بقلم حسن النجار: 30 يونيو.. لحظة الوعى التى أنقذت هوية مصر
المفكر السياسي حسن النجار المتخصص في الشؤون السياسية الدولية ورئيس تحرير جريدة الوطن اليوم
بقلم | حسن النجار
تحية إلى من قال يومًا: “هى مصر… وليست سواها”، فصدق القول وانتصر الفعل.
تحية إلى القائد الذى لم يُشهر سلاحًا، بل حمل راية الحق، ولم يرفع صوته، بل رفع راية الوطن… تحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى لم يدافع عن الأرض فقط، بل حمى الوعى فى حربٍ كانت تستهدف العقول قبل الحدود.
فى زمن اختُطفت فيه الأوطان بالشعارات، وغُسلت العقول بالخطب، وبيعت الهوية على موائد المتاجرة، وقف رجل واحد، يؤمن بأن الدولة لا تُدار كجماعة، وأن مصر لا يمكن اختزالها فى مكتب إرشاد أو شعارات براقة.
لقد كانت 30 يونيو أكثر من انتفاضة شعب، كانت إجابة التاريخ على سؤال وجودى: هل تُقاد مصر بفكر مغلق، أم تُبنى بالبصيرة والشراكة؟
فى تلك اللحظة الفارقة، كان الشعب هو البطل الحقيقى، لكن الرئيس كان الضامن.. ضامن أن تظل مصر دولةً لا “دولة داخل دولة”، أن تظل مؤسساتها أقوى من أى تنظيم، وأن يبقى قرارها فى يد أبنائها لا فى يد من باعوا الوطن باسم الدين.
استعاد المصريون وطنهم من براثن مشروع ظلامى أراد تفتيت الهوية وتفكيك الدولة، فاستعادوا معه القرار الوطنى، والحلم الوطنى، والخطاب الوطنى.
ومن تلك اللحظة، بدأنا طريقًا جديدًا.. طريقًا صعبًا، لكنه ممهد بإرادة قائد وصبر شعب. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله جيش مصر العظيم
ومن فكر الجماعة إلى فكر الدولة، بزغ فجر “الجمهورية الجديدة”؛ جمهورية لا تؤمن بالعشوائية ولا تقبل أنصاف الحلول، بل تؤمن بأن الوعى هو حجر الأساس، وأن البناء لا يتم إلا بالعقول قبل الطوب والأسمنت.
انتقلنا من “دولة تبحث عن حلم”، إلى “حلم تبنيه الدولة”.
مدينة العلمين الجديدة أصبحت مركزًا استراتيجيًا، والعاصمة الإدارية أعادت تعريف مفهوم الإدارة، ومبادرة “حياة كريمة” تكتب التاريخ من قلب الريف المصرى.
القطارات السريعة، الموانئ الذكية، مصانع السلاح، والمدن الخضراء لم تكن مجرد مشروعات، بل كانت إعلان ميلاد لدولة تُفكر للمستقبل، لا تستهلكه.
أما المواطن، فلم يكن خارج حسابات الجمهورية، بل كان شريكًا أصيلاً: من تمكين الشباب، إلى دعم الفئات الأولى بالرعاية، إلى ترسيخ قواعد العدالة الاجتماعية… كلها رسائل تقول بوضوح: المواطن هو قلب الوطن لا مجرد شاهد على تحوله.
ومع مرور كل عام، تترسخ 30 يونيو فى وجداننا، لا كحدث عابر، بل كلحظة فاصلة أعادت تعريف الهوية المصرية، وأكدت أن مصر ملك لشعبها فقط، وستبقى كذلك إلى الأبد.
فلنجعل الذكرى الثانية عشرة محطة لتجديد العهد… مع مصر، ومع قائد آمن بها فأمنت به، ومع دولة خرجت من الظل إلى الضوء لأنها اختارت أن تبقى مصر… فقط مصر.
وختامًا… لأن 30 يونيو لم تكن نهاية المطاف بل بداية الطريق، فإن الحفاظ على نهجها يتطلب أن نُبقى الشعلة متقدة… نحمي الوعى كما نحمي الحدود، ونغرس الحقيقة فى وجدان الأجيال، كى لا تضل الطريق مرة أخرى.