بقلم حسن النجار: مصر والسعودية درع الأمة ضد الفتنة 

بقلم حسن النجار: مصر والسعودية درع الأمة ضد الفتنة 

بقلم | حسن النجار   

في مشهدين بارزين خلال اليومين الماضيين، تَجلّت وحدة الموقف العربي والتكامل بين القاهرة والرياض، لترسيلا رسائل واضحة المعالم، قوية الدلالة، محليًا ودوليًا.

الحدث الأول تمثل في البيان الثلاثي المشترك (مصري – خليجي – تركي) الذي أدان العدوان الإسرائيلي على دمشق، وحذّر من تداعيات الفتنة التي تحاول اختراق السويداء،

 وسط صمت دولي مشين وعجزٍ عن ردع الانتهاكات الصهيونية المتواصلة، التي باتت لا تعبأ بأي قانون أو عرف دولي، مدفوعة بدعم غربي مطلق.

أما الحدث الثاني، فكان لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بنظيره المصري السفير بدر عبد العاطي في مدينة العلمين، وهي الزيارة التي اعتُبرت خطوة بالغة الأهمية في ترسيخ التعاون بين البلدين،

وتوحيد الرؤى تجاه التحديات الإقليمية، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وتداعياتها على دول الطوق والمنطقة بأسرها.

تحالف الصمود العربي  

اللافت في الحدثين أن مصر والسعودية ظهرتا كقوة توازن عربية صلبة، تقف بالمرصاد لمحاولات التشتيت وبث الفتنة، سواء عبر التصريحات المغرضة أو الحملات المشبوهة التي تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي.

اللقاء المصري السعودي كان بمثابة صمام أمان ومحطة تهدئة وسط ضجيج سياسي وإعلامي حاول البعض أن يجعل منه نارًا تشتعل بين العاصمتين.

لكن الرسالة التي خرجت من العلمين كانت واضحة: لا مجال لإثارة الشقاق أو الوقيعة بين دولتين تمثلان حجر الزاوية في الأمن القومي العربي. ورغم محاولات بعض الأطراف — ظاهرة وخفية — لزرع الشكوك أو النفخ في القضايا الحساسة، إلا أن الوعي السياسي والروابط التاريخية بين الشعبين كانت ولا تزال الحائط الصلب أمام هذه المحاولات.

قوة لا تُخترق  

أظهرت تجارب الماضي أن تماسك المحور المصري السعودي هو أكثر ما يخشاه أعداء الأمة. إذ أن هذا التحالف طالما كان سدًا منيعًا أمام مخططات التقسيم أو مشاريع الهيمنة الأجنبية، بل ومانعًا حقيقيًا لأي أطراف إقليمية تحلم بتصدر المشهد العربي دون حق أو سند.

ولذلك، فإن كل محاولات العبث بالعلاقات بين القاهرة والرياض، سواء عن طريق بث الإشاعات أو تسريب مزاعم ومشروعات “وهمية استراتيجية”، لن تُجدي، طالما أن هناك إدراكًا مشتركًا من القيادتين لحجم المخاطر وضرورة توحيد الصف في لحظة فارقة من تاريخ الأمة.

دعاة الفتنة.. ووعي الشعوب  

من اللافت أيضًا أن أدوات الفتنة في العصر الحديث لم تعد تقليدية، بل باتت تنشط عبر الكتائب الإلكترونية والأسماء المستعارة على مواقع التواصل، التي تحاول تضخيم الخلافات وتصدير صورة مغلوطة عن العلاقات.

 وهنا تبرز الحاجة لتيار من العقلاء والحكماء تكون مهمته فضح هذه الألاعيب، وتنبيه الرأي العام إلى خطورتها.

كما أن الاختلاف في الرأي أو تباين المصالح في بعض الملفات لا يعني القطيعة، بل هو أمر طبيعي في علاقات الدول، ويجب ألا يُستغل لإحداث شروخ، وهو ما يسعى إليه أعداء الداخل والخارج.

العدو واحد.. والهدف واضح  

بعد تطورات سوريا، وجرائم الاحتلال في فلسطين ولبنان، لم يعد خافيًا أن هناك محاولة ممنهجة لإعادة إحياء سياسة “فرّق تسد”، تحت عناوين مثل “حماية الأقليات” أو “حقوق الإنسان”، رغم أن كل دول العالم دون استثناء تحتوي على مكونات عرقية أو دينية متعددة.

إن التحديات الراهنة تستدعي يقظة جماعية وتوحيدًا للصفوف، ومصر والسعودية اليوم — كما كانتا دائمًا — تمثلان نقطة الارتكاز الأساسية لحماية الأمن القومي العربي، والدفاع عن قضايا الأمة العادلة، وفي مقدمتها فلسطين.

نعم، كما قلنا من قبل، مصر والسعودية على الطريق، من أجل الدين، والأمة، وأمان الأوطان.. ولو كره الكارهون.

والله المستعان. حفظ الله مصر حفظ اللة الوطن حفظ الله الجيش

معلومات عن الكاتب

اترك تعليقاً