الشؤون السياسية الدولية

الحرب الإسرائيلية على غزة تدخل مرحلتها الأخيرة وسط خيارات فلسطينية ضيقة 

الشؤون السياسية الدولية – كتب| حسن النجار  

مع شروع الجيش الإسرائيلي في تطويق مدينة غزة واستدعاء قوات الاحتياط تمهيداً لاجتياحها، تكون الحرب الإسرائيلية في غزة قد بلغت مرحلتها الفاصلة والأخيرة. 

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن توقف الحرب إلا بتحقيق خمسة شروط أساسية، هي: إطلاق سراح جميع المحتجزين، وتجريد حركة حماس من سلاحها، وتجريد قطاع غزة كاملاً من السلاح، وإقامة حكم جديد منفصل عن الحركة والسلطة الفلسطينية، مع إبقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية الدائمة على القطاع. 

مفاوضات تحت النار 

تستعد إسرائيل لإرسال وفد تفاوضي للقاء الوسطاء، مؤكدة أن المفاوضات ستجري تحت النار، بينما رفضت حركة حماس هذه الشروط ووصفتها بأنها شروط استسلام. 

وقالت مصادر قريبة من المفاوضات لـ”الوطن اليوم “، إن الوسطاء ما زالوا يجرون اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لإقناعه بقبول العرض الأخير الذي وافقت عليه الحركة، ويحمل توقيع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر حكومية قولها إن الوقت أصبح “متأخراً” على هذا المقترح. 

خيارات حماس 

أفرزت مجريات الحرب واقعاً ضيقاً أمام حركة حماس، إذ لم تعد خياراتها سوى بين قبول الشروط الإسرائيلية أو القتال حتى النفس الأخير. 

وكشفت مصادر في الحركة لـ”الوطن اليوم” أن الوسطاء يبحثون عن صيغة وسطية، لكنها أقرت بوجود صعوبات كبيرة في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار الحرب حتى تحقيق ما يسميه “النصر المطلق”. 

وقال مسؤول بالحركة: “من الصعوبة التوصل إلى اتفاق شامل مع إسرائيل، فقد استغرقنا أكثر من أربعة شهور في مفاوضات صفقة جزئية لوقف النار لمدة ستين يوماً، فما بالك بصفقة شاملة”، على حد تعبيره. 

قلق من التهجير 

يبدي كثير من الفلسطينيين مخاوف متزايدة من خطة إسرائيلية لهدم مدينة غزة التي تضم نحو مليون نسمة، إضافة إلى مخيمات المنطقة الوسطى التي يقطنها مئات الآلاف، وذلك تمهيداً لتهجيرهم خارج البلاد. 

وأكدت مصادر فصائلية لـ” الوطن اليوم ” أن حماس والفصائل تتعامل بجدية مع التهديدات الإسرائيلية بهدم المدينة، مشيرة إلى مداولات واسعة بين الفصائل لبحث سبل تجنيب غزة هذا المصير الذي لاقته مدن مثل رفح وخان يونس وبيت حانون، مضيفة أن الخيارات تبدو ضيقة للغاية. 

الموقف الأميركي 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو حصل على الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاجتياح مدينة غزة، لكنه طلب أن تتم العملية بسرعة. 

ونقلت مواقع إسرائيلية عن مسؤولين في الجيش قولهم إن هدم مدينة غزة وأنفاقها قد يستغرق سنة كاملة، بينما يشكك المستوى السياسي في هذه التقديرات متهماً قادة الجيش بـ”المبالغة”،  

بغرض إحباط خطة الحكومة التي تصر عليها رغم اعتراض القيادات العسكرية، التي ترى أن الهدف الحقيقي سياسي يخدم رئيس الحكومة أكثر مما يخدم أهدافاً عسكرية وأمنية. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى