نتنياهو: تدمير 50 برجًا بغزة تمهيدًا لمناورة برية واسعة مرتقبة

كتب| محمود سعد
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، أن سلاح الجو الإسرائيلي دمّر خمسين برجًا سكنيًا في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، مؤكداً أن هذه الهجمات ليست سوى “مقدمة” للعملية العسكرية الأوسع التي تستعد لها القوات الإسرائيلية.
وقال نتنياهو في كلمة من مقر سلاح الجو: “لقد وعدت قبل أيام بالقضاء على الإرهاب. في اليومين الماضيين أسقط سلاح الجو 50 برجًا من هذا النوع. كل هذا مجرد تمهيد للعملية الرئيسية الكبرى – المناورة البرية التي تُنظَّم قواتنا حاليًا داخل مدينة غزة”، مضيفًا موجهًا حديثه إلى سكان القطاع: “أقول لسكان غزة، استمعوا جيدًا: لقد حُذّرتم، اخرجوا من هناك”.
وفي السياق ذاته، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديداته لمدينة غزة التي تتعرض لقصف عنيف، وكتب في منشور عبر منصة “إكس”: “اليوم سيضرب إعصار هائل سماء غزة، وستهتز أسطح أبراج الإرهاب. هذا تحذير أخير لعناصر وقادة حماس سواء في غزة أو في الخارج. أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا ستُدمَّر غزة وأنتم معها”.
وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي “يواصل العمل وفق الخطة، ويستعد لتوسيع نطاق المناورة العسكرية للسيطرة على مدينة غزة”.
وتزامنت هذه التهديدات مع تعليمات من نتنياهو لوزرائه بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول العمليات العسكرية في غزة، فيما أعلن رئيس الحكومة، أمس الأحد، أن قواته “تعمّق هجومها في مدينة غزة ومحيطها”. وأضاف أن إسرائيل “تفكك البنى التحتية الإرهابية وتدمر الأبراج التي تستخدمها حماس لأغراض عسكرية”، مشيرًا إلى أن تل أبيب “أنشأت منطقة إنسانية جديدة لإتاحة انتقال المدنيين إلى أماكن آمنة”.
وخلال الأيام الماضية، صعّد الجيش الإسرائيلي من قصف الأبراج السكنية في غزة، حيث دعا الأحد إلى إخلاء المنطقة المحيطة ببرج الرؤيا قرب مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية قبل قصفه وتحويله إلى ركام، ما تسبب في حالة من الفزع بين السكان. كما سبق أن دمرت القوات الإسرائيلية برج مشتهى وبرج السوسي بعد إنذارات بالإخلاء.
ويواصل الجيش إصدار إنذارات لإخلاء مبانٍ عالية، متهمًا حماس باستخدامها عسكريًا، في حين نفت الحركة الفلسطينية ذلك. كما دعا سكان غزة للتوجه نحو منطقة المواصي جنوب القطاع، التي قال إنها تضم “بنية تحتية إنسانية” ويتم تزويدها بالغذاء والدواء.
ويأتي هذا التصعيد في إطار عملية “عربات جدعون 2” التي تستهدف الأبراج السكنية المتبقية في مدينة غزة، وسط كارثة إنسانية يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني منذ أكثر من عامين، هي مدة الحرب المستمرة على القطاع.