بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار : الانقسام العربي.. هدية مجانية للصهاينة 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية

بقلم | حسن النجار 

منذ أن ابتُليت الأمة العربية بالكيان الصهيوني، كان أكثر ما يتمناه قادته هو تفكك الصف العربي وانقسامه، حتى يسهل لهم تنفيذ مشروعهم الاستيطاني التوسعي. واليوم، ونحن نعيش حالة التشرذم، يتحقق حلم طالما راود مجرمي الحرب الصهاينة.  

ومن هنا، فإن الأمانة تقتضي أن نصارح أنفسنا، ونواجه هذه المصيبة قبل أن تتحول إلى كارثة كبرى تجعل من إسرائيل سيد المنطقة بلا منازع. 

أطماع مكشوفة لا تخفى على أحد 

لم تعد أطماع إسرائيل مجرد تخمينات أو تحليلات، بل باتت تصريحات رسمية معلنة. قبل أيام، خرج “نتنياهو” ليبشر أتباعه بـ”إسرائيل الكبرى”، دولة تقوم على ابتلاع مساحات شاسعة من أراضي العرب المحيطة. وما يجري في غزة،  

وما جرى في الضفة وجنوب لبنان وسوريا وإيران، ما هو إلا مراحل متتابعة في هذا المخطط الإجرامي. 

لكن الحقيقة أن تحقيق هذا الحلم ليس بيد إسرائيل ولا حتى أمريكا، بل بيد العرب أنفسهم، الذين تهاونوا كثيرًا في مواجهة هذا العدو، وتركوا دولًا قليلة مثل مصر والأردن في الخطوط الأمامية للمواجهة. 

مصر.. الحاجز الصلب أمام الأطماع 

إسرائيل تعلم يقينًا أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي لا تجرؤ على الاقتراب من حدودها، لأنها تعرف جيدًا قوة الجيش المصري وصلابته.  

فمصر، التي سطرت انتصار أكتوبر العظيم وألحقت بالصهاينة هزيمة تاريخية، مستعدة دومًا لحماية ترابها الوطني، وتملك قوة ردع مرعبة لكل من تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها. 

التضامن العربي.. السبيل الوحيد 

التاريخ علمنا أن غياب التضامن العربي كان دائمًا السبب المباشر لانتصارات إسرائيل. احتلال فلسطين عام 1948 جاء نتيجة لانقسام الصف، وهزيمة 1967 كانت بسبب غياب التنسيق، بينما كان انتصار أكتوبر أو صمود المقاومة في لبنان وغزة ثمرة للوحدة والموقف المشترك. 

اليوم، ونحن أمام عدو أكثر شراسة، علينا أن ندرك أن شراسته ليست لقوة عتاده، بل لضعفنا وتفرقنا وهزيمتنا النفسية. وصدق الله العظيم حين قال: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”، فالهزيمة الحقيقية تبدأ من داخل الأمة حين تنقسم وتتنازع. 

مواجهة الأطماع لا تكون بالشعارات 

إسرائيل لا تكتفي بما اغتصبته من أرض، بل تبتلع الضفة الغربية والقدس بالاستيطان، وتحاصر غزة، وتستهدف المقدسات، وتحاول النفاذ إلى العواصم العربية عبر بوابة التطبيع والاقتصاد.  

أما واشنطن، فهي الراعي الرسمي لهذا الإجرام، تمده بالسلاح والدعم السياسي، بينما تتحدث عن “السلام” بوجه منافق. 

لهذا فإن التضامن العربي لا يجب أن يبقى مجرد كلمات في المؤتمرات، بل يجب أن يُترجم إلى: 

  • موقف سياسي موحد في المحافل الدولية. 
  • دعم اقتصادي وعسكري للدول المتضررة من الاحتلال. 
  • مقاطعة شاملة للدول الداعمة أو الصامتة على الجرائم الصهيونية. 
  • كشف الرواية الإسرائيلية الكاذبة أمام العالم. 
القضية ليست فلسطينية فقط 

القضية الفلسطينية ليست قضية شعب وحده، بل قضية كل عربي ومسلم. لذلك فإن التضامن لم يعد ترفًا أو رفاهية، بل أصبح ضرورة وجودية. فإما أن نواجه إسرائيل صفًا واحدًا، أو نتركها تبتلعنا دولة بعد أخرى. 

الوحدة هي السلاح الأقوى، والتاريخ لا يرحم المتخاذلين، ولا يحمي المفرقين. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى