بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار | قمة الدوحة.. كلام إنشائي وخسارة إسرائيلية 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية

بقلم | حسن النجار  

انتهت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة ببيان ختامي جاء أقرب إلى الإنشاء منه إلى القرارات العملية، كما أن التعليقات والتحليلات التي تلتها لم تخرج عن دائرة الكلام. فنحن – كعرب – ما زلنا نُجيد صياغة العبارات وإلقاء الخطب أكثر من صناعة الأفعال، ونُقيم الكلام ونُصفّق له وكأنه إنجاز بحد ذاته.  

ولهذا علت أصوات الإشادة بالكلمات التي وُصفت بالقوية، بينما الحقيقة أن الواقع لم يتغير، ولم تصدر قرارات حاسمة كقطع العلاقات أو تجميدها مع إسرائيل. 

بعض القادة غابوا عن القمة إدراكًا منهم أن الكلام لا يغيّر شيئًا، فيما تنافس الحاضرون على بلاغة الخطاب وفصاحة البيان.  

ومع ذلك برز الدور المصري في القمة، حيث استعادت القاهرة مكانتها ودورها المحوري في لجم إسرائيل، والتأكيد على التزامها بعملية السلام واستقرار المنطقة، وهو الدور الذي عُرفت به تاريخيًا بما تملكه من ثقل سياسي وقدرات ضاغطة. 

القمة جاءت في لحظة فارقة من الصراع العربي الإسرائيلي، خصوصًا بعد الاعتداء الإسرائيلي على قطر، التي طالما لعبت دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.  

هذا الاعتداء مثّل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، ورسالة استعلاء إسرائيلية جديدة تُضاف إلى سجل طويل من التجاوزات دون رادع. 

الآمال الشعبية كانت معلّقة على قرارات حاسمة وموحدة، لكن إسرائيل خرجت بخسائر سياسية لا يُستهان بها، إذ تراجعت خطوات السلام معها كثيرًا،  

والاتفاقات الإبراهيمية باتت أقرب إلى التجميد أو النسيان، خاصة مع تصاعد عنجهية نتنياهو، التي تُسرّع من نهايته السياسية وتفتح الباب لاحتمال محاكمته. 

لقد خسرت إسرائيل الخليج، وعلى رأسه قطر التي كانت الراعية الرئيسة لمسارات التفاوض، كما تعطل مسار التطبيع مع السعودية. كان انتهاك السيادة القطرية سقطة استراتيجية سيدفع الاحتلال ثمنها لسنوات،  

بعدما جمع العرب والمسلمين على موقف موحد، وأعاد إسرائيل إلى خانة الكيان المنبوذ الذي يسعى الجميع لعزله. 

باختصار، قد تكون القمة إنشائية في قراراتها، لكن الاعتداء الإسرائيلي الخسيس وحّد الصف العربي والإسلامي، وفضح الموقف الأميركي الإسرائيلي أمام العالم. ولعل اللهجة العربية هذه المرة – وإن بقيت كلامًا – كانت أقوى مما اعتادت عليه إسرائيل، وربما تُمهّد لخطوات أكثر جدية في المستقبل؟ حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش  

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى