أخبار العالم اليوم

واشنطن تلوّح بالباتريوت لأوكرانيا.. تصعيد أم تمهيد لمفاوضات حاسمة؟ 

كتبت | مني السباعي   

في ظل تصعيد ميداني متواصل على الجبهة الأوكرانية، تدرس الولايات المتحدة الأمريكية إرسال منظومات الدفاع الجوي “باتريوت” إلى كييف، في خطوة تُعد تحوّلًا تدريجيًا في الموقف الأميركي من الحرب، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول دخول واشنطن فعليًا في خط المواجهة.

تزامن هذا التوجّه مع انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي ناقشت سبل دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا، وطرح حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، قد تشمل مسؤولين متهمين بارتكاب جرائم حرب، إلى جانب خطط لتعزيز قدرات الدفاع وزيادة الإنفاق العسكري بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء.

وفي تطور لافت، وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “الشريك الأصعب” في جهود إنهاء الحرب، مؤكدًا أن التوصل إلى اتفاق سلام ليس بالأمر السهل، وأنه يعتزم التحدث مع بوتين مباشرة لبحث سبل إنهاء النزاع. كما أشاد بشجاعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تغيير ملحوظ عن مواقفه السابقة التي اتهم فيها كييف بإساءة استخدام المساعدات الغربية.

من جانبه، قال الباحث السياسي هلال العبيدي في تصريحات لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية، إن “النهج الأميركي بات أكثر صلابة ووضوحًا”، مضيفًا أن ترامب والإدارة الأميركية يدركون أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لجعل موسكو تستجيب للمفاوضات.

وأشار العبيدي إلى أن “أوروبا بدورها تسعى لتحويل هذا الدعم العسكري المتزايد إلى ورقة ضغط سياسية تُمهد لطاولة مفاوضات قادمة، تُظهر لموسكو أن النصر العسكري بات مستحيلًا، وأن الحل لن يكون إلا سياسيًا”.

ورغم غياب موعد محدد لمحادثات السلام، فإن المؤشرات الميدانية والدبلوماسية توحي بأن جولة جديدة من التفاوض قد تلوح في الأفق، بشرط تحقيق توازن ردع فعلي يضمن لأوكرانيا الصمود بمساندة الغرب، ويدفع الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار وفق معادلة “لا غالب ولا مغلوب”.

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

اترك تعليقاً