نتنياهو يأمر الجيش ببث خطابه بالأمم المتحدة لسكان غزة
كتبت | مني السباعي
أفادت تقارير إعلامية أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات للجيش بتركيب مكبرات صوت في جميع أنحاء قطاع غزة لبث خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مباشرةً لسكان القطاع.
وبعد أن ترددت أنباء صباح الجمعة عن تكليف الجيش بتوزيع مكبرات الصوت على شاحنات داخل القطاع، أكد مكتب رئيس الوزراء أنه يخطط بالفعل لبث الخطاب مباشرة لسكان غزة، لكنه أوضح أنه سيقوم بذلك من الجانب الإسرائيلي من الحدود فقط.

وقال المكتب في بيان رسمي: “أصدر مكتب رئيس الوزراء تعليمات للجهات المدنية، بالتعاون مع جيش الدفاع، بوضع مكبرات صوت على شاحنات على الجانب الإسرائيلي من حدود غزة فقط، بهدف بث الخطاب التاريخي الذي سيلقيه رئيس الوزراء نتنياهو اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى قطاع غزة”، مؤكداً أن رئيس الوزراء أمر بألا تعرّض هذه العملية الجنود لأي خطر.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه هي الخطة الأصلية أم أن نتنياهو تراجع عن إدخال الجيش للقطاع بسبب ردود الفعل السلبية التي تزايدت صباح الجمعة في إسرائيل.
وبحسب تقرير نشرته قناة 12 العبرية، فإن الجيش أعرب عن معارضته للفكرة لأنها كانت ستُلزم الجنود بمغادرة مواقعهم ودخول مناطق داخل القطاع، ما يعرّضهم لخطر استهداف مباشر من عناصر حماس.
ونقلت صحيفة هآرتس عن ضابط كبير قوله: “إنها فكرة جنونية. يتساءل الناس من مختلف الأطياف السياسية: ما هذا الوهم؟ لا أحد يُدرك ما هي الفائدة العسكرية الناتجة من ذلك”.
كما وصف مصدر عسكري آخر الخطوة بأنها “حرب نفسية”. ورغم المعارضة الداخلية، أكدت الصحيفة أن الجيش لن يتحدى قرار مكتب رئيس الوزراء ويستعد فعلياً لبث خطاب نتنياهو لسكان غزة.
ومن المقرر أن يبدأ الخطاب الساعة الرابعة مساءً بتوقيت إسرائيل، حيث يتوقع أن يركز نتنياهو على مهاجمة خطوات بعض الدول الغربية للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على التقارير، محيلاً الصحفيين إلى مكتب رئيس الوزراء، الذي لم يُصدر بدوره أي رد إضافي. ونشر المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية “كان” صورة على منصة “إكس” لمكبرات صوت مُثبتة على مركبة عسكرية، معلقاً: “جنود من الفرقة 99 يستعدون لبث خطاب نتنياهو، عبر مكبرات الصوت، لسكان غزة”.
وقد أثارت الخطوة ردود فعل غاضبة، أبرزها من مجموعة احتجاجية تمثل أمهات الجنود المقاتلين، حيث أصدرت منظمة “إيما عيرا” (أم يقظة) بياناً شديد اللهجة قالت فيه: “إلى متى ستستخدمون أبناءنا في حملاتكم الشخصية؟ إنهم ليسوا مجرد كومبارس في أفلامكم الحربية.
إنهم ليسوا مجرد ديكورات في مسرحيتكم الجنونية. نناشد رئيس الأركان وكذلك قائد القيادة الجنوبية: إن مسؤولية حياة الجنود تقع على عاتقكم. يجب ألا تستسلموا لهذا الجنون”.
كما قوبل القرار بانتقادات من عائلات العديد من الرهائن المحتجزين لدى حماس. فقد خاطبت ليشاي ميران لافي، زوجة الرهينة عومري ميران، نتنياهو عبر منصة “إكس”: “سمعتُ أنك أمرتَ بتركيب مكبرات صوت في جميع أنحاء غزة للتحدث إلى سكان غزة.
بدلاً من ذلك، أود منك أن تتحدث إلى أولئك الذين يتوقون إلى صوت الأمل – المختطفون والجنود. وإذا كنتَ بالفعل تقوم بتركيب المكبرات، فأرجو أن تُمرّر تسجيلي إلى عومري وجميع المختطفين، لأخبرهم أن دولة إسرائيل تُقاتل من أجلهم وأن الأغلبية الساحقة تُريد صفقة تعيدهم إلى الوطن وتُنهي القتال. نحن لا ننوي الاستسلام. هل ستوافق؟”.
في السياق ذاته، كتبت عنات أنغريست، والدة الرهينة ماتان أنغريست، قائلة: “قد يسمعكم اليوم ابني ماتان وغيره من المختطفين. كل جملة غير عبارة ’جئت إلى الولايات المتحدة لتوقيع اتفاق يعيد الجميع إلى الوطن’ هي شكل من أشكال الإيذاء النفسي لهم. لا تدمروا أملهم، إن كان لا يزال لديهم أمل”.
ويتواجد حالياً عدد من أقارب الرهائن والناجين من أسر حماس في نيويورك حيث يعتزمون تنظيم احتجاج خارج مقر الأمم المتحدة أثناء خطاب نتنياهو، للمطالبة باتفاق شامل يضمن إطلاق سراح الرهائن مقابل إنهاء الحرب.
ولا تزال الفصائل الفلسطينية تحتجز 48 رهينة في غزة، أعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 26 منهم، بينهم جندي أُسر عام 2014، بينما الباقون من المدنيين والعسكريين الذين اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو الهجوم الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة.




