بقلم حسن النجار: نتنياهو بين التضليل والخيارات العسكرية المعقدة
بقلم | حسن النجار
لا شك أن بنيامين نتنياهو يتبع استراتيجيات متعددة لتنفيذ مخططاته على مختلف المستويات، من أبرزها استراتيجية التضليل والكذب والخداع، إضافة إلى إطلاق تصريحات متناقضة في إطار الحروب النفسية،
خاصة فيما يتعلق بملف تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح. وغالبًا ما يستخدم هذه التصريحات كـ “بالونة اختبار” للتغطية على فشله الداخلي وتقليل الضغوط الدولية، بجانب مواصلة سياسة الضغط على مصر لموقفها الثابت والرافض لأي تهجير.
وعلى الأرض، تسيطر إسرائيل على ما يقارب ثلاثة أرباع قطاع غزة وتتحكم في حركة السكان، لكنها فشلت في القضاء على حركة حماس أو تحييدها. بل إن المقاومة عادت بقوة من خلال عمليات نوعية،
كان آخرها عملية 30 أغسطس، التي أظهرت امتلاكها قدرات متقدمة كالرصد الليلي ونشر وحدات احتياطية، مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
أما الوضع الإسرائيلي، فيتسم بخسائر بشرية متكررة ونقص في القوى العاملة، مما يشكل ضغطًا على المؤسسة العسكرية. سياسياً، يواجه نتنياهو ضغوطًا من أحزاب اليمين المتطرف (بن غفير – سموتريتش) للمضي في احتلال غزة،
مع تهديدات بانسحابهم من الحكومة حال التراجع، الأمر الذي يهدد استقرار حكومته. وعلى الصعيد الدولي، تتزايد الضغوط لرفض تهجير سكان غزة أو إعادة احتلالها بشكل دائم.
تصريحات نتنياهو إذن ترتبط بعدة عوامل، أبرزها مستقبل حكومته المهدد، والخسائر العسكرية، وفعالية المقاومة، والنقص في القوى البشرية، إضافة إلى المواقف الدولية الرافضة للتهجير،
وهو ما قد يدفع إلى محاولات نزوح جماعي باتجاه الحدود المصرية وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
وتتعدد السيناريوهات أمام المشهد؛ أولها اجتياح كامل ودفع السكان جنوبًا باتجاه رفح، وثانيها تجميد الوضع الميداني مع استمرار الاستنزاف العسكري، وثالثها تهجير جزئي نحو الجنوب عبر مناطق عازلة أو مخيمات مؤقتة داخل غزة.
لكن الأكثر ترجيحًا يبقى محاولة إسرائيل دفع السكان جنوبًا، فيما قد يؤدي صمود المقاومة والرفض المصري والضغوط الدولية إلى تجميد الوضع، ليبقى الحل الأمثل أمام مصر هو إدارة الملف الإنساني من داخل غزة مع جاهزية عسكرية كاملة على الحدود. حفظ الله مصر حفظ الله الجيش حفظ الله الوطن
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.