بقلم حسن النجار.. رسائل القاهرة تؤكد ثبات الموقف المصري تجاه فلسطين 

بقلم حسن النجار.. رسائل القاهرة تؤكد ثبات الموقف المصري تجاه فلسطين 

بقلم حسن النجار.. رسائل القاهرة تؤكد ثبات الموقف المصري تجاه فلسطين 

بقلم | حسن النجار  

فى غضون الساعات القليلة الماضية، بعثت القاهرة بجملة من الرسائل السياسية والإنسانية الواضحة إلى الأطراف المعنية مباشرة بالأزمة الفلسطينية، وإلى المجتمع الدولى على حد سواء،  

مؤكدة أن ثوابت الموقف المصرى لا تقبل المزايدة، وأن دور مصر المحورى فى إدارة أزمات المنطقة ما زال ركيزة أساسية للأمن والاستقرار. 

الرسالة الأولى جاءت من الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى شدد على أن الأولوية العاجلة عقب وقف إطلاق النار هى البدء الفورى فى إعادة إعمار قطاع غزة،  

معلنًا عن الإعداد لعقد “مؤتمر القاهرة الدولى لإعادة الإعمار” بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، وهو ما يعكس إصرار مصر على تحويل الموقف الإنسانى إلى خطوات عملية على الأرض. 

أما اللقاء الذى جمع الرئيس السيسى بالشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثانى، رئيس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، فقد حمل دلالات سياسية عميقة؛ أبرزها حرص القاهرة والدوحة على توسيع آفاق التعاون الثنائى والاستثمارى،  

مع تكثيف التنسيق المشترك فى إدارة أزمة غزة، بالتوازى مع الجهود المبذولة مع الولايات المتحدة للوصول إلى وقف فورى لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. 

الرسالة الثالثة جاءت بوضوح على لسان وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطى من أمام معبر رفح، حيث أكد أن الموقف المصرى ثابت فى رفض التهجير أو فرض الأمر الواقع،  

ورفض الانتقاص من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى، مشددًا على أن مصر لن تكون طرفًا فى أى ظلم تاريخى، وأن دعمها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لا يتزعزع. 

ولم تقتصر رسائل القاهرة على الخطاب السياسى، بل تجسدت بلغة الأرقام: أكثر من 5000 شاحنة مساعدات دخلت عبر مصر، 70% من الإمدادات الإنسانية جاءت من الجانب المصرى،  

فضلًا عن استقبال المستشفيات المصرية لعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين الفلسطينيين. هذه الأرقام تؤكد أن الدعم المصرى التزام إنسانى وواقع ملموس، لا مجرد بيانات. 

كما شددت القاهرة على رفض عودة الاحتلال العسكرى للقطاع أو أى محاولات لإعادة رسم خريطته الديموغرافية، مؤكدة أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم. 

وتجلت أيضًا رؤية مصر الإقليمية فى حرصها على التأكيد أن دورها لا يقتصر على الملف الفلسطينى، بل يمتد إلى طرح حلول سلمية للأزمات الإقليمية،  

قائمة على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، بما يرسخ مكانتها كـ”الدولة المحورية” التى تمنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى. 

هكذا جاءت رسائل القاهرة خلال الساعات الماضية شاملة وواضحة، تؤكد أن مصر ستظل سندًا للشعب الفلسطينى، وركيزة أساسية للاستقرار فى المنطقة، وأن مواقفها التاريخية ثابتة كالشمس، لا تقبل التشكيك أو المزايدة. 

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

You May Have Missed