بقلم حسن النجار: رأس الحكمة.. الحلم المصرى لمنافسة دبى قريباً 

بقلم حسن النجار 

هل تصبح رأس الحكمة “دبى جديدة” على ساحل المتوسط؟ المؤشرات تؤكد ذلك، بل قد تتجاوزها مع مرور الوقت. صحيح أنها لن تكون نسخة مطابقة لدبى، لكنها مشروع ضخم يتجه ليكون منافساً إقليمياً فى مجالات السياحة والاستثمار والعقارات.  

خبراء الاقتصاد يرون أن نجاح التجربة يتوقف على توافر تشريعات مرنة، كتلك الموجودة فى دبى أو الملاذات الضريبية العالمية، التى تجذب رؤوس الأموال عبر الضرائب المنخفضة والحوافز الاستثمارية. 

المشروع، الذى تصل استثماراته إلى 150 مليار دولار، يستهدف استيعاب مليونى نسمة وجذب 8 ملايين سائح سنوياً. ورغم أن دبى استقبلت العام الماضى 18.7 مليون سائح مقابل 15.7 مليون زاروا مصر،  

فإن رأس الحكمة تمتلك فرصاً ضخمة لتقليص الفجوة. المشروع سيضم مناطق سكنية وفنادق ومراسى، إضافة إلى مدارس وجامعات وملاعب جولف وميناء ومطار دولى، مع شبكة نقل ذكية وحديثة. 

اللافت أن المساحة الكلية لرأس الحكمة تبلغ 170.8 كيلومتر مربع، أى أكبر بخمسة أضعاف من مساحة دبى المدينة (35 كيلومتراً مربعاً)، ما يمنحها مجالاً أوسع للتوسع العمرانى والاستثمارى. 

ما يجعل الحلم ممكناً هو الموقع الجغرافى الفريد على أجمل شواطئ المتوسط، بجانب الدعم السياسى القوى والرؤية الاستثمارية الواضحة، خاصة مع دخول صندوق أبوظبى التنموى شريكاً أساسياً.  

ومع ذلك، تظل هناك تحديات أبرزها استمرارية التنفيذ بنفس الكفاءة، الربط مع القاهرة والإسكندرية، وتحقيق التوازن بين الاستثمارات الأجنبية والتنمية المحلية. 

رأس الحكمة ليست مجرد مشروع، بل مفتاح لنهضة الساحل الشمالى بأكمله. فاستغلال القرى والمنتجعات الحالية على مدار العام –وليس موسم الصيف فقط–  

يمكن أن يضاعف الطاقة الفندقية بشكل كبير. هنا تبرز أهمية دور القطاع الخاص والحوكمة الرشيدة بعيداً عن البيروقراطية. 

ولأن التخطيط الاستراتيجى يحتاج إلى رؤية شاملة، فإن التفكير فى إنشاء هيئة أو وزارة خاصة بالساحل الشمالى قد يكون خطوة حاسمة لتعظيم هذه الثروة الكامنة.  

فالساحل الشمالى كنز ظل منسياً طويلاً، والآن جاء وقت استثماره بما يليق بمكانة مصر على الخريطة العالمية.حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش