واشنطن تمهّد لتحالفات جديدة: دول عربية تقترب من التطبيع مع إسرائيل 

واشنطن تمهّد لتحالفات جديدة دول عربية تقترب من التطبيع مع إسرائيل 
واشنطن تمهّد لتحالفات جديدة دول عربية تقترب من التطبيع مع إسرائيل 

الشؤون السياسية الدولية – | كتبت | عزة كمال   

في خطوة تعكس تغيرًا استراتيجيًا في ملامح الشرق الأوسط، كشف ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، أن توسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية يُعد أولوية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع قرب الإعلان عن انضمام دول جديدة إلى مسار التطبيع مع إسرائيل.

جاء ذلك في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” الأميركية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات غير مسبوقة على وقع المواجهات بين إيران وإسرائيل، وهو ما يُعيد رسم خريطة التحالفات ويخلق بيئة سياسية مواتية لانخراط دول عربية جديدة في مسار التطبيع.

تنسيق إقليمي وتحولات استراتيجية 

ويتكوف أكد أن التوسعة المرتقبة للاتفاقيات الإبراهيمية تتم في إطار تنسيق دقيق مع قوى إقليمية مؤثرة، دون الإفصاح عن أسماء الدول. وتأتي هذه التحركات في ظل تصعيد إقليمي دفع العديد من العواصم العربية إلى إعادة حساباتها الأمنية والدبلوماسية، خصوصًا في ما يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة.

إيران.. من الفوضى إلى فرص التغيير 

من جانبه، اعتبر الدكتور نير بومز، مدير برنامج التعاون الإقليمي في جامعة تل أبيب، أن التصعيد الأخير خلق “فرصة فريدة” لإعادة إحياء مسار الاتفاقيات الإبراهيمية، مشيرًا إلى أن إيران تسعى إلى تقويض الاستقرار عبر دعم وكلائها في لبنان وسوريا والعراق.

وفي تصريحات لقناة “سكاي نيوز عربية”، شدد بومز على أن هذه المرحلة قد تشكل بداية لتحولات أعمق، ليس فقط على مستوى التحالفات، بل أيضًا داخل إيران نفسها، حيث بدأت أصوات داخلية تنتقد سياسات النظام الخارجية.

إسرائيل تبحث عن شركاء جدد 

في تحليله للمشهد، أوضح بومز أن إسرائيل تدرك أن أدوات القوة الناعمة والدبلوماسية باتت ضرورية، داعيًا إلى الانفتاح على قوى معتدلة في لبنان وسوريا، مع التزام إسرائيلي بعدم البقاء داخل أراضي تلك الدول، بل التركيز على تأمين حدودها والتعاون في إعادة بناء الاستقرار الإقليمي.

القضية الفلسطينية في قلب المعادلة 

وحول مستقبل القضية الفلسطينية، اعتبر بومز أن أي تطور سياسي مستقبلي يجب أن يبدأ بنزع سلاح حركة حماس، وتهيئة بيئة جديدة تقودها قوى فلسطينية معتدلة تؤمن بالتعايش. وأضاف: “لا يمكن تحقيق السلام دون شريك فلسطيني جديد يملك رؤية متقدمة ويؤمن بإمكانية بناء شرق أوسط مختلف”.

 اختبار سياسي حاسم 

مع تسارع الأحداث، تبدو المنطقة على أعتاب شرق أوسط جديد، تتقاطع فيه الحسابات الأمنية والسياسية، وتُختبر فيه جدية الأطراف في بناء تحالفات قائمة على الشراكة لا على الإقصاء.

ورغم التفاؤل الأميركي والإسرائيلي، فإن مستقبل هذا المسار سيظل مرهونًا بتوفير ضمانات حقيقية للحقوق الفلسطينية، باعتبارها مفتاح الاستقرار في أي معادلة إقليمية.

بواسطة حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

اترك تعليقاً