بقلم حسن النجار: اجراس الحروب تدق لحرب عالمية بعد تصعيد إيران وإسرائيل  

المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والباحث في الشؤون السياسية الدولية

0 79٬086

بقلم | حسن النجار  

من خلال تحليلي للمشد الدولي تشهد المنطقة والعالم حالة من الترقب والقلق الشديدين إثر التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، الذي بدأ فجر الجمعة 13 يونيو 2025، بهجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية وعسكرية في إيران، بما في ذلك منشأة نطنز ومصفاة غاز في حقل بارس الجنوبي.

ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على إسرائيل، في عملية أطلقت عليها “الوعد الصادق 3″، مما أثار مخاوف من انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية قد تمتد إلى صراع عالمي.

تصعيد يهدد الاستقرار العالمي 

أكد الباحث بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، أن الحرب بين إيران وإسرائيل تمثل “منعطفاً خطيراً” قد يوسع رقعة الصراع، مهدداً حياة الملايين واستقرار دول الإقليم. وحذر من أن إغلاق مضيق هرمز،

الذي يمر عبره نحو 60% من إمدادات النفط العالمية، قد يتسبب في أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة، خاصة مع احتمال استهداف منشآت نفطية في الخليج.

تحركات دولية وعسكرية 

في ظل هذا التصعيد، أعلنت بريطانيا، السبت، نقل طائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط لتقديم دعم طارئ، بينما أبدت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل دون مشاركة مباشرة في الهجوم. من جهتها،

 أخلت إسرائيل أسطول طائراتها المدنية إلى قبرص، اليونان، والولايات المتحدة تحسباً لهجمات إيرانية، وأغلقت مطار بن غوريون الدولي حتى إشعار آخر.

هل نحن على أعتاب حرب عالمية؟ 

رغم التحذيرات من “حالة الصفر الدولية” وتلويح البعض بنشوب حرب عالمية، يرى محللون أن الوضع لم يصل بعد إلى مستوى صراع عالمي شامل، لكنه يحمل مخاطر جسيمة. أشار تقرير لـ”بي بي سي” إلى أن تدخل قوى دولية كبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا،

قد يوسع نطاق الصراع إذا لم يتم احتواؤه. كما حذر خبراء الأمم المتحدة من أن الهجمات المتبادلة تنتهك القانون الدولي وتدفع المنطقة “نحو شفير الهاوية”.

ردود فعل إقليمية ودولية 

أدانت دول عربية، بينها مصر وتركيا، الهجوم الإسرائيلي، واعتبرته “انتهاكاً للقانون الدولي” يهدد الأمن الإقليمي. في المقابل، أعربت دول غربية عن تفهمها لدوافع إسرائيل، مع دعوات لضبط النفس.

وألغت عدة دول، بينها ألمانيا، زيارات دبلوماسية للمنطقة بسبب إغلاق المجال الجوي وتفاقم الأوضاع الأمنية.

مخاوف اقتصادية وإنسانية 

تسبب التصعيد في ارتفاع أسعار النفط والذهب عالمياً، مع تعليق رحلات جوية في المنطقة. ويخشى مراقبون من تداعيات إنسانية كارثية إذا اتسعت رقعة الصراع، خاصة بعد الأزمات المستمرة في غزة ولبنان. ودعت دول الخليج، التي رفضت أي حرب في المنطقة، إلى الحوار لتجنب كارثة إقليمية.

خاتمة

مع استمرار تبادل الضربات وتصاعد الخطاب التهديدي بين طهران وتل أبيب، يبقى العالم في حالة تأهب لتطورات قد تغير وجه المنطقة. وتظل الدبلوماسية الدولية أمام اختبار صعب لاحتواء الصراع ومنع تحوله إلى حرب عالمية، وسط دعوات ملحة لإعطاء الأولوية للحوار وضبط النفس.

اترك تعليق