بقلم حسن النجار: العدوان على قطر يحيي حلم الجيش العربي 

بقلم | حسن النجار  

“رب ضارة نافعة”.. هكذا يمكن وصف العدوان الإسرائيلي السافر على دولة قطر ومحاولة اغتيال قادة وفد حماس أثناء مشاركتهم في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، وهو العدوان الذي فجّر إدانات عربية ودولية واسعة.  

غير أن هذه الجريمة قد تكون الشرارة الأولى لصحوة عربية وإسلامية طال انتظارها، وبداية موقف موحد لمواجهة الكيان الصهيوني، وهو ما يترقبه الملايين من القادة العرب المجتمعين في الدوحة الاثنين المقبل. 

يتطلع ملايين العرب إلى تحقيق حلم طالما راودهم منذ أكثر من سبعة عقود، وهو إنشاء “قوة عربية مشتركة”. ورغم أن الفكرة برزت مرارًا وتلاشت بفعل تضارب المصالح العربية والتدخلات الخارجية، إلا أن الأوضاع الراهنة تجعل من إحياء هذا المشروع ضرورة ملحّة. 

الرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أبرز الداعين لتشكيل هذه القوة عام 2015، خلال لقائه الأمين العام للجامعة العربية آنذاك الدكتور نبيل العربي، الذي ثمّن المبادرة واعتبرها “فرصة تاريخية” لحماية الأمن القومي العربي. 

تعود جذور الفكرة إلى “معاهدة الدفاع العربي المشترك” الموقعة عام 1950، والتي نصت على التصدي لأي عدوان خارجي على الدول الأعضاء، إلى جانب التعاون الاقتصادي.

وتنص المعاهدة على إعداد خطط عسكرية لمواجهة أي اعتداء مسلح، عبر مجلس دفاع مشترك يضم وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أركان الجيوش العربية. 

وفي السياق، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور سمير فرج أن فكرة “الناتو العربي” ليست بعيدة المنال، خاصة أن رئيس الأركان المصري يشغل منصب مساعد الأمين العام للجامعة العربية للشؤون العسكرية. ووفق تصوره، فإن قيادة القوة ستضم رئيس أركان من مصر مع نائب من السعودية ومجلس قيادة من الدول المشاركة. 

وأضاف فرج أن مصر، صاحبة أكبر جيش عربي، يمكن أن تسهم بنحو 20 ألف جندي كحد أدنى، فيما ستشارك بقية الدول بحسب قدراتها. 

وبحسب تقديرات موقع “جلوبال فاير باور”، فإن إنشاء “جيش عربي موحد” قد يمنح العرب قوة عسكرية هائلة قوامها نحو 4 ملايين جندي، و9 آلاف طائرة حربية، و19 ألف دبابة، و51 ألف مدرعة. كما سيضم 2600 قاذفة صواريخ، و900 سفينة حربية، و16 غواصة. 

أما على الصعيد الاقتصادي، فإن الناتج القومي العربي الموحد قد يقترب من 6 تريليونات دولار سنويًا، مع مساحة جغرافية تزيد عن 13 مليون كيلومتر مربع وسكان يتجاوزون 385 مليون نسمة. 

توقيت إعادة طرح الفكرة في ظل انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة يبدو بالغ الأهمية، فالهجوم الإسرائيلي على قطر كشف بجلاء حاجة المنطقة إلى قوة عربية حقيقية تحمي شعوبها وتضمن استقلال قرارها، بعيدًا عن الاعتماد على الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري