غالية، صنعوها بأرواحهم ودمائهم. لا ننام مطمئنين لولاهم، ولا نرفع علم مصر عاليًا بين الأمم دون تضحياتهم.
هؤلاء الأبطال لم يبحثوا عن شهرة، ولم ينتظروا جزاءً، بل قدموا أرواحهم ببسالة وصدق، رافعين راية الشرف والكرامة، ليظل الوطن مرفوع الرأس.
الرئيس السيسي.. قدوة في الوفاء والاحتضان
ولم يكن هذا الوطن لينسى أبناءه، فقد جسّد الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الوفاء بأبهى صوره. هو رئيس يحمل الشهداء في ضميره، ويعامل ذويهم كأبنائه، لا يغيب عن تكريمهم، ولا يتأخر في دعم أسرهم. في كل عيد، يكون بينهم، إنسانًا قبل أن يكون مسؤولًا، صادق الحضور، أبًا للمقاتلين، وسندًا لكل من ضحى.
مصر مع السيسي لا تكتفي بتكريم رمزي، بل تزرع في قلوب أبنائها عقيدة الوفاء والاعتزاز بمن ضحوا من أجلها، وتُرسي ثقافة الانتماء الحقيقي.
الجيش المصري.. قلعة التاريخ وحصن الحاضر
منذ آلاف السنين، والجيش المصري هو الدرع والسياج، القلعة التي لم تنكسر، واليد التي تبني وتحمي. هو ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو تجسيد لمفهوم الوطن، مدرسة للرجولة والانضباط، وسند لكل مواطن.
تحت قيادة الرئيس السيسي، استعاد الجيش دوره التاريخي، واستمر في حماية الدولة، ليس فقط من العدوان، بل من الفوضى والانهيار، مؤمنًا أن أمن مصر هو مسؤولية لا تقبل التهاون.
الشرطة المصرية.. درع الجبهة الداخلية وحماة الشوارع
وإلى جانب الجيش، كانت الشرطة المصرية ولا تزال خط الدفاع الأول عن الجبهة الداخلية. رجالها تصدّوا للإرهاب، واجهوا الظلاميين في الشوارع والكمائن،
وسقط منهم شهداء لم يطلبوا شيئًا سوى أن تبقى مصر آمنة. هم أبطال المدن والقرى، الذين جابهوا الخيانة ببسالة، وواجهوا الموت من أجل حياة شعبهم.
شهداء الشرطة سطروا صفحات مجد لا تقل عما سُطّر في ميادين القتال، فلهم كل الإجلال والوفاء.
شهداء الميادين المدنية.. من الطب إلى التعليم
الشهادة في مصر ليست حكرًا على من حمل السلاح، بل امتدت لتشمل كل من وقف في وجه الخطر مؤديًا رسالته. من الأطباء الذين واجهوا الوباء، إلى المعلمين في قلاع المعرفة، إلى المهندسين والعمال في مواقع البناء، إلى كل من مات وهو يخدم هذا الوطن بإخلاص.
كل هؤلاء شهداء، في نظر الوطن، وسواسية في سجل الشرف المصري، عنوانهم واحد: “ماتوا ليحيا الوطن”.
ختامًا.. مصر لا تنسى أبناءها
تحية إجلال لكل شهيد، في كل ميدان، وفي كل لحظة. أنتم تاج الوطن، ونبراس الأجيال، وأنتم الذين صغتم بحروف من نور حكاية وطن لا يموت.
في كل عيد، نحتفل بفرحة ممزوجة بالامتنان، ونردد في صمتنا ودموعنا: شكرًا لكم… أنتم من جعلتم الأعياد ممكنة.