الشؤون السياسية الدولية

مباشر نيويورك: فرنسا وأستراليا تعترفان بدولة فلسطين خلال مؤتمر حل الدولتين برئاسة سعودية فرنسية 

كتب | حسن النجار  

انعقد في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الاثنين، المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين،

برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية، وبمشاركة العشرات من زعماء العالم. وشهد المؤتمر إعلان كل من فرنسا وأستراليا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بالتاريخية. 

في كلمته الافتتاحية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من على منبر الأمم المتحدة، اعتراف بلاده بدولة فلسطين، لتنضم فرنسا إلى كل من بريطانيا، وكندا، وأستراليا والبرتغال. وقال ماكرون:  

“أعلن أن فرنسا من اليوم أصبحت تعترف بدولة فلسطين”، مشيراً إلى أن الاعتراف هو الحل الوحيد لضمان السلام.

وأضاف أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل هزيمة لحركة حماس، التي قال إنها هُزمت عسكرياً بتحييد قادتها، مؤكداً أن الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن تكون منزوعة السلاح. 

وأوضح ماكرون أن بلاده ستربط تعاونها مع إسرائيل بما تقوم به لتحقيق السلام، مبيناً أن هذا الاعتراف هو الطريق الوحيد الذي سيسمح لإسرائيل بالعيش في أمان. وتابع قائلاً:  

“يجب تحقيق الوعد الأصلي وهو تحقيق الدولتين، وأن يسود القانون أمام القوة”، مشدداً على أن المرحلة المقبلة يجب أن تُكرّس لإعادة الإعمار والاستقرار في غزة.  

كما أعلن استعداد فرنسا لدعم مهمة دولية من أجل استقرار القطاع، وتدريب وتجهيز قوات الأمن الفلسطينية، موضحاً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التزم بإجراء الإصلاحات وإبعاد حماس عن غزة. 

وأشار ماكرون إلى أن إقامة سفارة فرنسية في الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون مشروطة بالإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار، قائلاً: “قد أقرر إقامة سفارة في دولة فلسطين ما أن يتم الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة وإعلان وقف لإطلاق النار”. 

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكداً أنه لا يمكن لحماس أن يكون لها أي دور في مستقبل الدولة الفلسطينية. وقال ألبانيز في كلمته: “سلوك إسرائيل يعرض حل الدولتين للخطر”، مضيفاً أن الفلسطينيين محرومون من المساعدات الأساسية. 

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فقد شكر السعودية وفرنسا على دعوتهما لانعقاد المؤتمر، معبّراً عن خيبة أمله من حرمان الوفد الفلسطيني من الحضور إلى الأمم المتحدة. وأكد قائلاً: “أرحب بالتدابير الدولية لحشد الدعم لحل الدولتين”،

مضيفاً أنه لا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار في غزة. وشدد على أن “إنكار الدولة الفلسطينية هدية للمتطرفين من الجانبين”، مؤكداً أن لا سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين. 

وفي كلمته عبر الفيديو، أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدور الكبير للسعودية وفرنسا في حشد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، معلناً الاستعداد للعمل مع أميركا والسعودية وفرنسا لتنفيذ “إعلان نيويورك” لخطة السلام.  

ودعا عباس إسرائيل للجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف شلال الدم، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي دور لحماس في الحكم، وطالبها بتسليم السلاح إلى السلطة الفلسطينية. 

العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمته خلال المؤتمر، شكر السعودية وفرنسا على عقد هذا الحدث الذي وصفه بـ “الهام”،

وطالب بوقف حرب غزة بشكل فوري، مؤكداً أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام. وقال: “الصراع يجب أن ينتهي”، لافتاً إلى أن العالم يخطو اليوم خطوة مهمة نحو تحقيق السلام في المنطقة. 

يأتي المؤتمر بعد إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى نحو 150 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة. 

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت، في 12 سبتمبر الجاري، وبأغلبية ساحقة، قراراً يقر “إعلان نيويورك” – وهو مبادرة سعودية فرنسية لإحياء ودعم فكرة حل الدولتين – حيث نص القرار على “خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها” نحو تنفيذ حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

ويُشار إلى أن حل الدولتين يمثل الإطار الوحيد المتجذر في القانون الدولي، ويحظى بدعم المجتمع الدولي، وينص على قيام دولتين مستقلتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن،  

ضمن حدود ما قبل عام 1967، على أن تكون القدس عاصمة مشتركة لهما، وذلك تماشياً مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات ذات الصلة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن حل الدولتين هو “الشرط الأساسي” لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه المسار الوحيد لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط بأسره. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى