“الهوية الوطنية في زمن التحولات.. مسؤولية مشتركة لبناء المستقبل” 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار الباحث في الشؤون السياسية الدولية   

0 89٬037

بقلم: حسن النجار 

رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم

في عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة، وتحت وطأة ثورة رقمية ومعلوماتية غيّرت معالم التواصل الإنساني، تبقى الهوية الوطنية حجر الزاوية في بناء الأمم وضمان استقرارها. وبينما تتسابق الدول إلى مستقبلٍ تكنولوجي واقتصادي جديد، يظل الحفاظ على القيم والثوابت الوطنية مسؤولية مشتركة لا تقع على الدولة وحدها، بل على كل فرد من أبناء الوطن.

لقد شهدت مصر، على مدار العقد الأخير، نهضة تنموية متكاملة شملت البنية التحتية والتعليم والصحة والاقتصاد، وهو ما يعكس رؤية الدولة نحو بناء جمهورية جديدة قائمة على الحداثة والتقدم. غير أن هذه الطفرة لا تكتمل دون تعزيز الانتماء الوطني في نفوس الشباب، وتحصينهم من محاولات التشكيك والتزييف.

ولعل أخطر ما يهدد استقرار المجتمعات ليس فقط الإرهاب أو الأزمات الاقتصادية، بل فقدان الإحساس بالانتماء، حين يتحوّل المواطن إلى فرد مشوش الهوية، منبتّ الصلة بجذوره، غير مدرك لقيمة تاريخه أو دوره في المستقبل. وهنا تظهر أهمية الإعلام، والتعليم، والثقافة، كمكونات رئيسية في تشكيل الوعي الجمعي، وصناعة مواطن مسؤول، فخور بانتمائه، مشارك في صنع القرار

إن جريدة “الوطن اليوم” تؤمن أن الإعلام الوطني المستنير لا يكتفي بنقل الحدث، بل يساهم في بناء الوعي، ويقود الحوار نحو قضايا جوهرية تُرسّخ مناعة المجتمع وتُحصّنه من حملات التشويه والتشكيك.

نحن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى خطاب وطني واعٍ، يعيد الاعتبار للقيم الإيجابية مثل العمل، والانضباط، والتعاون، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، بعيدًا عن الصخب، وبعيدًا عن المصالح الضيقة

فلنحمل جميعًا راية الوطن، ونُسهم – كلٌّ في موقعه – في حمايته، ودفعه نحو مزيد من التقدم والاستقرار.

اترك تعليق